بن غفير: اضرب رأسك بالحيط

جفرا نيوز


حماده فراعنة

سيعمل بن غفير على اجتثاث أعشاش «المخربين» من القدس، على حد قوله، وله أن يقول ما يريد، فالحكي ليس له ثمن، ليس عليه إرباط، يستطيع أن يقول ما يريد، فالذين سبقوه قالوا ما قاله وأكثر، والمستعمرون أمثاله من البريطانيين والفرنسيين والأميركان وغيرهم، قالوا أكثر من ذلك بحق المقاومين من الشعوب المظلومة الفقيرة، الذين قاوموا الاستعمار وهزموه، رغم تفوق البلدان المستعمرة وضعف الشعوب التي تعرضت للاستعمار والاحتلال.
الشعوب الفقيرة المضطهدة انتصرت، والبلدان الاستعمارية القوية الغنية هُزمت أمام المناضلين، مع أن الثمن كان باهظاً دفعه المقاومون وشعوبهم، ولن يكون الشعب العربي الفلسطيني المسلم المسيحي الدرزي بمعزل عن نتائج أفعال المناضلين، وتضحياتهم في مواجهة العدو المحتل، والانتصار عليه وطرده واجتثاث وجوده وآثاره.
سيفعل بن غفير مع سموترتش ونتنياهو وأجهزتهم وأدواتهم في لحم الشعب الفلسطيني، ليبقوا فترات أطول قاهرين معذبين لأبناء وبنات الشعب الذي لا وطن له غير فلسطين، سيبقى بها صامداً متشبثاً، لا خيار له وأمامه سوى البقاء مهما قست الظروف وتعددت الأوجاع وأصناف القتل والتعذيب الإسرائيلي.
سيرحل بن غفير وأمثاله إلى الجحيم، كما رحل من سبقوه من الجزائر وفيتنام وجنوب إفريقيا، فالعدالة مهما تأخرت ستنتصر، والحق سيعلوا ولا يُعلى عليه من أدوات الشر والبطش والأذى.
الشعب الفلسطيني خلاق، يجد أدواته المتوفرة، يستعملها، يُوظفها، ومثلما استعمل الحجر في الانتفاضة الأولى، يستعمل ما يتوفر لديه من أدوات للمقاومة، للانتفاضة المتقطعة المتواصلة، حتى تحقيق الانتصار وانتزاع الكرامة والحرية.
الشعب الفلسطيني ليس عنصرياً، ولا يعادي اليهود، لأنهم يهود، بل هو يواجه الاحتلال الأجنبي وأدواته، سواء كان يهودياً أو مسلماً أو مسيحياً، فالعداء للمحتل للمستعمر الأجنبي، وليس لدينه أو قوميته، فالشعب الفلسطيني كباقي العديد من الشعوب العربية، شعب تعددي دينياً وقومياً، تجمعهم المواطنة، وحُسن المعشر، والإقرار بالتعددية على عكس الصهيونية المختلة نظرياً وعملياً وواقعياً، وترى باليهود أنهم فوق البشر، ويصنفون البشر أنهم يهود وغير يهود، أي من كان غير يهودي فهو دون البشر، وهذا سبب البلاء وكره المجتمعات المتحضرة لهم.
بن غفير وسموترتش ومعهما من هو على شاكلتهما، نتنياهو وغيره، لن يستوي بهم الحال مهما تفوقت قدراتهم، فالدول الاستعمارية مليئة بالقدرات والتفوق ولكنها اندحرت أمام إرادة الشعوب التواقة للكرامة والحرية، وهو حال الشعب الفلسطيني الذي لن يتوقف عطاء تضحياته حتى يستعيد حقوقه الكاملة غير المنقوصة، ولو إلى حين.