التسريح في قطاع التكنولوجيا.. أسباب أبعد من الاقتصاد
جفرا نيوز - تتزايد التقاريرعن عمليات تسريح كثيرة في صناعة التكنولوجيا. وتُعزى تلك الحالات نوعاً ما إلى الظروف الاقتصادية بطبيعة الحال، غير أن هذه التقارير تغض الطرف عن النضج في صناعة التكنولوجيا.
أمست السوق مُتْخَمة على نحوٍ متزايد. ولم تُقدِّم الإصدارات الجديدة من المنتجات الأقدم قُدرات مرغوباً فيها بشكلٍ جذريّ، وإنما مجرد تحسينات طفيفة
والنضج يعني أمرين، وفق المحلل السياسي الأمريكي جورج فريدمان في تحليل بموقع "جيوبولتيكال فيوتشرز"؛ ألا وهما أن معدل الابتكار الأصيل تراجع عموماً، وأن الصناعة يبدو أنها قدمت أولوية الحاجة إلى إضفاء الطابع الإنتاجي على الحاجة إلى الكشف عن الإمكانات التقنية الجديدة.
في مرحلةٍ ما، أمسى تصور منتجات جديدة تعتمد على الرقائق الفائقة الصغر والتي لا يمكن إنكار أهميتها أمراً صعباً.
وبشكلٍ أكثر تحديداً، أمست السوق مُتْخَمة على نحو متزايد. ولم تُقدِّم الإصدارات الجديدة من المنتجات الأقدم قُدرات مرغوباً فيها بشكل جذري، وإنما مجرد تحسينات طفيفة لمنتجات عظيمة الفائدة. وأحياناً كنا نشهد تغيراً من أجل التغيُّر وحسب.
التكنولوجيا في أعين المهووسيين بها
كانت التكنولوجيا بصدد بلوغ الحدود التقنية في بعض الأحيان في أعين المهووسين بالتكنولوجيا، وباتت تغرس بداخلهم الرغبة الملحّة في امتلاك إصدارات جديدة.
كانت هذه الدورة راسخة في الرأسمالية الصناعية. فقد بُنيت السيارات استناداً إلى فكرة محرك الاحتراق الداخلي، وغَيَّرَ تصنيعها على مستوى جماهيري العالَم تغييراً جوهريّاً. وطرأ تحوُّل ثوريّ على نمط استخدام الأراضي، وإمكانات تحديد مواقع المنازل، وثقافة الحضارة نفسها ومعنى المسافة. وبدَّل محرك الاحتراق الداخلي إنتاج السلع وتوزيعها والعلاقات الإنسانية ذاتها. ولقد أمسى أيضاً رمزاً للمكانة الاجتماعية. واكتسبت علامات تجارية مختلفة، ابتُكِرَت في الأصل اعتماداً على تلك التقنية ذاتها، هويَّة جديدة وأحياناً ما حدَّدتها.
ولقد تعلّمت صناعة السيارات كيف تُسوِّق منتجاتها، وكيف تُشجِّع عموم الناس على شراء سيارة جديدة. وتميَّزَ كل نموذج جديد غالباً بتحسينات أكبر. ودفعت ناقلات السرعات الأوتوماتيكية والمكابح الكهربائية ومسّاحات الزجاج الأمامي وما شابه ذلك من ميزات، عجلة هذه الصناعة، وكان معدل دوران السيارات مُذهلاً. وأضحى للعرض السنوي للنماذج الجديدة فاعلية بالغة الأهمية، حتى بينما أمست مقايضة سيارتك القديمة البالغة من العُمر عاماً واحداً بأخرى جديدة مسألة صعبة.