الملكة: الدين يُرشدنا في الحياة وهو السبيل لتحقيق التوازن والاحتفاء بالوسطية
وأكدت جلالتها "الطريق الثالث، هو الطريق الوحيد الذي يمكننا السير فيه معاً دون انحياز أو استقطاب أو انطباعات سلبية مسبقة، لن نراه على خريطة، لكن الصلاة تُعودنا على تجسيد مواقف سنحتاج إليها من أجل إيجاده – أو صياغته- وإذا كنا على استعداد لتبني المواقف أو المبادئ التالية، استطعنا معاً المضي في طريقنا الثالث".
وأشارت جلالتها، أن "المبدأ الأول هو التواضع، في الإسلام، عندما نصلي، نسجد، لذا فكل صباح ومرات عدة خلال النهار نجثو ونضع جبهاتنا على الأرض، عندما نحني أنفسنا، ندرك ضآلة حجمنا. نتقبل ضعف قوتنا وقصور وجهة نظرنا. وعندما نرى أنفسنا بصورة أوضح، نتمكن من رؤية الآخرين بوضوح أكبر أيضاً".
وقالت جلالتها، إن المبدأ الثاني هو الوحدة: "في الحج، يتجه أكثر من مليوني مسلم إلى مكة كل عام ليطوفوا حول الكعبة سبع مرات، في أكبر تجمع سنوي للبشر في العالم، من الأعلى، يبدو المنظر كدوامة من البياض، مع كل لون آخر ممتزج فيه، وإن قربت الصورة، سترى المصلين - فقراء وأغنياء، أقوياء وضعفاء، رفيعي الشأن ومستضعفين- ... جميعهم يسيرون متكاتفين، متساوين أمام الله".
وأضافت "في كل مرة أقوم بهذه الرحلة حول الكعبة – الرحلة ذاتها التي قام بها قبلي عدد لا يحصى من الحجاج، وهي تلك الرحلة التي سيقوم بها عدد لا يحصى من الحجاج من بعدي – أجد نفسي أبكي وأنا أطوف ... تغلبني المشاعر لكوني جزء من أمر أكبر مني بكثير".
وقالت "الوحدة لا تعني التشابه، يعلمنا القرآن الكريم أننا خُلقنا من ذكر وأنثى وشعوب وقبائل مختلفة لنتعارف، نعم، الاختلاف من أجل بناء العلاقات، والتنوع من أجل التعاون. الوحدة هي التي تمكننا من الإدراك أننا جميعاً نسعى إلى ذات الأمور: الأمان ... الانتماء ... ومستقبل لأطفالنا".
ودعت إلى تبني الأمل الذي نجده متأصلا في فعل الصلاة لعالم أفضل، "أن كل فجر جديد يحمل فرصة لتحقيق ذلك".
وقالت جلالتها "في نهاية الطريق التواضع والوحدة والأمل ليسوا وجهتنا، بل سبيلنا لإيجاد ذلك الطريق الثالث، وبدون شك: سنحيد عن الطريق. لكن تبقى الفرصة أمامنا للعودة".
يعتبر إفطار الدعاء الوطني، نشاط سنوي يحضره عدد من الشخصيات الدينية والسياسية من الولايات المتحدة الأميركية والعالم، ويتبع الإفطار الرئيسي حفل غداء لتكريم أعضاء من السلك الدبلوماسي الأميركي ويحضره سفراء في الولايات المتحدة وممثلون عن الأمم المتحدة وعدد من الضيوف من العالم.
ورافقت جلالتها هذا الأسبوع، جلالة الملك عبدالله الثاني، وولي العهد سمو الأمير الحسين في زيارة عمل إلى الولايات المتحدة.
بترا