نتنياهو في عمان



جفرا نيوز- كتبت - نور الدويري

من يتابع الشأن الإسرائيلي يرى بوضوح ان  اليمين المتطرف مقيد الخطوات وتحت رقابة شديدة، إذ أن حكومة نتنياهو  تواجه ضغطاً غير مسبوق، فمن مسيرة احتشد فيها الالاف الأسرائيلين المعترضين على قانون القضاء الإسرائيلي إلى اقالة ادرعي رئيس حركة شاس بتهم الفساد، والمعركة الإعلامية التي يقودها اليسار ضد حكومة نتنياهو، إلى تخوفات الرئيس الأمريكي جو بايدن فيما إذا كان الحل الصعب للقضية الفلسطينية تستطيع المنطقة دفع ثمنه وبالاخص الأردن في هذا التوقيت الذي يتحمل فيه العالم والقوى العظمى أزمات اقتصادية وموجات تضخم كبيرة.

لا سيما بعد تعريض حق الوصاية الهاشمية لدراسات مشوهه كادت أن توصي بالرباط بدل عمان لإحياء صدامات بين الزعامات العربية، ورغم أن هذه الصدامات لم تقع فعلياً لكن نتنياهو ظن أن الدفع بتوسعة برنامج الابارتايد الذي يحاول اليمين المضي به لسرعة لتهويد فلسطين بالكامل، والضغط على المنطقة لتهجير المزيد من الفلسطينين إلى الأردن قد حان موعده، لكن خسارة نتنياهو ورقة الدعم الشعبي في إسرائيل، وشن هجوم إعلامي ممنهج على حكومته دفعه ليغير الخطة المتسرعة، رغم أن الحبكة الإسرائيلية عموما  في الحقيقة ليست ضد طموح نتنياهو ابدا، لكن طريقة تنفيذ نتنياهو للخطة دفع الليكود وتل أبيب لدعس بريك أمني كبير.

من جانب اخر أستفادت عمان من حذر تل أبيب والقلق النامي في الأوساط السياسية الإسرائيلية وامريكية و حتى البريطانية، فها هو نتنياهو في اراضينا اليوم بضيافة الملك عبد الله الثاني اليوم.

وعلى  الملك عبدالله أن يستفيد جيدا من هذا الاجتماع  لاسيما ان وزير الخارجية الأمريكي سيزور إسرائيل مطلع الاسبوع القادم والتحليلات في صالح دعم موقفنا الثابت، وسط اعلان بريطانيا دعمها للأردن في وقت سابق، وفي ظل هذه المتغيرات المتسارعة تباطأت خطوات نتنياهو في إغلاق الملف الوطن البديل وملف القضية الفلسطينية عموماً.

والجدير بالذكر أن العديد من الخبراء والمتابعين لشأن  الإسرائيلي الفلسطيني تحدثوا عن الحقوق الحقيقة والثمن المتوقع ان تدفعه القيادة الأردنية والشعب الأردني، إذ كان هنالك أراء قوية وتوصيات بضرورة حماية الجبهة الداخلية في الأردن من جانب وتجميع  الفصائل لتكون حليف فلسطيني متفق ولو لمرة واحدة. 

في النهاية لابد أن المقلق لم نتجاوزه بعد وإن كان حق الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة سيبقى تحت يد الهاشمين، لأن ملف أراضي المنطقة ج وتوسع الابارتايد وتهويد القدس في ظل تهديد بن غفير وتوقع انتفاضة جديدة، واستمرار توسيع الخلافات بين  الفصائل، والشرعية الحقيقة في السلطة الفلسطينية ستبقي المتوقع مفتوح الآفاق لاسيما مع استمرار المقاومة المستقلة في فلسطين ومدى تأثيره على الأردن والقوانين التي قد يتوقع مناقشتها في اوقات مختلفة .

هذه الزيارة يجب أن تهدأ عمان لنتأكد أننا لا نزال نستطيع  الوقوف أمام الضغوطات السياسية، واستثمار المواقف لصالحنا إذ إن يكون هنالك اتفاقيات سياسية مباشرة وغير مباشرة توقف اي قلق اتجاه التمدد الديمغرافي  في فترة اقتصادية صعبة لن تحتمل اي زلازال جديد الان في الأردن.

مع تأكيد صارم أن الوضع الجيوسياسي للأردن يجب أن يدفع عمان للتفكير بقرارات الإعتماد على الذات وتحريك عجلة الاقتصاد، وفتح أبواب الحوار مع حلفاء متوقعين وإن كان القائمين يدعمون مواقفنا الثابتة.