وحدات الانارة على شوارعنا ما هو المطلوب والمحاذير

جفرا نيوز - بقلم م. المثنى بشير عربيات
 
اعلنت الحكومة بداية العام المنصرم عن عزمها اطلاق مشروع لتحسين الانارة على شوارع المملكة بإستبدال وحدات الانارة المنتشرة في الشوارع بوحدات جديدة تعمل بتقنية الصمام الثنائي الباعث للضوء LED مما سيسهم في تقليل فاتورة الطاقة على البلديات وتحسين الانارة ضمن الشوارع ليلاً كون الوحدات الجديدة تعمل بتقنية ذات طيف ضوئي اوسع.

ومن الجدير بالذكر انه هناك 410 الاف وحدة انارة تعمل بتقنية الصوديوم ذات قدرات مختلفة ومكونة من عدد من القطع تتعدى الخمس قطع.

نحن نتحدث عن وحدات انارة تقليدية عدد قطعها كبير مقارنة بالنتيجة المنشودة وهي انارة شارع بطيف ترددي يغطي الـ200 متر بشكل مناسب وهذا ايضاً كان وسيضل مكلفاً من ناحية الصيانة وكذلك يجعل دائرة العطل واحتمالاته اكثر.

ما نريده اليوم في شوارعنا ليلاً ليس ترفاً بقدر ما هو معدات تسهم في الحفاظ على سلامة مستخدمي الطريق خصوصاً ان تأثيث الشوارع في مناطق البلديات بمعدات السلامة المرورية يكاد يكون شبه معدوم نظراً لضعف ثقافة السلامة العامة والمرور في البلدية والنظر لها كثانويات.

وكانت المعضلة الاهم وستضل في وحدات الانارة المستخدمة على الشوارع هي الدفق المنير الذي اصبح يتأثر بشكل مباشر بمعدلات انخفاض وارتفاع الفولتيه بسبب مشاكل الشبكة وذلك ايضا ينعكس على العمر التشغيلي لهذه الوحدات كذلك يجب ان لا يفوتنا الاشاره لمشكلة تأثر الوحدات بالرياح واهتزاز الوحدات الحاملة وكذلك بالإشارة لوجود فقد عالي للطاقة في وحدات الصوديوم بفعل التبديد الحراري فهي تستهلك من 80الى 250 واط للوحدة الواحدة ومع الزمن تنخفض كفاءة الانارة ويرتفع معدل القدرة المستهلكة.

وقد صدرت العديد من النشرات للجنة الكهروتقنية الدولية تشير لكل ما سبق مع الاشارة للمحاذير في مخالفة المواصفات لهذه الوحدات.

واليوم والبلديات ترزح تحت وطأة ارتفاع فاتورة الطاقة اصبح مطلوباً النظر لتخفيض هذه الفاتورة كضرورة ملحة عبر استخدام وحدات انارة جديدة تعمل بتقنية ال LED ولا تتجاوز قدرتها الـ150 واط في الحد الاقصى وان يكون الدفق المنير مناسب للظروف الجوية ونوعية المناخ وكذلك ان تكون هذه الوحدات فنياً تستطيع استيعاب معدل التأرجح في الفولتية بدون مشكلات تذكر فما هو مطلوب من اي نوع جديد سيتم اعتماده في شوارع المملكة ان تكون ذات كلفة مقبولة مقارنة بما تنتجه من دفق منير وعمر تشغيلي بحد ادنى الخمس سنوات اضافة لعدد اقل من الاجزاء لوحدة الانارة الواحدة بحيث يصل الوفر الى 6% من كلف الصيانة السنوية لهذه الوحدات.

وحبذا لو تضمنت اللوحات الالكترونية لهذه الوحدات دوائر الكترونية متكاملة تسمح مستقبلاً بادماج مستشعرات وحاكمات تعطي امكانية التحكم بشكل ذكي بهذه الوحدات من ناحية تحديد الاعطال والاطفاء والتشغيل.

واخيراً تُعد إضاءة LED المبتكرة للأماكن المفتوحة أحد الحلول الفعالة التي تقلل التكاليف وتزيد من سلامة المواطنين بالدمج بين إضاءة LED للشوارع الموفرة للطاقة والاتصالات الخلوية وأنظمة التحكم في الإضاءة القائمة على الخدمة السحابية، يمكننا ابتكار شبكات متصلة تغير الطريقة التي تتم بها مراقبة مصابيح الشوارع، والتحكم بها، وصيانتها. ومن خلال توفير مستوى الإضاءة المناسب في المكان والوقت المناسبين، تستطيع المدن زيادة الكفاءة وإحياء المجتمعات السكنية التي كانت مهجورة عندها يمكننا جعل مدننا أكثر حيوية وكفاءة.