كيف تتصرّف بحكمة؟.. إليك هذه المفاتيح

جفرا نيوز - ترتبط الحكمة بالكيان والممتلكات وبالعديد من العناصر الأخرى التي تشكّلنا أو تدمّرنا، اِهتمّ الفلاسفة بالحكمة على مدى قرون من الزمن، والآن ماذا يمكننا أن نقول اليوم عن شخص حكيم؟.

للتصرف بحكمة ليس من الضروري أن يكون لديك حاصل ذكاء عالٍ جدًا (IQ)، لكن في المقابل من الضروري إظهار اتجاه معيّن نحو الحسّ السليم والمعروف والعطف والإحسان.

وكما قال سقراط، تبدأ الحكمة من اعتراف المرء بجهله واستحالة حصوله على المعرفة المطلقة.

ما نسميه بالحكمة أمرٌ مهمّ بشكل خاص في أصعب الأوقات، لذا فإنّ الأمر يستحق في الوضع الوجودي الحالي المعقد أن نفهم كيفية إيقاظ هذه الأداة الرائعة وتطويرها.

من ناحية أخرى، إذا سألنا أنفسنا حول هذه المهارة السيكولوجية التي تسمح لنا بالاستجابة بشكل أفضل لعالم يمرّ بأزمة، وغير مستقر ومتغير، فسيكون هذا أفضل مثال.

وهكذا، فإذا كان صحيحًا أنّ الفلسفة والمعتقد هما اللذان غامرا بالخوض في الأرضية التي نستكشفها نحن اليوم، فقد تغيّر منهجهما شيئًا فشيئًا، فعلى مدار العشرين عامًا الماضية اهتمّ علم النفس بهذا الموضوع بشكل خاص.

وفقًا للتقرير الذي نشره موقع nospensees لطالما درست جامعات إلينوي وجامعة كلاغنفورت في النمسا السلوكيات الحكيمة في الحياة اليومية.

فرضية الباحثين في الجامعات المذكورة هي أنّ ما نسميه بالحكمة أمرٌ مهمّ بشكل خاص في أصعب الأوقات، لذا فإنّ الأمر يستحق في الوضع الوجودي الحالي المعقد أن نفهم كيفية إيقاظ هذه الأداة الرائعة وتطويرها.

من أوجه الحكمة اكتساب بعض القدرة على معرفة ما هو صواب في كل ظرف، على الرغم من أنّ هذا يعني في بعض الأحيان الحصول على ربح أقل.

كيف نتصرّف بحكمة؟

تُعرَّف الحكمة بأنها القدرة على اتخاذ قرارات سليمة، في الوقت نفسه يتيح لنا هذا مساعدة الآخرين بشكل أفضل، بعبارة أخرى، ليس هناك شعور بالكفاءة فحسب بل يوجد أيضًا في هذا البعد عنصر يستدعي القدرة على الإلهام.

ووفقًا للباحثين في الجامعات المذكورة أعلاه يتميز السلوك الحكيم بما يلي:

• القدرة على حل المشكلات قصيرة المدى، أي معالجة الصعوبات قبل أن تكبر وتتفاقم.

• توليد المزيد من الخير (دعم ومساعدة الأصدقاء والعائلة والمعارف أو الغرباء، وما إلى ذلك).

• اكتساب بعض القدرة على معرفة ما هو صواب في كل ظرف، على الرغم من أنّ هذا يعني في بعض الأحيان الحصول على ربح أقل.

الحكيم يتصرف دائمًا بعد تحليل الموقف وفهم كل ديناميكية تُشكل وتُبلور هذا الحدث، وهذا لا يمكن القيام به إلا بعقل هادئ ومركّز.

على الرغم من أننا أمضينا قرونًا من الزمن في الاقتراب من الحكمة، ولكن من وجهة نظر روحية إلى حد ما مثل وجهة نظر البوذية، فقد حان الوقت للمضي قدمًا قليلاً، يقدم لنا علم النفس الآن مفاتيح ملموسة تعلمنا التصرف بحكمة، فما هي هذه المفاتيح:

تنظيم الانفعالات للتفكير بشكل أفضل

لن يتخذ أي منا قرارًا جيدًا عندما نكون تحت وطأة الغضب أو الإحباط، لذلك فإنّ التمرين الأوّل هو الحفاظ على الإدارة الجيدة والتنظيم الانفعالي، إن فهم كل إحساس وشعور وانفعال لوضعه في مصلحتنا وليس ضدّنا هو أساس السلوك الحكيم.

الهدوء والسكينة

للتصرف بحكمة يجب على المرء أن يطوّر في نفسه مزاجًا مريحًا، فقط من خلال السكون يمكن ملاحظة الاضطرابات في العالم بشكل أفضل، فقط بنظرة هادئة يمكن للمرء أن يفهم وجهات النظر والآراء المتعارضة، لا شيء أكثر حسمًا من القدرة على فهم الآخرين، من معرفة ما يختفي وراء كل حدث وكل ظرف.

الحكيم يتصرف دائمًا بعد تحليل الموقف، وفهم كل ديناميكية تُشكل وتُبلور هذا الحدث، وهذا لا يمكن القيام به إلا بعقل هادئ ومركّز.

العقلية الاستكشافية

لكل تحدّ من التحديات أكثرُ من مخرج واحد، بشكل عام الذين يتصرفون بحكمة هم من عشاق المعرفة ولديهم عقل يحب التعلم واستكشاف خيارات جديدة، ولهذا السبب فعند مواجهة نفس التحدي يقدّمون العديد من الحلول.

يقول الفيلسوف إيمانويل كانت: "يمكن للحكيم أنّ يغير رأيه، أمّا المجنون، أبدًا".

القلق التعاطفي

للتصرف بحكمة يجب على المرء أن ينحّي جانبًا اهتماماته الشخصية، الصالح العام مهم، والآخرون معنيّون والأولوية هي تحقيق منفعة واسعة ومشتركة، هذا ما يميز في كثير من الأحيان بين الذكي والحكيم.

بينما يركز الذكي على المكاسب الشخصية فإنّ الحكيم متعاطف لأبعد الحدود وحسّاس لاحتياجات الآخرين.

بشكل أساسي تتطلب الحكمة التي ننشدها وعيًا أعمق وأكثر حساسية وأكثر وديّة لِما يحيط بنا، دعونا إذن نحاول وضع هذه المفاتيح موضع التنفيذ.

كيف تتصرّف بحكمة؟.. إليك هذه المفاتيح

ما عواقب "التعامل الصامت" مع الشريك؟

السلوك الأخلاقي

الحكماء لا يتخذون قرارات جيدة فحسب بل إنّ قراراتهم دائمًا ما تكون أخلاقية، قيمهم سامية ولن يتجاوزوا ذلك الخط الذي يقع على الجانب الآخر من الطيبة واللطف.

مهارات معرفة المقدرات الذاتية

يتمتع الأشخاص الأذكياء بمهارات معرفة المقدرات الذاتية، وهذا يعني أنّ لديهم إتقانًا كبيرًا لأنفسهم وينظمون تعلّمهم الخاص، ويعرفون كيف يخططون، وكيف يقيّمون المعلومات.

ومع ذلك فإنّ أحد الجوانب التي تحدد بشكل عام الشخص المتواضع هي قدرته على إدماج المعارف العظيمة والموارد المعرفية في قلب التواضع.

طبعُ الحكيم بسيطٌ ومنفتح، ويمكن الوصول إليه دائمًا، الحكماء مُبهِرون بفضل امتلاكهم لموقف حافل بالتفاؤل، ومصمّمون للغاية ومُلهِمون، ومُنعِشون جدًا، قادرون على إيقاظ الابتسامات بفضل براعتهم وقربهم، إنهم عقليات إيجابية للغاية، يُبهرون بتواضعهم الممتزج بمعرفة عميقة.

للتصرف بحكمة عليك أن تضع الأنانية جانباً للتفكير في الصالح العام.

الاستبطان

العقل الحكيم ليس مجرد نتاج مرور الوقت، ولكنه أيضًا انعكاس الذات، هذه القدرة على تقدير كل حدث، والتفكير في تصرفاتنا وقراراتنا المتخذة هي التي تتيح لنا أخذ تجربتنا الخاصة كمُعلّم ذاتي في داخلنا.

عند قراءة ما يحدث لهم لا ينسى الحكماء أنّ الصعود والهبوط أو الفشل أو الخسائر هي جزء من المشهد اليومي، وكذلك النجاحات أو المكاسب، إنه التطوّر نفسه، إنها أحداث الوجود وكذلك الأحداث التي تسمح للمعرفة بالتراكم فينا.

بشكل أساسي، تتطلب الحكمة التي ننشدها وعيًا أعمق وأكثر حساسية وأكثر وديّة لِما يحيط بنا، دعونا إذن نحاول وضع هذه المفاتيح موضع التنفيذ.