احتفلت منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء الموافق 11 كانون الثاني 2023 وبالتعاون مع معهد الإعلام الأردني ووزارة الصحة بتوزيع جوائز المسابقة الخاصة بفعالية "الأمراض غير السارية ووسائل الإعلام" وذلك تحت رعاية سمو الأميرة ريم علي وبحضور ممثل منظمة الصحة العالمية في الأردن الدكتورة جميلة الراعبي وعطوفة الأمين العام للرعاية الصحية الاولية والأوبئة الدكتور رائد الشبول.

تمثل الأمراض غير السارية سنوياً ما نسبته 71% من معدل الوفيات عالمياً و78% من معدل الوفيات في الأردن ، وفي الوقت الذي استحوذت فيه جائحة كوفيد-19 على انتباه العالم على مدار العامين الماضيين، إلا أن وتيرة التهديدات الناتجة عن الأمراض غير السارية في تزايد مستمر حيث تتسبب الأمراض غير السارية والتي تشمل الأمراض القلبية والوعائية والسرطان والسكري والأمراض التنفسية المزمنة في وفيات تفوق عدد الوفيات الناتجة عن الأمراض السارية.

هناك العديد من السياسات والاستراتيجيات التي استُحدثت للتصدي لارتفاع عدد الإصابات بالأمراض غير السارية وهي معروفة لدى العاملين في القطاع الصحي وصناع السياسات الصحية، ورغم ذلك، يجب الارتقاء بسبل ووسائل التوعية العامة بشأن الأمراض غير السارية وعوامل الخطورة المصاحبة لها نظراً لمحدودية المعلومات المنشورة عنها ضمن وسائل الإعلام، وهو ما يمكن تحقيقه إلى حد كبير من خلال استخدام وسائل تواصل وتغطية إعلامية أكثر فعالية تعتمد على لغة محددة بسيطة ومباشرة والتي يمكن أن يلمسها أفراد المجتمع في حياتهم اليومية.

وللتصدي لهذه المشكلة تقوم منظمة الصحة العالمية بتنفيذ مشروع عالمي بالتعاون مع مؤسسة بلومبيرج الخيرية لتعزيز فهم العوامل التي تؤثر على مفهوم المجتمع للأمراض غير السارية وذلك من خلال استطلاع عالمي للرأي تتولى مسؤوليته مؤسّسة جالوب ‏وكذلك من خلال بناء القدرات وزيادة معرفة وسائل الإعلام بالأمراض غير السارية.

وقد جرى اختيار الأردن كجزء من هذه المبادرة لتمثيل إقليم شرق المتوسط بجانب خمسة دول أخرى من حول العالم وهي الولايات المتحدة والصين والهند وكولومبيا وتنزانيا.

ولقد أظهرت النتائج الرئيسية لاستطلاع جالوب أن أكبر التحديات لاتباع نظام حياة أكثر صحية في الأردن تتمثل في عدم القدرة على ارتياد مراكز التدريب الرياضي (21٪) وقلة المال/ ارتفاع الأسعار/التكاليف الباهظة/ الفقر (15٪) والإدمان على التدخين/ التدخين السلبي (3٪). ويعتقد الأردنيون أن الإصابة بالمرض هي الدافع الأكبر لمن هم فوق سن 55 عاماً لممارسة الرياضة في الوقت الذي تتصدر فيه قضية "ممارسة الرياضة" قائمة أولويات الشباب الأردنيين. وقد كشف الاستطلاع أيضاً أن وسائل التواصل الاجتماعي في الأردن هي المصدر الأكثر شيوعاً للمعلومات المتعلقة بالصحة، يليها الإنترنت والتلفزيون والراديو.

وفي ظل وجود العديد من الإعلاميين المهتمين بقضايا الصحة العامة أكثر من أي وقت مضى منذ تفشي جائحة كوفيد-19، فإن هناك فرصة سانحة لتزويدهم بالمعلومات الدقيقة والتأكد من أن لديهم الأدوات اللازمة لإحداث تأثير على معدل الوفيات على مستوى الأردن.

وفي هذا السياق، عقدت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع معهد الإعلام الأردني ووزارة الصحة الأردنية دورة تدريبية لمدة ثلاثة أيام في الفترة ما بين 3-5 نوفمبر 2022 تضمنت 20 اعلاميا شاركواً في الدورة والتي استهدفت تحسين التغطية الإعلامية نوعاً وكماً فيما يتعلق بالأمراض غير السارية الأكثر شيوعا، وأعقب هذه الدورة التدريبة إقامة مسابقة لأفضل تغطية إعلامية حول الأمراض غير السارية وعوامل الخطر المصاحبة لها.