الرقابة على الأَفكار...
جفرا نيوز - بقلم هاشم ايمن خصاونه
الزمنُ تغيّر كثيرًا، شابٌ من بيئةٍ لم تعرف القراءة والكتابة إلّا في خمسينيات القرن الماضي، بات يسهرُ على أنغام "الناي السحري" لِموزارت، ويكتب بِنَهم عن حياة الموسيقي النمساوي الأعظم في التاريخ، وكيف قضى نحبَهُ وهو في مقتبل العمر...
وُجدت السينما في عالمنا العربي في مصرَ منذ أكثر من قرن ونيف من الزمن، الشيء الذي جعل ثقافةَ مصرَ معلومةً ومفهومةً لدى كافة العَرب..
عِماد السينما هو الحوار[فن الرواية]، وأول ما نشأت السينما لم يكن هدفها الإمتاع؛ إنما الأفكار والإقناع والإمتاع!
قالوا عن عنصر الحوار: لكي تصل إلى العالمية يجب أن تغوص في الشارع، أن تختلط به وتكون حقًا ولدًا بارًا به...
كيف لأي إنسان، أن يعبرَ عن أفكاره، وهنالك ألفُ ألفٍ، جاثمون يتربصون يقولون هذه أفكار لا تمثلنا!
"الأفكار لها أجنحة، محدش يقدر يمنعها توصل للناس".
جملة قالها نور الشريف على لسان ابن رشد، في فيلم المصير لِيوسف شاهين، إذن؛ لِمَ تُخشى الفكرة؟
الفكر لا يُجابه إلا بفكر، أن نهمشَ وأن نقصي أي شيء لا يمثلنا ألا يعني هذا أننا تقوقعنا حول أنفسِنا، ورفضنا عيش زمنِنَا واكتفينَا بالعيشِ قي زمن من سبقنَا.
وبالعودة إلى عاشق موزارت وبعيدًا عن مسألة حرمة المعازف، فقبل قرن من ولادة العاشق هَذا لم يكن يُعلم ما هو البيانو، وبعد نصف قرنٍ من معرفةِ البيانو، هجمت من نفسِ هذا البيئة لججُ خلافٍ لا تنتهي حول جواز أو عدم جواز سماع الموسيقى...الزمن حقًا تغيّر!
"ما نتقبّلهُ اليوم كانَ مستهجنًا في زمانٍ مضى، وما نستهجنهُ اليوم سيكونْ مقبولًا في زمانٍ سيأتي"، مقولة تنسب لسيدنا أبي الدرداء رضي الله عنه، وأختمُ القولَ بفكرةٍ من بديع أفكاري أكررها دومًا؛ إن عدم معرفتك بالشيء، لا تعني أن الشيءَ غير موجود!