سكان أم قيس "على العشم" ويتساءلون : هل ستتحسن معيشتنا ؟

جفرا نيوز - يأمل سكان قرية أم قيس بتحسن حياتهم المعيشية وظروفهم الاقتصادية بعد اعتماد قريتهم التي تقع في محافظة إربد شمالي الأردن من قبل منظمة السياحة العالمية، واحدة من أفضل 136 قرية حول العالم.

ويرى أهالي القرية التي تطل على نهر اليرموك وهضبة الجولان وبحيرة طبريا، أن اعتماد قريتهم واحدة من أفضل القرى السياحية في العالم من قبل المنظمة الأممية سيؤدي إلى زيادة بعدد السياح إليها للاطلاع على المعالم الأثرية والتاريخية التي تحتضنها والتي من أبرزها المدرج الغربي وشارع الأعمدة وكنيسة المقابر المزينة ومجمع الحمامات الرومانية والدكاكين المقنطرة.

ويصف أهالي أم قيس جذور قريتهم الضاربة في التاريخ بقولهم: "عرفت أم قيس قديمًا باسم جدارا، وهي إحدى المدن اليونانية- الرومانية العشرة، وهو حلف المدن العشرة في الأزمنة القديمة، حيث كانت تقع في موقع استراتيجي يمر بها العديد من الطرق التجارية التي كانت تربط بين سورية وفلسطين”.

ويقول المتخصص بالإعلام الرقمي وأحد سكان القرية، الدكتور عامر خالد: "إن تاريخ موقع "أم قيس” الأثري يعود للحقبة اليونانية، التي تميزت بأنها مدينة الحكماء والفلاسفة واشتهرت في ذلك الزمان بالعديد من الشعراء”.
وأضاف أن الإطلالة المتميزة لقرية "أم قيس” الأثرية، تنم عن بعد فكر لمؤسسيها، حيث أنه وبمجرد الوصول إليها، يظهر أمام عيون زائريها نهر اليرموك وهضبة الجولان وبحيرة طبريا.

وأشار إلى أن مساحة الموقع الأثري لقرية "أم قيس” تبلغ نحو 550 دونما وتتنوع آثارها بين المباني اليونانية والرومانية والبيزنطية والإسلامية.

وأوضح أن من أبرز المعالم الأثرية، في الموقع، المسرحين الشمالي والغربي، ساحة الكنائس، الشرفة، الشارع الرئيسي، سبيل الحوريات، المقبرة الملكية، بوابة طبريا، القرية العثمانية، أنفاق مياه تسير لمسافات طويلة تحت الأرض، مجمع الحمامات البيزنطي، والمتحف ومركز الزوار.

وتابع أنه تم تنفيذ العديد من حملات التصوير الفوتوغرافي للمناطق الأثرية والأماكن الطبيعية الجذابة التي تحتضنها أم قيس ونشرت على المنصات الرقمية المتعددة، حيث لاقت إقبالا كبيرا من المتابعين، داعيا الإعلاميين والصحفيين إلى نشر المزيد من التقارير والقصص الصحفية عن القرية لترويجها على المستوى العالمي لاستقطاب اكبر عدد من السياح لزيارتها.

وأكد الدكتور خالد أن اعتماد القرية كواحدة من بين 136 قرية حول العالم من قبل منظمة السياحة العالمية، سينعكس إيجابا على تحسن الظروف الاقتصادية لسكان القرية، لأن معظم سكانها يعملون في مواقعها السياحية والأثرية.

من جهته، دعا الدليل السياحي في أم قيس أحمد العمري، إلى تكثيف العمل على الجانب الترميمي في المواقع الأثرية بالقرية حتى نصل إلى الخطوة الثانية وهي إدراج أم قيس بقائمة التراث العالمي في اليونسكو، لما تتمتع به من تاريخ عميق في الزمان وجمال العمران وتفرد هندستها وألوانها ونسيجها الاجتماعي المتنوع والمتكامل.

وأشار إلى أهمية العمل على استدامة المسارات السياحية في أم قيس المتمثلة بالمنتج الطبيعي والتاريخي والسياحي، ما يحافظ على الآثار والبيئة في الوقت نفسه.

وأكد العمري أهمية الاستثمار في أم قيس بالتعاون والشراكة مع أهالي القرية بحيث يكون هناك إمكانية لخلق فرص عمل للشباب، داعيا إلى الاهتمام أكثر بالبنية التحتية للقرية.

كما أكد أهمية توفير الخدمات اللازمة للتسهيل على السياح من خدمات بنكية وفنادق ومطاعم وطرق ونقل، موضحا أن تطوير السياحة كمصدر للدخل يتطلب توفير كوادر كفؤة ومتخصصة بالسياحة.

بدوره، أعرب محمود عبدالله أحد الباعة المتجولين في مرافق آثار أم قيس، عن أمله بزيادة عدد السياح الذين سيزورن المنطقة في المستقبل بعد اعتماد القرية كأفضل قرية سياحية عالميا، مبينا أن هذا سيحسن دخلنا وسيزيد بالتأكيد من تحسن ظروفنا المعيشية والاقتصادية.

وأشار عبد الله إلى أن هناك العديد من الأسر في القرية تعتمد بشكل كامل في دخلها على السياح من خلال بيع المواد والسلع التي يعرضونها في المرافق الأثرية في القرية. من جانبه، اتفق عليان إبراهيم أحد سكان القرية، ويعمل في أحد المقاهي، مع ما ذهب إليه عبدالله، بأن المرحلة المقبلة ستشهد إقبالا أكبر على حركة السياحة إلى أم قيس، داعيا الجهات المختصة والمعنية بهذا الأمر إلى الاهتمام أكثر بتطوير المرافق العامة والأثرية، وبذل جهد اكبر في هذه المرحلة لترويج أم قيس كأفضل قرية سياحية في العالم وهذا بالتأكيد سيعزز التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة فيها، وكذلك لزيادة عدد السياح من الداخل والخارج. -

بترا - عثمان الطاهات