القطاونة يكتب …ممنوع الكلام !
جفرا نيوز
ممنوع الكلام !
إعداد: الدكتور عادل محمد القطاونة
في خضم موجة من الحديث الكثير الدلالات، القليل المستندات، الممتلئ بالاتهامات والنزاعات، المفرغ من التأكيدات أصبح الاصلاح الفكري والثقافي مطلباً لدى الكثيرين، فبات البعض لصاً بظرف ليلة، وأصبح البعض بطلاً بنصف كلمة، ساهم في كل ذلك ضعف الإعلام الرسمي تارة وقوة الإعلام الوهمي تارة أخرى! وبين مواقع للتواصل الاجتماعي ومواقع للهدم الفكري، باتت المعلومات الصحيحة والبيانات الدقيقة مصدراً نادراً في عالم اصبح فيه الكل مخبراً صحفياً، وعالماً ابداعياً، في عالم اصبح فيه البعض يعلم وغيره لا يعلم، يقيم ويحلل، يفكر ويقرر، يحكم ويأمر!
لقد حان الأوان أكثر من اي وقت سبق إلى ثورة فكرية بيضاء تجعل من المواقع الاخبارية مواقع تحليلية لا مواقع نسخية، ينسخ كل منها الخبر عن الآخر! مواقع ترصد الخبر وأبعاده وليس الخبر وما بعده!
مواقع تبحث في الأخبار بعمق ودلالة لا بسطحية وسذاجة! يساعد في كل ذلك منصات إعلامية قوية على إتصال بمواقع التواصل الاجتماعي يقودها فكر ناضج لا هائج! في وجود إعلام مرئي ومسموع قوي يرصد الأحداث بابتكار وابداع، بعيداً عن الاستنساخ والاستصناع!
لقد تصدرت دول كالدنمارك، فنلندا، السويد، هولندا، النرويج، سويسرا، سنغافورة، المانيا، المملكة المتحدة واستراليا المقاييس العالمية بالشفافية، وتداول المعلومات الدقيقة بينما جاءت العديد من الدول العربية من بين أكثر الدول نقلاً وتداولاً للكلام غير الصحيح والفساد والرشوة، محلياً فقد خطى الاردن خطوات جريئة في التعامل الدقيق مع البيانات والمعلومات، ولكن ومع التوسع التكنولوجي بات على مؤسسات الدولة والقائمين عليها العمل أكثر لتحسين مستوى الاداء فكرياً وايديلوجياً، لننتقل بفكرنا من القيل والقال إلى الموضوعية والشفافية، لبناء قواعد بيانات سليمة تكفل للمواطن حقه في الحصول على المعلومات الصحيحة بكل سهولة ومرونة، حتى نستطيع الحكم على المتهرب الضريبي والفاسد الحكومي، والمواطن الاستثنائي والموظف الوطني؛ عندها يصبح الكلام كلاماً موضوعياً لا كلام هوائياً!