"سيناريو الموازنة سنويًا".. شعارات رنانة من "النواب" وتحليلات لتقصير الحكومة .. والمواطن كبش الفداء
جفرا نيوز - فرح سمحان
كالعادة تطل الحكومة كل عام على المواطنين بخطاب الموازنة العامة التي تخلو أساسًا من التوازن في أرقامها ورؤيتها وحتى ما تصبو إليه لاحقًا ، ومن يترقب المشهد يعي تمامًا أن الخطاب "تقليدي" وبعيد تمامًا عن خطط الحكومة الوهمية التي تشبه في مفعولها أبرر التخدير ليس إلا ، وما يأخذه المواطن فقط شعارات رنانة من النواب عند مناقشة مشروع قانون الموازنة مع الحكومة والأخيرة تغرقنا بتحليلات وتفسيرات لتغطي على العجز والثغرات والهفوات بأرقام معقدة وتبريرات غير منطقية.
ربما الهجوم ليس على وزير المالية محمد العسعس الذي يلقي الخطاب بحكم دوره وموقعه بقدر ما هو انتفاضة ناعمة على النهج الحكومي المتعافي القائم على سياسة التمليس على الناعم وجعل المواطن يشعر أنه تحت وطأة تحميل الجمايل كما يقال بالعامية، والواقع ليس مطابقًا لذلك ، فلو كانت الحكومة واثقة من قرارتها ومشاريعها وموازنتها فلن تحتاج لسياسة التبرير المبطن .
الموازنة العامة التي تعترف في ثناياها أن أزمة عيش المواطنين ضاغطة لها وعليها بعيدة تمامًا عن فكرة أنها لو قررت أن تبدأ بترشيق نفقاتها فلن تحتاج لتبرير سياستها التي تطلب من المواطن التقشف في حين أنها بعيدة عن ذلك ولو لمجرد التفكير ، والتذرع بأن لا ضرائب جديدة ومعدلات الفقر والبطالة انخفضت فهي مجرد "خدعة" مبكية مضحكة في الوقت ذاته.
الحكومة عليها أن تأخذ نفسًا طويلاً مع "دعسة بريك" على قراراتها وتصريحات بعض الوزراء المستفزة ، سيما وأن المؤشرات القادمة قد لا تكون لصالحها ، مع بدء التكهنات التي يتناولها المراقبون في هذا التوقيت تحديدًا .
بالعموم فإن موازنة 2023 لا تختلف عن سابقاتها في شيء، السيناريو السنوي ذاته ولا جديد يذكر ، نرى خطابات وشعارات تنطق بها ذات الألسن وتبثها القنوات ووسائل الإعلام وكأن الزمن يعيد نفسه .