مواصلة مشوار انقلاب المستعمرة

جفرا نيوز - بقلم حمادة فراعنة
 
حينما نقول إن انقلاباً وقع في مؤسسات صنع القرار لدى المستعمرة الإسرائيلية، نقول ذلك اعتمادا على تصنيف الشواهد الحسية، وعلى التدقيق في وصف فعاليات إسرائيلية واقرارها الوقائع والنتائج والتحولات، وإدراكها خطورة هذا التحول الإنقلابي، على استمرارية مشروعهم الإسرائيلي.

رئيسة المحكمة الإسرائيلية العليا السابقة، دوريت بينيش، في تقييمها للإجراءات التي عملها أو ينوي فعلها وزير القضاء لدى حكومة نتنياهو يارين ليفين تقول:

«هذا ليس إصلاحاً قانونياً، هذا إنقلاب للنظام، وخلال عقود من عملي مع جميع رؤساء الحكومات، لم أواجه مطلقاً مثل هذا الموقف تجاه النظام القانوني».

الإجراءات العقابية التي فرضتها حكومة نتنياهو بناءً على توصيات بن غفير وزير الأمن ضد السلطة الفلسطينية، رداً على لجوء السلطة للاحتكام لمحكمة العدل الدولية ، إنقلاب على اتفاقات أوسلو وتداعياتها، بهدف تقليص مكانة السلطة الفلسطينية وتحجيمها على طريق اضعافها والعمل على شطبها، واستفراد السيادة السياسية والأمنية لحكومة المستعمرة وأدواتها وأجهزتها على خارطة الضفة الفلسطينية، باعتبارها يهودا والسامرة كجزء من خارطة المستعمرة الممتدة من البحر المتوسط حتى نهر الأردن.

مشاريع القوانين المقدمة المقترحة للتشريع عبر الكنيست، تستهدف الوجود العربي الفلسطيني في مناطق 48، أبناء الكرمل والجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، على قاعدة قانون «يهودية الدولة» الذي شرعته الكنيست يوم 19/7/2018، تأكيد إنقلابي ضد حقوق المواطنة لفلسطينيي مناطق 48.

برنامج اليمين المتطرف يسير باتجاه حرمان الفلسطينيين من حق الترشيح والتصويت لانتخابات البرلمان الإسرائيلي، باعتبارهم مقيمين مؤقتاً، في وطن ليس وطنهم، وتحت سلطة ليست سلطتهم، وفي موقع جغرافي ليس لهم، وكما فرضوا قانون الغائبين وصادروا أملاك الفلسطينيين، واستحوذوا عليها، سيحرمون ما تبقى منهم ليكونوا بلا حقوق، بلا كرامة، بلا مواطنة، بلا أملاك.

من يعتبر المستعمرة، عدواً وطنياً وقومياً ودينياً وإنسانياً، لا يلوم عدوه، فالعدو لا يلام لانه عدو يعمل على سحق عدوه بكل الفرص المتاحة والأدوات المتوفرة.

الملامة تقع على الذين انقلبوا وانشقوا وإنقسموا وخاصموا بعضهم من الفلسطينيين سواء في مناطق 67، أو مناطق 48، هم من ساهموا بنجاح اليمين المتطرف يوم 1/11/2022، وسيطرة التحالف الذي يقوده نتنياهو، وحرموا أنفسهم وإخوانهم المفترض أنهم حلفاء أشقاء، حرموهم من النجاح، هم الذي يتحملون المسؤولية.

الذين يُخونون بعضهم، ويُكفرون بعضهم، من معسكري الخصومة الذين نجحوا لعضوية الكنيست: المشتركة والموحدة، هم الذين ساهموا بنجاح معسكر التطرف الإسرائيلي، و تقديم أصوات التجمع الفلسطيني، وميرتس الاسرائيلي هدية للمتطرفين الذين نجحوا.

استمرار الإنقسام والاستئثار لدى فتح وحماس مساهمة، في تقديم هدية مجانية وهم شركاء في نجاح اليمين الإسرائيلي المتطرف، هل يدركون؟؟ هل يتراجعون؟؟.