المليار الذهبي !
جفرا نيوز - كتب - رشاد ابو داود
جاء بعد انتظار، بلَّل ريق الأرض. غسل الشوارع من الأتربة والغبار ومخلفات أعداء النظافة. وغسل أيضاً النفوس من الحزن المتراكم بفعل الرياح الصفراء التي تهب من كل الجهات.
طقس كان غائماً في عز الصيف. حروب تشتعل في مكان، وحروب على القائمة لا أحد يعرف أين ومتى ستنشب. وحده يعرف من يخطط لها وهو المستفيد منها.
هل تعرفون من هو ؟
انه من يحكم و يتحكم في العالم. يشعل حرباً هنا وحرباً هناك. يمد طرفاً بالسلاح والطرف الآخر بالمال ليواصل قابيل قتل أخيه هابيل ويظل هو، هو وحده على هذه الأرض. انهم أهل «المليار الذهبي». وليذهب الستة مليارات من البشر الى..الموت. والطرق متعددة، الفيروسات المصنعة، الرصاص، الكآبة، المخدرات و..الفقر.
كنا نتندر بأصحاب «عقلية المؤامرة « لكنهم الآن يتندرون بل و يشمتون بنا. نحن أصحاب « العقلية الواقعية» لكن ما وقع و يقع في عالم اليوم لا تفسير له الا ان ثمة من يعبث ويخرب ويدمر، والهدف هو الانسان.
فمن كان يتخيل أن تدخل الحرب في أوكرانيا شهرها العاشر من دون حسم ؟ تستنزف الأموال والمقدرات والأهم..الأرواح ؟ بينما ترى أن ثمة من يصب الزيت على النار بمليارات الدولارات، والأسلحة الحديثة المتطورة.
ومن كان يتخيل أن تتحول بريطانيا وفرنسا وايطاليا وألمانيا وعدة دول أوروبية الى دول عالمثالثية ؟ اضرابات ومظاهرات (بريطانيا وفرنسا) وانقلابات (ألمانيا) وتغيير حكومات الى اليمين (ايطاليا) ؟
يبدو أن أوروبا ستكون الخاسر الأكبر من حرب أوكرانيا.
يقول دان بيلفسكي وستيفن إرلانجر، في تقرير على موقع نيوز ياهو، إن معركة العزيمة تلوح في الأفق وأوكرانيا تحرق الأموال والأسلحة، ففي أواخر حزيران أبلغت سامانثا باور، رئيسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، البنك الدولي أن الدعم الحالي لا يكفي لتغطية الإنفاق العسكري الشهري لأوكرانيا، وقالت إن الحكومة الأوكرانية تنفق ما بين 5 مليارات و6 مليارات دولار على الحرب شهريًا حسب آخر تقدير، مضيفة، «وهذا معدل حرق مذهل للأموال والأسلحة».
علاوة على توفير المال والسلاح للرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي الذي صبت واشنطن على نار الحرب التي يخوضها مليارات جديدة، تعاني الدول الأوروبية من ارتفاع معدلات التضخم وزيادة الأسعار، كما يواجه قادتها مشكلة كبري تتمثل في الحفاظ على التأييد الشعبي، بعد معاناة المواطن هناك من ارتفاع أسعار الغاز، خصوصًا في ظل ما تعانيه شعوب القارة من برد وصقيع في الشتاء الحالي، مع الحاجة الشديدة إلي التدفئة.
واضح أن الولايات المتحدة تؤجج صراعًا عالميًا يهدد حياة الملايين من البشر، وإذا تطور إلي تبادل الضربات النووية، فإن مصير البشرية سيكون هو الثمن.
اذا كان هذا حال أوروبا فماذا عنا نحن ؟
الله يستر !!!!!