«زلزال» الطبيعة والتطبيع ..

جفرا نيوز


زلزال الطبيعة في شمال سوريا وجنوب تركيا، فرض بطريقة أو بأخرى مسارات عربية واقليمية ودولية لتطبيع العلاقات مع دمشق وزيادة جرعة التعاون معها انسانيا وسياسيا، وذات الأمر مع تركيا لجهة دفعها لتعجيل التطبيع مع دمشق..فيا ترى من الذي يمنع التطبيع ولماذا يصار إلى زج إسم إسرائيل بالواجهة عبر مشاركتها في إغاثة الأتراك؟!.

زلزال الطبيعة أودى بحياة أكثر من عشرين ألف قتيل في تركيا وعشرات الآلاف من الإصابات، فيما زلزال سوريا أودى بحياة أربعة آلاف قتيل اقل أو أكثر من ذلك بقليل، حتى الآن، فيما زلزال التطبيع على الجبهة التركية يسير على اتوتستراد سريع وبلا تردد حتى من أعدائها، فيما التطبيع مع سوريا متعثر هنا وسائر بخجل هناك، وعلى الحافة منتظرون، وفي التفاصيل نرصد ما يلي:-

--نيد برايس المتحدث باسم الخارجية الأمريكية اطل بوجهه الشاحب الأصفر ملوحا بالعصا لمن يحاول التطبيع مع دمشق، ومما قاله، أن التطبيع مع النظام السوري مرهون بالتقدم في المسار السياسي وتطبيق قرارات مجلس الأمن، (وبعبارة أخرى أن على النظام السوري أن يرحل)، فيما اختارت تركيا أن لا تلتفت إلى تصريحاته وابتعدت عن رهن موقفها بموقف حليفتها واشنطن، والسبب هو مصالحها، واتفاقها غير المعلن مع روسيا على منع إقامة كيان سياسي كردي في شمال سوريا، مقابل تخليها عن التحرك أمنيا وسياسيا لاسقاط النظام في دمشق.

الدول العربية المتحمسة لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية كانت الجزائر وما زالت، ومعهما تونس والإمارات والعراق وو..إلخ، وجاء الزلزال محفزا لإعادة الجدل حول زلزال عربي للتطبيع مع دمشق، لكن الكوابح الأمريكية كانت اقوى من الزلزال، فاعادت المنتظرين وللأسف إلى مربع التماشي مع الموقف الأمريكي، ولهذا فإن زلزال الطبيعة ما زال يمنع زلزال التطبيع العربي مع دمشق رغم شدته، ويفرمله بعيدا عن اللعبة.

الإعلام والفضائيات الأمريكية تروج لإسرائيل على أنها المنقذ والمغيث لزلزال الطبيعة في تركيا، وتنشر صورا لجندي إسرائيلي يخرج طفلا من الإنقاض، وبطريقتها تحث على تسريع التطبيع العربي والاقليمي معها فيما تتبنى خطابا يتماشى وسياسات العصا لمن يحاول التطبيع مع دمشق، لكن هناك بوادر ابتعاد عن مواقف واشنطن فالاتصالات العربية مع دمشق قائمة وهناك تحرك بجرعة خجولة..ويبقى السؤال..إلى متى سنظل نمتنع عن التطبيع مع دمشق؟

الأيام القادمات وحدها تجيبنا.