100 دينار (ديّة) كف على وجه مدير مدرسة..يا بلاش
جفرا نيوز ـ بقلم - إبراهيم قبيلات
لم يسلم أحد من شرائحنا ومؤسساتنا الرسمية والخاصة من (شظايا) العنف وارتداداته، في تماهٍ حقيقي لحالة (الانفلات) في ارتفاع الأسعار، وثبات المداخيل؛ ما يجعل العامل الاقتصادي (باروميتر) استقرار المجتمعات وأمنها وتطورها.
صارت مفردات مثل؛ (القنوة)، و(الشبرية)، و(المسدس)، و(الموس)، عناوين مألوفة في أخبارنا اليومية، بوصفها أداة (حياة) نشهرها في وجه الآخر مع أول منعطف لفظي.
مناسبة هذا الحديث ما نشرته الأخبار عن إدانة المحكمة معلم في مدرسة، بجرم الإيذاء البسيط، وحكمت عليه بالغرامة 100 دينار والرسوم. انتبهوا المشتكى عليه معلم لا طالب، والمشتكي مدير مدرسة.
صلاتك يا محمد.
الكف جاء على خلفية توجيه مدير المدرسة عقوبة التنبيه للمشتكى عليه إثر تكرار غيابه عن المدرسة بدون عذر، فرد المعلم بضرب مدير المدرسة كفاً على وجهه.
من أحال بعض مدارسنا وجامعاتنا إلى حواضن لا تصدّر إلا قليلاً من العلم وكثيراً من التعصب والعنف والكراهية؟ وهل نحن اليوم أمام تخفيضات جديدة نقدمها للتنمر على المعلم أو المدير وهيبته ولا سيما إذا كان من زملائه المعلمين؟ ثم ما الذي يدفع معلماً للرد على عقوبة التنبيه بـ"التشمير" عن ساعديه وتوجيه لكمة لمديره؟.
صحيح أن ما يحدث في بعض مدارسنا وجامعاتنا بدأ بين الطلاب أنفسهم، ثم انتقل للهيئة التدريسة بعد أن أشبعت البيئة بالعصبيات والكراهية، في تحطيم ممنهج لقيمة العلم والمعرفة، وحتى التعارف والاشتباك الإنساني، لكنه يأتي في إطار ممنهج لوصم المجتمع بانه "غاضب ومتنمر"، ولأسباب لا ترغب الحكومة في الحديث عنها.
بدأت الظاهرة حينما (كسرنا) هيبة المعلم، عبر تجريده من عوامل رفعته وعزته وقوته داخل غرفته الصفية، ثم أحطناه بقوانين سالبة للهيبة والكرامة؛ فأحلناه إلى مجرد موظف في بيئة تدريسية (منفلتة)، وقلنا له (دبّر حالك).
نحن أمام وليد (شرعي) متوحش أنجبته الهويات المنقسمة، ورعته بيئات (الواسطة) والفساد، وغياب العدالة الاجتماعية، وتنفشي الفقر والبطالة، وصار (هوية وطنية جامعة)، في بلد يوهموننا بانه قابل للتحزب، وتبادل السلطة دون (شوشرة) أو (قناوي).