شخصيات مقدسية: اقتحام بن غفير جريمة

جفرا نيوز - قبل أيام أكد الملك عبد الله الثاني على أهمية مدينة القدس، بتأكيدات على انها مدينة «تجمعنا»، محذرا من «محاولات استغلالها من المتطرفين لإذكاء الصراع والعنف»، ليجدد جلالته الحرص الأردني على حماية المقدسات وعلى بقاء مدينة القدس محتفظة بقدسيتها وبأنها مدينة السلام.

جلالة الملك في مقابلة بثتها قناة سي إن إن الأمريكية، أجرتها الإعلامية بيكي أندرسون قبل أسابيع، وردا على سؤال حول خطاب جلالته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام، والإشارة التي تضمنها إلى القدس، جدد جلالته التأكيد على أن المدينة المقدسة يجب أن تكون مدينة تجمعنا، محذرا من محاولات استغلالها من المتطرفين لإذكاء الصراع والعنف.

ليس هذا فحسب إنما شدد جلالته على الحرص الدائم بالوصاية الهاشمية، وقال سنتعامل مع أي تجاوز للخطوط الحمراء بخصوص الوصاية الهاشمية، فهو الحسم الملكي بأن القدس والوصاية الهاشمية خطّ أحمر بالنسبة للأردن المساس بهما سيتم التعامل معه حيث قال جلالته «وفي المقابل، لدينا خطوط حمراء، وإذا ما أراد أحد تجاوز هذه الخطوط الحمراء، فسنتعامل مع ذلك، ولكن ندرك أن الكثير من الجهات في إسرائيل تشاركنا القلق»، وضوح وحسم ملكي بشأن القدس التي تعيش انتهاكات واستفزازات وخروقات للقوانين الدولية، للأسف لا تنتهي بل على العكس تتجدد كل يوم.

لم يكن يوم أمس يوما عاديا في مدينة القدس المحتلة، وتحديدا في المسجد الأقصى الشريف، حيث بدأ ساعاته الأولى بانتهاكات واعتقالات، واقتحامات ومنع المصلين من أداء الصلاة، بدءا من صلاة الفجر حتى باقي الصلوات الخمس.

جريدة «الدستور» تابعت واقع الحال في مدينة القدس من خلال اتصالات هاتفية، مع محافظة القدس وشخصيات مقدسية وزملاء صحفيين، على مدار ساعات يوم أمس، لنقل تفاصيل الأحداث التي كان أخطرها قيام وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير باقتحام المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف وتحت حراسة وحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي رأى بها متحدثونا أنها ترقى لوصف الجريمة والخرق الفاضح للقوانين الدولية.

وقد لاقت الإجراءات الأردنية تقديرا كبيرا في القدس، وتناقلت وسائل الاعلام الفلسطينية والمقدسية ما قام به الأردن في البيان الذي أصدره، وفي استدعاء السفير الإسرائيلي بعمان، فيما نشرت محافظة مدينة القدس المحتلة الموقف الأردني بأن «إسرائيل تتحمل التبعات الخطيرة لاقتحام وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي المسجد الأقصى المبارك».

وبحسب مصادر محافظة مدينة القدس المحتلة، فإن انتشارا مكثفا لقوات الاحتلال الاسرائيلي وعناصر شرطة الاحتلال والوحدات الخاصة شهدته جميع أبواب المسجد الأقصى وازقة البلدة القديمة منذ ساعات فجر يوم أمس، وقبل ساعة من اقتحام المتطرف بن غفير للمسجد الاقصى المبارك، مؤكدة أنه تم ارجاع الشبان وعدم السماح لهم بأداء صلاة الفجر.

وأكد نائب محافظ مدينة القدس عبد الله صيام أن «اقتحام المتطرف بن غفير للمسجد الأقصى شبيه باقتحام شارون عام 2000 ولن يمر مرور الكرام لأن القدس والضفة الغربية على صفيح ساخن».

بدورها أكدت محافظة القدس على لسان مصدر أن تدنيس بن غفير للمسجد الاقصى المبارك تطور خطير نحذر من عواقبه وعلى العالم اجمع لجم هذا المتغطرس قبل ان تؤدي افعاله الى تفجير المنطقة بشكل كامل، محمّلا الحكومة الاسرائيلية عواقب تدنيس بن غفير للمسجد الاقصى صباح امس.

ودعت مصادر المحافظة ابناء الشعب الفلسطيني في كل مكان الى ضرورة الرباط الدائم والمستمر في المسجد الاقصى وعدم الانخداع بتصريحات قادة هذا الاحتلال غير الصحيحة التي تسعى الى السيطرة على المسجد الاقصى وتحويله الى كنيس يهودي.

وبينت مصادر المحافظة أن صلوات وطقوس تلمودية أدوها غلاة المتطرفين خلال اقتحامهم للمسجد الاقصى من باب الملك فيصل، فيما اقتحمت قوات الاحتلال مصلى قبة الصخرة بالمسجد الأقصى ظهر أمس.

وكشفت مصادر المحافظة أن جماعات الهيكل المتطرفة وجهت رسالة إلى مفوض شرطة القدس تحدد فيه جدول أعمالها ضد الأقصى في عهد إيتمار بن غفير، طالبت بها افتتاح كنيس داخل الأقصى والسماح بكامل الطقوس والأدوات والقرابين في المسجد الأقصى المبارك .

ووجه المحامي أفيعاد فيسولي المحامي عن «مجلس السنهدرين الجديد» الاسرائيلي رسالة إلى مفوض شرطة الاحتلال في القدس، يطلب فيها توضيح السياسة الرسمية التي سيتبعها وزير الأمن القومي الجديد المتطرف إيتمار بن غفير، ويطلب فيها جلسة استماع مباشرة مع الوزير لسماع مطالب تلك الجماعات بشكلٍ واضح ومن ثم تحديد موقف الحكومة الصهيونية وشرطة الاحتلال منها، وقد حدد فيسولي تلك المطالب بـ 11 مطلباً أبرزها تمديد ساعات الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى، والسماح بكامل الصلوات والطقوس التوراتية في المسجد الأقصى، وفتح باب الاقتحامات أيام الجمعة والسبت، والتي تغلق فيها شرطة الاحتلال باب الاقتحامات حالياً.

كما طالب برفع أي منع على إدخال «الأدوات المقدسة» إلى المسجد الأقصى ، وهذه تشمل شال الصلاة واللفائف والقبعة ولفائف التوراة وتابوت العهد والأبواق بأنواعها والقرابين النباتية والحيوانية، وتحديد موقع لكنيس داخل المسجد الأقصى، وإنهاء مرافقة الشرطة للمجموعات المقتحمة، وتركها تتجول كما تشاء، والسماح بدخول اليهود إلى الأقصى من جميع الأبواب ، حالياً يدخلون من باب المغاربة ويغادرون من باب السلسلة المجاور له، ويحاولون إدخال باب الأسباط شمالاً إلى نطاق حركتهم،، وعدم إغلاق المسجد الأقصى أمام اليهود في أي مناسبة إسلامية، وإعلان «الحق المتساوي» لجميع الأديان في الأقصى، ووقف الإبعادات عن الأقصى بحق اليهود، اضافة إلى فتح باب كنيس المحكمة التنكزية الخاضع حالياً لسيطرة وزارة الحرب أمام جميع اليهود.

وبذلك تكون جماعات الهيكل قد وضعت جدول أعمالها للفترة المقبلة بين يدي وزيرها الذي تسلم وزارة الأمن القومي إيتمار بن غفير، وأفصحت من جديد وعلى لسان المستشار القانوني لمؤسستها الحاخامية المركزية –السنهدرين الجديد- عن أجنداتها الثلاث في الأقصى: التقسيم الزماني التام، والتقسيم المكاني بتخصيص كنيس داخل الأقصى، والتأسيس المعنوي للهيكل بأداء كامل الطقوس التوراتية فيه، وإدخال جميع «الأدوات المقدسة» التوراتية إليه.

من جانبه، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الوزير حسين الشيخ أن اقتحام بن غفير للمسجد الاقصى بحماية قوات الاحتلال وبقرار من رئيس حكومته مقدمة لاجراء أكبر إن لم يكن هناك رد فلسطيني عربي اسلامي دولي عليها. وقال نناشد ونطالب كل الاشقاء العرب باتخاذ موقف رادع لحكومة الاحتلال وسياساتها التصعيدية .

من جانبه، قال خطيب المسجد الأقصى فضيلة الشيخ عكرمة صبري، الذي تم اعتقاله أمس الأول والتحقيق معه لأكثر من خمس ساعات، ومن ثم الإفراج عنه، أنه تلقى في ساعات الصباح الباكر طلبا للحضور لغايات التحقيق معه من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وعند ذهابه قال «كانت التهم أنني أؤيد العمليات الاستشهادية وأحرض على العنف وهذه تهم باطلة، اتهموني بها كوني زرت بعض بيوت الشهداء، واعتبروا أنني أؤيد هذه العمليات، وأسمعوني تسجيلات صوتية نشرت بالاعلام لي بأنني مع الشهداء، فأكدت لهم أننا شرعا ودينيا نرحب وندعو للشهيد من ناحية دينية.

وأكد الشيخ صبري أن التحقيق معه استمر 5 ساعات، وكان بمجمله عبارة عن تركيز على مسألة أنني أؤيد الارهاب وما قام به الشهداء، وذلك بمختلف الاساليب، وأنا في كل مرة أؤكد لهم أن الشهيد له منزلة عند الله والملائكة تزفه، وهذا تعبير ديني لا يسعنا أن نخالفه أو نناقشه.

الدستور - نيفين عبد الهادي