يا لعيب يا خريب
جفرا نيوز - كتب - رائد الأفغاني
فطبول (نيدو) لمن يذكر في سبعينيات القرن المنصرم عندما دأبت شركات بيع الحليب الناشف على ترويج منتجاتها وكانت الحياة رخيصه والناس بسطاء وكان أي شيء (هجنه) أيام تلفزيون الأسود والأبيض لمن كان له المقدرة على إمتلاكه.
فقد دأبت تلك الشركات على تقديم هديه تشجيعيه لمن يجمع خمسة أغطيه لعلب الحليب المستهلكه عباره عن كرة قدم أو ماكنا نسميه (فطبول نيدو) ليتسيد من يكسب تلك الهديه الثمينة والرائعه أيامها على أقرانه في الحاره والحي ويكون رأس الحربه والكابتن وحكم الساحه ولديه حصانه من الفاولات والبلنتيات ويحق له إستخدام يده في اللعب والمراوغة كونه المالك الحصري لفطبول (نيدو) إلى أن يهتريء الفطبول أو يطرأ رابح جديد أو تنتهي حياة فطبوله تحت عجلات تراكتور أو سيارة سرفيس ويعود إلى خلف دكة الإحتياط.
ما أود الوصول إليه وإيصاله للزملاء متقاعدي الضمان الاجتماعي من كل هذه السردية السهلة المبسطة هو التذكير بتلك أيام خلت عندما كنا نلهو ونلعب في الحاره وفجأه يتفاجأ الجميع بدخيل ذا سطوة وسجله حافل بالمشاكل ليقف في منتصف الملعب ويخاطب الجميع من حضور ولاعبين (يا خريب يا لعيب) بحيث احيانا لا يقوى أحد على الرد أو إمهاله لوقت مستقطع.
للأسف المشهد الماثل أمامنا الآن في ملعب وميدان المطالبه بحقوق ومكتسبات متقاعدي الضمان الاجتماعي يعيدنا إلى بصورة ما مشهد أيام الحاره فمن لم يحالفة الحظ في حقبة ما من عمر الجمعية الأردنية لمتقاعدي الضمان الاجتماعي في كسب أي جولة من الإنتخابات الشفافه التي شهدناها في الفترات الماضية يعتمدون على مبدأ (خريب أو لعيب) وزاد عليهم اخرين العظم إبان مطالبتنا بحقوق ومكتسبات لطالما حلمنا بها.