بين الديوان والحكومة تظهر السواعد والشواهد البنّاءة

جفرا نيوز - بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي 

بادئ ذي بدء لنتفق على أن الديوان الملكي في العهد القديم  كان منغلقًا على فئات محددة من أبناء أصحاب الدولة والمعالي والعاملين به فقط ، بحيث أن التعيينات تكون فقط لهذه الفئات ومن أصلابهم يتوارثونها ، ثم أن دور الديوان الملكي في معظم أعماله كان من خلال تعيين الحكومات والوزراء ونقل الرسائل السياسية والبروتوكولات المراسمية في زيارات جلالة الملك والعائلة الهاشمية  .

لم يكن الديوان الملكي متواضعا  ولا مبادرا مع طبقات الشعب  المتوسطة والفقيرة وإنما كان فقط يقدم خدمات للطبقة الثرية والتي لا تحتاج إلى دعم مادي ، فكانت الإبتعاثات الدراسية والعلاجية والسياحية منحصرة فقط على فئة أصحاب الدولة والمعالي والأنسباء والاصدقاء ، حتى الزيارات العشائرية والشعبية لم يكن الديوان نشيطا فيها .

وحتى نكون منصفين ومتفقين مع الواقع  بعد تسلم معالي يوسف العيسوي رئاسة الديوان  صرنا نلمس أن هنالك مبادرات ملكية تصل إلى الطبقات الفقيرة والمعدمة ، و صار هنالك مساهمات مثل المبادرات في بناء مراكز صحية ومدارس وطرق وقاعات ومصانع صغيرة ومشاغل حرف يدوية وجمعيات خيرية تستفيد من مكارم جلالة الملك .
والأهم من كل هذا أن هنالك أرواح ومرضى يعالجون في المستشفيات الداخلية والخارجية و ليس الامر محصور بطبقة الأغنياء ،إنما لكل محتاج وغير قادر على العلاج .
معالي ابو حسن ذاك المتقاعد العسكري الذي يجوب الأردن  من شماله لجنوبه ومن قراه إلى مخيماته  استطاع أن يوظف كل إمكانيات الديوان لكل محتاج بغض النظر عن عشيرته أو درجة قرابته .

الديوان الملكي العامر صار ملاذ لكل الاردنيين فاتحًا أبوابه لكل صاحب مظلمة، فهو كخلية النحل الذي تنتج عسلا  يشفي العليل ويسعد المتذوق له .
وعندما نريد أن نقارن الديوان الملكي بالحكومات السابقة والحالية فإننا نجد المنابر الإعلامية للحكومة تتحدث عن مشاريع لم تنجز بينما الديوان أنجز ولم يتحدث،  وعندما نقارن الرضى الشعبي عن الديوان فإن الإحصائيات تقول أن هناك نسب عالية من الرضى الشعبي عن الديوان ونشاطاته  تكاد تصل إلى مستوى ال %95 وبالمقابل نفس النسبة إن لم تزيد تجدها على الحكومات ولكن بالسخط والغضب الشعبي . 
الديوان فاتح أبوابه لعامة الشعب بينما النواب والنخب التعليمية والاقتصادية تشتكي من عدم استقبالهم من قبل الحكومات .
حتى في المواكب تجد رئيس الديوان معه سائق ومرافق وبسيارة واحدة وهو الذير يفتح الباب لنفسه عند نزوله من السيارة بينما  تجد رئيس الوزراء معه فصيل حرس واربع سيارات مرافقة له وخمسة أشخاص يفتحون الباب له 

وبدون أي خدمات أو إنجازات تذكر  سوى أنه يختفي عند الأزمات  ويصدر قرارات برفع الأسعار وإقرار الضرائب بدون مبررات أو مسميات .  

وأخيرا أقول أسأل الله  تعالى ان يحفظ الوطن وقائد الوطن ويحفظ الديوان الملكي وكل العاملين فيه وكل من يعمل بمعية رئيسة رفيق السلاح معالي ابو حسن يوسف العيسوي والذين يتوجهون بتوجيهات  سامية من لدُن جلالة الملك  عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه   .