الأندية تتصارع دون احترافية
جفرا نيوز - أكد متابعون لشأن الكرة المحلية، أن سياسة أندية المحترفين في إبرام التعاقدات مع لاعبين جدد، تجسد مقولة، "العربة التي تسبق الحصان”.
ويرى معنيون أن الأندية بشخوصها غير المتخصصين في التفاصيل الفنية، يقحمون أنفسهم في تفاصيل فنية دقيقة، ويهرولون لإبرام التعاقدات مع لاعبين، من دون أن يتعاقدوا مع المدير الفني، ومن دون أن تتضح حتى معالم الموسم الكروي المقبل وأجندته، الأمر الذي يرجح فشل هذه التعاقدات أو فشل الفريق في الأيام المقبلة، لغياب الاحترافية في مثل هذه المواقف.
ورفع عدد من أندية المحترفين لكرة القدم، في الأيام الأخيرة، من وتيرة تعاقداتها مع لاعبين، أغلبهم من الصف الثاني، في مشهد أثار دهشة الكثيرين الذين أيقنوا أخيرا أسباب عدم تقدم الكرة الأردنية، خاصة على صعيد المنافسات المحلية.
ويبدي نجم الكرة الأردنية السابق قصي ابو عالية، دهشته من غياب الخطوات الاحترافية عند عدد من الأندية، خاصة فيما يتعلق بتوجه الإدارات للتعاقد مع لاعبين، بعيدا عن المدير الفني المعني أصلا بهذه الخطوة.
وأضاف: الأندية المحترفة، هي التي تبدأ خطواتها مبكرا، حيث اختيار جهاز فني بحجم الطموحات، ثم منحه كامل الصلاحيات لاختيار لاعبيه الذين سيحارب بهم طيلة الموسم، حيث يتحمل هذا المدرب كامل المسؤولية في حال الإخفاق، متمنيا على الإدارات عدم التدخل في التفاصيل الفنية.
وأبدى ابو عالية دهشته من تزاحم الأندية على مفاوضة لاعبين والاتفاق معهم بشكل رسمي أو مبدئي، فيما المدير الفني غائب بشكل كلي، بسبب عدم تعيين مدرب أصلا، أو بسبب ضعف المدرب الذي يسمح للإدارات بالتدخل في صميم عمله.
أما المدرب خالد الخطيب، فقد اعتبر أن الهرولة خلف التعاقدات مع لاعبين، دون وجود جهاز فني، يجسد واقع الاحتراف المنقوص الذي نعيشه، مطالبا الإدارات بعمل احترافي يساهم في تقدم المستويات الفنية وليس تراجعها.
وقال: "أتعجب من هرولة الأندية خلف التعاقد مع لاعبين بمستويات مختلفة، خاصة وأن أجندة الموسم الكروي المقبل لم تتضح حتى الآن، كما أن الإدارات هي تتولى مهمة التفاوض والتعاقد، بعيدا عن أراء فنية، لافتا إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي هي أصلا التي تتعاقد وتختار اللاعبين، فيما الإدارات تنفذ فقط”.
واعتبر الخطيب أن المدرب هو الضحية لتخبطات الإدارات، لأن فشل الفريق في النهاية ينسب للمدرب وليس لخطوات الإدارة، وهذا عمل غير احترافي، متمنيا على الأندية تصحيح المسار، والبدء بتعيين المدربين أولا، قبل الإقدام على التعاقد مع لاعبين.
بدوره وجه المشجع فريد عيسى، انتقادات لاذعة لأسلوب الإدارات في إدارة ملف فرقها الكروية، معتبرا أن عمل الإدارات يبتعد كل البعد عن الاحترافية، وبالتالي من الطبيعي أن نشاهد مستويات فنية متدهورة.
وأضاف: في الأندية المحلية، يجسدون مقولة "العربة التي تسبق الحصان”، فالإدارات تمارس دورا ليس من صميم عملها، حيث تقوم باختيار اللاعبين، وهو من اختصاص المدرب، بل أنها تتغول بالتعاقد أيضا مع محترفين أجانب، وآخر خطوة لديها هي اختيار المدرب… وتتساءلون عن سبب ضعف الدوري الأردني؟.
يشار إلى أن الغالبية الساحقة من أندية المحترفين لكرة القدم، لم تعين مدربين لفرقها، وبالرغم من ذلك تنشغل في المفاوضات وإبرام التعاقدات مع لاعبين أغلبهم من الصف الثاني، الأمر الذي أثار انتقادات الجماهير التي طالبت الأندية بتصحيح المسار قبل الوقوع في المحظور، معتبرين أن هناك وقتا كافيا لتصويب الأوضاع، في ظل ابتعاد مواعيد المنافسات المحلية.