العلاقمة: القادمُ الأجملُ لم يَأتِ وكأنه قد أضَاعَ " اللوكيشن"
جفرا نيوز – رامي الرفاتي
وجه النائب محمد العلاقمة رسالة إلى رئيس الوزراء بشر الخصاونة، شكل مضمونها صخبًا تحت القبة، بعد الحديث عن أزمات الوطن ووقوف الحكومة راضخة أمامها دون أدنى تحركات بهدف وضع الحلول.
وقال العلاقمة خلال جلسة النواب التشريعية لمناقشة مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2023، اليوم الأربعاء، إن للكلام سِحراً وإنّ له وَقْعٌا في القلوبِ قبل العقولِ ولكنّ الكلامَ لا يَسدُّ الجوعَ وصِياغةَ الكلماتِ والجُملِ لا تَروي عَطشَاً، فهل لديكم غير الكلام؟؟ فلقد عَلِقْنا في عُنُقِ الزّجاجةِ وَمَرمَرَنا مُرٌّ لم يَمُر، أما القادمُ الأجملُ لم يَأتِ وكأنه قد أضَاعَ " اللوكيشن".
وتاليًا نص الكلمة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاةُ والسلامُ على النبيِّ العربي الهاشمي الأمين ،،،
سعادة الرئيس ،،،
الزميلات والزملاء الكرام ،،
وقفتُ على هذهِ المنصّةِ مرّاتٍ ومرات، وفي كلِّ مرة كان الأملُ يمتزِجُ مع العمل، كنا نُمنّي النّفسَ بأنَّ القادمَ أجملُ وبأنَّ المستقبلَ في نفسِ اتجاه المسير ِوبإنّ الحالَ لابدَّ وأن يتغير، وأمام سَيلِ الأرقامِ وتدفُّقِ النّسبِ والإحصاءاتِ وَمُتَوقّعٍ وفِعليٍّ وتأشيري تاهَ الوطنُ وجاعَ المواطنُ ، والمستقبلُ حتماً في طريقٍ يختلفُ عن طريقِ مسيرنا وجَمَلُ مُوازنَتِنا كَجملِ كُليبٍ يَرعى الحِمى وحدَهُ، وإبِلُ أفَاضِلِ القومِ جَوعى تنظرُ إلى غذائها تقتَسِمُه الهيئاتُ والمستقلاتُ والمحروقاتُ والضرائبُ والرسومُ.
سعادةَ الرئيس
الزميلات والزملاء
وقفتُ على هذه المنصةِ يسندني طموحُ النّاخبين وكنتُ اتكئ على أملهم من يَميني وعلى وجَعِهم من شمالي، واليوم يا أصحابَ السعادةِ خارَ المتكئُ ووهَنَ السّنَدُ لا لِضَعفٍ فيهم، وإنّما سلبنا منهم السعادةَ، فهل من بعدِ الجوعِ قوةٌ؟؟
دولةَ الرئيس ومن خلال الرئاسة، لا خيرَ فينا إن لم نَقُلها ولا خيرَ فيكم إن لم تسمعوها وتقبلوها، دولةَ الرئيس ان للكلام سِحراً وإنّ له وَقْعٌ في القلوبِ قبل العقولِ ولكنّ الكلامَ لا يَسدُّ الجوعَ وصِياغةَ الكلماتِ والجُملِ لا تَروي عَطشَاً، فهل لديكم غير الكلام؟؟ فلقد عَلِقْنا في عُنُقِ الزّجاجةِ وَمَرمَرَنا مُرٌّ لم يَمُر، أما القادمُ الأجملُ لم يَأتِ وكأنه قد أضَاعَ " اللوكيشن".
وهنا اقتبسُ من كلامِ دولةِ الرئيس " أتمنى أن اختمَ حياتي الوظيفيّةِ بذاتِ السّمعةِ الطّيبةِ التي تَميّزَ بها والدي في العملِ العامِ والتي تَتّسمُ بالشّرفِ وَنَظافةِ اليد والأمانة" انتهى الاقتباس،،، دولتُكم ،، صُنْعُ يديكَ وأفعَالُكَ هي من تَختِمُ حياتَكَ بالسّمعةِ الطيبةِ وليست الأمنيات، فالأمنياتُ لنا بأن نعيشَ حياةً كريمةً ، والفعلُ عليكم يا دولةَ الرئيس...
سعادةَ الرئيس
الزميلات والزملاء
إن كان الهدفُ الأسمى من هذه الموازنةِ هو صالح الوطنِ والمواطنِ يؤسفني القولُ بأنّ هذا الهدفَ لن يتحقّقَ، فالموازنةُ في جُلّها لا بَل كُلّها تَكريسٌ لِعَقلِيةِ الجِبايةِ والتّحصيل ومن ثمّ
صَرفها في غيرِ مَصارفها
وهنا اقتبسُ من كلامِ سيّدي صاحبِ الجلالةِ ضِمنَ خطابِ التكليفِ السامي للحكومة السابقة " اذ أنّ بلورتَ مَشروعِ قانونِ ضريبةِ الدّخلِ هو خطوةٌ ومَدخلٌ للعبورِ نحو نَهجٍ اقتصاديٍّ واجتماعيٍّ جديدٍ جَوهَرُهُ تَحقيقُ النّموِّ والعدالةِ وعليه ، فإنّ على الحكومةِ أن تقومَ بمراجعةٍ شَاملةٍ للمنظومةِ الضّريبيةِ والعبء الضريبيّ بشكلٍ
مُتَكاملٍ ينأى عن الإستمرارِ بفرضِ ضَرائِبَ استهلاكيةٍ غيرِ مباشرةٍ وغيرِ عَادلةٍ لا تُحقّقُ العدالةَ والتوازنَ بين دَخْلِ الفقير والغني ويرسمُ شَكلَ العلاقةِ بين المواطنِ ودولته في عَقْدٍ اجتماعيٍّ واضحِ المعالمِ من حيثُ الحقوق والواجبات" انتهى الاقتباس، وهنا اسألُ الحكومةَ ماذا فعلت لإنفاذِ الرؤيةِ الملكيةِ للتّخفيفِ عن المواطن الذي أصبحَ يمشي ويُكَلّمُ نفسَهُ من ثِقلِ الدّيونِ وعبءِ الالتزامات وفرضِ الضرائب.
سعادةَ الرئيس
الزميلات والزملاء
قال أبو العتاهية
بكيتُ على الشّبابِ بدمعِ عيني ... فلم يُغنِ البكاءُ ولا النّحيبُ
فيا أسفاً أسفتُ على شبابٍ ... نعاهُ الشّيبُ والرأسُ الخَضيبُ
ونقولُ لقد زرعتم الشّيبَ في رأسِ الشّبابِ من كُثرِ طَرقِهم للابوابِ ، أبوابِ ديوانِ الخدعةِ المدنية، وخَضّبنا رؤوسَهم بحسرةِ الوظيفةِ وادمينا قلوبَهم بالواسطةِ والمحسوبيةِ وقتلنا أملَهم بالإستثناءاتِ ولم ننصفهم إلا بكثرةِ الكلامِ وعباراتِ القَادم أجمل...
سعادةَ الرئيس
الزميلات والزملاء الكرام
لقد دَرجَت العادةُ على سَردِ مطالبَ خَدماتِيّةٍ في خطاباتِ الموازنةِ، في ذاتِ الوقتِ الذي نعلمُ فيه مواطنينَ ونُواباً بأنها مطالبُ شكليةٌ لن يتَحقّقَ منها شيءٌ كونُ الموازنة العامة للدولة انتهت وانتهى فصلُ التّخصيصِ والرّصدِ المالي، ولذا ، ولِكي أكونَ منسجماً مع نفسي فإن أي مطالبَ في هذا الوقتِ ما هي إلا ذَرٌّ للرّمادِ في العيون، وأنّ المقامَ لا يتّسِعُ لهذا المقالِ فلن أسردَ قائمةً طويلةً من المطالبِ نعلمُ جميعا أنها لن تتحققَ.
لا أقولُ هذا الكلامَ بداعي السّوداويةِ او التشاؤمِ، ولكنّها نظرةٌ من عينٍ حَصيفةٍ لا ترى في السّلوكِ الحالي لهذهِ الحكومةِ أيَّ مخرجٍ للازماتِ التي نعاني منها، ونعلمُ أيضا بأنَّ الوعودَ أصبحت أكثرَ استفزازاً للشّعور الجَمعي من الواقعِ الحقيقي وربما لو خَفّفنا من الكلامِ لكانَ فيه تخفيفٌ أكثرَ على كاهلِ الوطن والمواطن، وانا أؤمن بأنّ القادمَ سيكونُ اجملَ ولكن أجملَ بوصفةٍ مختلفةٍ عن وصفتكم، وشتانَ بينَ وصفةِ الفوتوشيني ووصفةِ العدسِ والرّشوف.
وختاما اعتذرُ من الذين منحوني ثقتَهم بأنني لم استطع تحقيقَ ابسطِ مَطالبهم وهو مطلبُ التأّمين الصحي الشّامل، ولا انظرُ من ثقبِ البابِ الى وطني بل انظرُ من قلبٍ مثقوبٍ، هذا الوطن بريءٌ لم يشهد بالزّورِ يوماً ولكن شَهِدوا بالزّورِ عليه ...
والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه ،،،