هذا ما تحتاجه أوكرانيا من الدبابات الغربية للتغلب على روسيا
جفرا نيوز - منذ بداية العملية العسكرية الروسية قبل عام تقريبًا، قام حلفاء كييف الأوروبيون بتسليم ما يقارب 300 دبابة سوفيتية تم تحديثها، لكنهم لم يسلّموها دبابات ثقيلة من صنع غربي، رغم طلبات أوكرانيا المتكررة.
أعلنت دول غربية مؤخراً أنها ستبدأ دعم أوكرانيا بالدبابات لمساعدتها في التغلب على الغزو الروسي، والحرب التي تميزت بتغير الجبهات بدلاً من المناورات الجذرية.
في الآونة الأخيرة كانت القوات الروسية تعمل على تقوية مواقعها، الأمر الذي قد يشير إلى استعدادها لشن موجة جديدة من الهجمات، ما يترك كييف تحت الضغط لإيجاد حل لأزمتها هذا الربيع.
ونظراً لعدم استعداد الناتو لمساعدة أوكرانيا بقوة جوية قتالية، قررت القوى الغربية إمداد أوكرانيا بالدبابات.
بعد 4 سنوات من الجمود، كانت الدبابات هي القوة الحاسمة في الحرب العالمية الأولى، كما لعبت دورًا محوريًا في الحرب العالمية الثانية، لذلك يبدو أن القوى الغربية تخطط للمراهنة عليها مرة أخرى لإنهاء الحرب الأوكرانية- الروسية.
وفقا لصحيفة "الغارديان” البريطانية، قررت بريطانيا إرسال مجموعة مكونة من 14 دبابة تشالنجر 2، كما تعمل بولندا على إرسال 14 دبابة ألمانية من طراز ليوبارد 2، مع ذلك يعتبر هذا العدد أقل بكثير من العدد الذي طلبته أوكرانيا في نهاية العام الماضي، حيث طلبت أوكرانيا 300 دبابة وما لا يقل عن 600 مركبة قتالية.
وفي حين تعهدت الدول الأوروبية بإمداد أوكرانيا بجزء ضئيل من مطالبها حتى الآن، بإجمالي 28 دبابة و90 مركبة قتالية، أصبح السؤال الأبرز كم عدد الدبابات التي تحتاجه أوكرانيا بالفعل للتغلب على القوات الروسية؟
وفقا لتقديرات خبراء المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الصادرة الأسبوع الماضي، تحتاج أوكرانيا لحوالي 100 دبابة لشن هجومها الخاص على القوات الروسية، وهو تقدير أيده فيل أوزبورن، رئيس استخبارات الدفاع البريطاني السابق، مع التأكيد على أن التدريب المناسب وإمدادات قطع الغيار وخطط المعركة ستلعب دوراً كبيراً في تحديد القدرة القتالية لهذا العدد.
وقال نيك رينولدز، خبير الحرب البرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن الدبابات فقط هي التي تتمتع "بالحماية والقدرات الحركية والقوة النارية اللازمة للحفاظ على زخم القوات الأوكرانية بمجرد التحامها بقوات العدو”.
ورجح الخبراء أن تكون الخطط الحربية الأوكرانية طموحة بما يتماشى مع التصريحات العلنية لقادتها، التي تدعو إلى طرد الغزاة من أراضيهم، واستعادة شرق دونباس وشبه جزيرة القرم بالكامل.
ويشير الخبراء إلى أن تبرع المملكة المتحدة بـ14 دبابة من طراز تشالنجر 2 لن يكون كافيًا وحده، وحتى لو أرادت بريطانيا تقديم المزيد فهي لا تستطيع وحدها تقديم العدد الذي تحتاجه أوكرانيا من مخزونها البالغ 227 دبابة، وهنا يأتي دور دبابات ليوبارد 2 الألمانية الصنع، التي تتوفر بكميات أكبر في جميع أنحاء أوروبا، والتي إذا وافقت ألمانيا على إرسالها لأوكرانيا، فستكون بديلاً أكثر قدرة من الدبابات الأوكرانية التي تعود إلى الحقبة السوفيتية.
ويبلغ عدد دبابات ليوبارد 2 الموجود في أوروبا حوالي 2300 دبابة مقسمة على 13 من جيوش دول الناتو، وعلى الرغم من الحالة السيئة لبعضها، إلا أن هناك ما يكفي لإرسال 100 دبابة إلى أوكرانيا إذا تعاونت عدة دول على ذلك.
وفي ما يتعلق بالتدريب، يعتقد الخبراء أن الجنود الأوكرانيين يحتاجون لما بين 3 و6 أسابيع لإتقان التحكم في دبابات ليوبارد 2 أو تشالنجر 2، ومع ذلك، سيكون الاختبار الحقيقي هو ما إذا كانت كييف قادرة على تطوير خطة لاستخدام الدبابات بفاعلية مع المدفعية، لتمهيد الطريق للمشاة وحماية المدرعات وتدمير المواقع الروسية الحصينة.
يذكر أن الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة للولايات المتحدة، أعلن عن برنامج تدريبي متطور لنحو 500 جندي أوكراني، لما يعرف في الجيش باسم "الأسلحة المشتركة”، مشيراً إلى أن هذا البرنامج سيستغرق "ما بين 5 و8 أسابيع” حتى يدخل حيز التنفيذ، مما قد يقدم دلائل على التطورات المستقبلية في الحرب الأوكرانية- الروسية.