تعديلات الضمان (معضلة أم مقصلة؟)

جفرا نيوز - بقلم - رائد الأفغاني 

تائهون مشردون تتلاطم السيول الجارفة والأمواج العالية وتتقاذفنا الويلات وتتعالى صيحاتنا من أنين وألم ما نتجرعه ونكظم غيض ظلمات وظلم حل بنا وقعه كوقع من ينتظر أن يزاح على شفى حفرة المنتهى والمستقر كي يرتاح من هول ما ألم به من جور وظلم وانتقاص من حقوق ومكتسبات وإكتواريات وتعديلات عمقت الجرح وألهبت سقف الحاجة ودرء العوز وضعف ذات اليد.

مقدمه لمشهد ما بات يعاني منه جل لا بل السواد الأعظم من متقاعدين الضمان الاجتماعي بشتى دخولهم وما يتأتى من رواتب تقاعدية ضاهت الفتات وما لا يسد الرمق لدى غالبيتهم وأضحى لدى كثير راتب يقاس بجالون كأز أو حتى أنبوبة غاز.
تعديلات قانون الضمان الاجتماعي التي تداهمنا وتباغتنا بأسرارها وطلاسمها والعتاة من مشعوذيها الذين أجادوا وهم متمرسون في كتابة وصياغة الحجب والعمل الضار المبني على سحر الجملة والكلمة والتعديل والتنقيح واللعب بتفاسير الكلمات كي يكون مردها وبالا وسخطا على متقاعدين الضمان الاجتماعي وأيضاً هناك من ينتظر من الساسة والنواب (وأنا هنا لا أعمم) هناك من هو ذاهب منذ الآن للتمرير كتحصيل حاصل وعلي مبدأ (هاتوه ثم غلوه) وهناك بالمقابل من أصحاب الضمائر الحية ممن سيقفون سدا وضد أي تعديلات لقانون الضمان الاجتماعي تتغول زيادة على التغول والجور الذي نعيشه الآن واكتوينا وذقنا منه الأمرين...

متقاعدون الضمان الاجتماعي وواجهتهم (الجمعية الأردنية لمتقاعدين الضمان الاجتماعي) مطالبين اليوم ومن كل بد ولا مجال لإبداء صيحاتهم وعلو آهاتهم كي يصل وجعهم وأنينهم إلى مطبخ القرار وطهاته ومن يرش السكر على العلقم منهم كي يفضح العور في أي تعديل قبل نشوبه والتصويت عليه...

متقاعدون الضمان الاجتماعي ضحوا لأجل رفعة وسمو الوطن وقد أفنوا أعمارهم لأجل ذلك مما يستدعي حياة كريمة يستحقونها لقاء ذلك وسقفها كفافا وسترا ومراعاة لأعمار تتقدم بهم وهم لا حول ولا قوة لهم وأملهم بالله وحده وأن يتقي المشرع ومتخذ القرار بهم الله.