موعد انحسار "عاصفة القرن الثلجية" في الولايات المتحدة

جفرا نيوز - يتوقع أن تتحسّن أحوال الطقس في شرق الولايات المتحدة وولايات وسط الغرب الثلاثاء، بعد أيام من البرد القارس؛ نتيجة "عاصفة القرن الثلجية" التي أودت بحياة نحو 50 شخصا على الأقل، وأحدثت فوضى في حركة السفر خلال عطلة عيد الميلاد.

لكن مناطق في شمال شرق الولايات المتحدة لا تزال تحت تأثير العاصفة الثلجية التي ضربت البلاد على مدى أيام، وتسبّبت بانقطاع التيار الكهربائي عن مناطق عدة، وتأخير مواعيد رحلات جوية وبوفيات في 9 ولايات، وفق الأرقام الرسمية.

في ولاية نيويورك، أشارت السلطات إلى ظروف قاسية، لا سيما في بوفالو، مع تساقط كثيف ومطوّل للثلوج، والعثور على جثث في السيارات وتحت الثلوج، وتفقد عناصر الإغاثة السيارات بحثا عن ناجين.

وأجبرت العاصفة الكبرى المصحوبة بثلوج كثيفة ورياح قوية ودرجات حرارة انخفضت إلى ما دون الصفر، سلطات الطيران على إلغاء أكثر من 15 ألف رحلة جوية أميركية في الأيام الأخيرة، بما في ذلك نحو 4 آلاف رحلة الاثنين، وفقا لموقع تتبّع حركة الطيران "فلايت أوير".

وتعد بافالو في مقاطعة إري التي غالبا ما تشهد شتاء قاسيا، محور الأزمة بعد أن دُفنت المدينة تحت طبقات كثيفة من الثلوج.

وقالت حاكمة نيويورك كاثي هوشول في تصريح للصحفيين "إنها بالتأكيد عاصفة القرن" مشيرة إلى أنه "من السابق جدا لأوانه القول إنها على وشك الانتهاء".

وقالت هوشول، إن بعض البلدات في غرب نيويورك غمرتها ليلا ثلوج بسماكة تتراوح بين 0,75 إلى متر.

وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن وضع كامل إمكانات الحكومة الفيدرالية في متناول ولاية نيويورك، وقال، إنه وزوجته جيل بايدن يصليان من أجل أولئك الذين فقدوا أحباء لهم في العاصفة.

وأقر بايدن أيضا إعلان حال الطوارئ في الولاية، وفق البيت الأبيض.

وتوقعت الأرصاد الجوية أن يستمر تساقط الثلوج في مدينة بافالو، وأن تضاف طبقة جديدة إلى الثلوج المتراكمة منذ أيام وأدت إلى شلّ المدينة وانهيار خدمات الطوارئ فيها.

وصباح الثلاثاء أصدرت الأرصاد الجوية تقريرا محدثا توقّعت فيه أن "تميل درجات الحرارة إلى الاعتدال في الشرق والغرب الأوسط في الأيام المقبلة"، لكنّها حذّرت من أن السفر في هذه المناطق يبقى محفوفا بالمخاطر.

وجاء في تغريدة أطلقها مارك بولونكارز المسؤول التنفيذي في مقاطعة إري أن حصيلة الوفيات الناجمة عن العاصفة الثلجية ارتفعت إلى 27 في المقاطعة الاثنين، بما في ذلك 14 شخصا عثر عليهم في الخارج وثلاثة في سيارة.

وكان قد رجّح في مؤتمر صحفي عقده في وقت سابق أن يتجاوز عدد الوفيات في إري حصيلة ضحايا العاصفة الثلجية القوية التي ضربت بافالو عام 1977 وأودت بحياة نحو 30 شخصا.

ومع التوقعات بازدياد تساقط الثلوج والإعلان أن معظم طرق بافالو "غير سالكة"، دعا بولونكارز السكان إلى ملازمة منازلهم.

مؤلم للغاية

أنقذ عناصر في الحرس الوطني وفي أجهزة أخرى مئات من الأشخاص كانوا في سيارات حاصرتها الثلوج وفي منازل انقطع عنها التيار الكهربائي، لكن السلطات أعلنت أن هناك أشخاصا لا يزالون محاصرين.

ووصف جون غارسيا، المسؤول المحلي في مقاطعة إري، العاصفة بأنها "الأسوأ" التي شهدها على الإطلاق، مشيرا إلى أن انعدام الرؤية وتعذّر استجابة السلطات لنداءات الاستغاثة.

وقال في تصريح لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، إن من المؤلم للغاية: "تلقي اتصالات عن عائلات مع أطفال يتجمّدون من البرد".

وأعربت حاكمة نيويورك كاثي هوشول عن صدمتها مما شاهدته خلال جولة استطلاعية الأحد في المدينة.

ووصفت هوشول الأمر بأنه أشبه "بمنطقة حرب، ومشهد السيارات على جانبي الطرقات صادم" مشيرة إلى تهديد الثلوج المتراكمة بأكثر من مترين للمنازل، ومعاناة السكان من انقطاع الكهرباء.

أدى الطقس القاسي إلى انخفاض درجات الحرارة في 48 ولاية أميركية إلى ما دون الصفر خلال عطلة نهاية الأسبوع، بما في ذلك في تكساس وعلى طول الحدود مع المكسيك حيث واجه مهاجرون وفدوا حديثًا صعوبات في إيجاد مأوى.

انقطاع الكهرباء

السبت سجّل انقطاع للتيار الكهربائي عن نحو 1,7 مليون مشترك، وفق الموقع الإلكتروني "باور-آوتيج".

إلا أن هذا الرقم انخفض بشكل كبير، علما بأن نحو 50 ألفا على الساحل الشرقي كانوا يعانون من انقطاع التيار الكهربائي الاثنين.

بسبب الثلوج؛ توقّفت محطات للربط الكهربائي عن العمل في مقاطعة إري حيث لا يتوقّع أن تعود التغذية بالتيار للسكان قبل الثلاثاء، وقال مسؤول رفيع في المقاطعة، إن إحدى محطات الربط مغطاة بثلوج بسماكة تفوق خمسة أمتار.

ولا يزال مطار بافالو الدولي مغلقا، كما لا يزال الحظر المفروض على قيادة السيارات ساريا في المدينة وفي غالبية أنحاء مقاطعة إري.

وأغلقت طرق رئيسية عدة؛ بسبب الجليد، وانعدام الرؤية، لا سيما جزء من الطريق السريع "إنترستيت 70" الذي يعبر البلاد.

وأطلقت تحذيرات للسائقين بوجوب عدم التنقل في فترة من العام عادة ما تشهد الطرق فيها أكبر ازدحام.

أ ف ب