نتنياهو السادس إلى الظل..

جفرا نيوز


محمد سلامة

رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو السادس محظور عليه التعامل مع المبادرة القضائية، وممنوع علنا من ابداء رأيه فيها، وممنوع من التعليق سلبا أو ايجابا، بقرار قضائي، بما يعني أن الدولة العميقة في إسرائيل قررت وكخطوة أولى ازاحته إلى الظل..فيا ترى هل باتت تنحيته من منصبه وشيكة..وهل يتفكك ائتلافه المتطرف؟!.

القناة (12) الإسرائيلية نقلت عن محامي نتنياهو السادس أنه توجه إلى المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا طالبا منها الموافقة لوكيله (نتنياهو السادس) بأن يعلق علنا على مبادرة رئيس الدولة يتسحاق هيرتسوغ حول الإصلاحات القضائية أو أن يتعاطى معها كونه رئيسا للوزراء ومن أجل احتواء الأزمة المتصاعدة داخل الكنيست وفي الشارع الاسرائيلي.

المستشارة القضائية اصدرت قرارها بمنع نتنياهو السادس من أي تدخل في مبادرة هيرتسوغ ودعت الى وقف التعديلات القضائية المقترحة وإجراء محادثات مع المعارضة دونه من أجل الوصول إلى حلول مقبولة،وليس هذا فحسب بل قررت أن على نتنياهو السادس أن ينأى بنفسه عن الخطة القضائية بسبب تضارب المصالح الذي تشكله محاكمته الجارية بتهم فساد، وأنه خرق إتفاق تضارب المصالح الموقع منه عام 2020م،والذي بموجبه محظور عليه،مناقشة التغيرات في النظام القضائي بشكل مباشر أو غير مباشر.

نتنياهو السادس إلى الظل لأول مرة وهو بمنصبه في خطوة لاحقة تؤكد على أن قرارا قضائيا سوف يصدر بتنحيته من منصبه لاستكمال التحقيقات القضائية ضده بتهم فساد سبق وأن أقر بها، ووقع عليها كتسوية لإنهاءها،فيما ذهب إلى وزير العدل ياريف ليفين لبحث سبل الخروج من الأزمة الراهنة، وعاد وكرر اتهاماته للمعارضة باثارة الشغب داخل الكنيست داعيا إلى التوقف عن دفع البلاد إلى الفوضى.

نتنياهو السادس يتصرف كوحش جريح هذه الأيام، فالخناق يشتد عليه داخليا وفي الشارع، وقرار المستشارة القضائية ليس سياسيا بل قضائيا،ويحد من حراكه داخل حكومته وفي الكنيست، وهو بمثابة إنذار له قبل إصدار قرار تنحيته من منصبه، ولهذا وغيره يلجأ إلى حلفائه المتطرفين بن غفير وسموترتيش ويصادق لهما على كل ما يطلبانه،ومنهما شرعنة البؤر الاستيطانية وعلى عملية السور الواقي 2 وعلى كل الإجراءات ضد المقدسيين،فيده ولسانه مقيدتان في الشأن الاسرائيلي ومنفلتتان ضد الشعب الفلسطيني.

أيام نتنياهو السادس باتت معدودة في الحكم، وامامه خيار واحد للبقاء في الحكم وهو أمر مستحيل، فإما أن ينقلب على تحالفاته وعلى التعديلات القضائية أو أن يعود إلى تنفيذ اتفاق تناقض المصالح او ان يواجه مصيره بتنحيته من منصبه بقرار قضائي،وطبعا فإن ائتلافه المسحور بنخق الفلسطينيين سوف يتفكك.