جفرا نيوز - كتب - عوني الداوود

أيام تفصلنا عن نهاية عام أوشك على الانتهاء سريعا كما هو الزمن يأخذ من أعمارنا، ورغم هذا التسارع الا أنه كان مليئا بالاحداث والانجازات المحلية والاقليمية والعالمية، وعلى كافة الصعد.. وسأكتفي هنا بالاشارة الى أبرز الأحداث والانجازات الاقتصادية ( المحلية ) من وجهة نظري والتي يمكن تلخيصها بالنقاط التالية :

1- على الصعيد المحلي يمكن اعتبار اطلاق «رؤية التحديث الاقتصادي» كأهم حدث محلي، حيث انطلقت ورش العمل الاقتصادية التي نظمها الديوان الملكي العامر وبتوجيهات ملكية، وفق ما أشار اليه جلالة الملك عبد الله الثاني في رسالته بمناسبة عيد ميلاده الستين في 30 كانون الثاني 2022، وقد بدأت ورشة العمل الاقتصادية اعمالها في 26 شباط 2022 وبمشاركة نحو 500 شخصية حكومية وقطاع خاص وأعيان ونواب وأكاديميين ومجتمع محلي واعلاميين وخبراء، حتى تم اطلاق « رؤية التحديث الاقتصادي» بتاريخ 6 حزيران 2022 في البحر الميت بحضور جلالة الملك وسمو ولي العهد، وتعهدت الحكومة بتنفيذ ما جاء في رؤية التحديث العابرة للحكومات.

2- شهد العام 2022 احراز تقدم في كثير من الأرقام والمؤشرات الاقتصادية وفي مقدمتها القطاع السياحي الذي حقق أرقاما من حيث الايرادات وأعداد السياح فاقت المتوقع مقارنة بالعام الماضي 2021 واقترابا من أرقام ومؤشرات العام 2019 - ما قبل جائحة كورونا - وشمل «التعافي السياحي « : زيادة أعداد السياح الى العقبة - والى مدينة البتراء -والى مدينة مأدبا (التي كانت خلال العام 2022 عاصمة السياحة العربية ) - كما تحسنت أرقام السياحة العلاجية - وأعداد المشاركين في برنامج « أردنا جنة «.

3- على صعيد المالية العامة تحديدا والاقتصاد الوطني عموما نجح الاردن بالمراجعة الخامسة من قبل صندوق النقد الدولي في ظروف صعبة، وانعكس ذلك ايجابا على تصنيف الأردن من قبل أشهر وكالات التصنيف الائتماني العالمية، مما يعزز الثقة بالاقتصاد الأردني، ويساعد على جذب الاستثمارات.

4- وعلى صعيد السياسة النقدية واصل البنك المركزي سياسته الحصيفة والحكيمة والمحافظة على استقرار الدينار في مواجهة « الدولرة « رغم رفع معدلات الفائدة خلال العام - انسجاما مع رفع الفيدرالي الامريكي لاسعار الفائدة في مواجهة التضخم - وفي المقابل حافظ « المركزي الأردني « على أسعار الفائدة مستقرة للقطاعات الاقتصادية وتحديدا الشركات الصغيرة والمتوسطة.

5- في عام 2022 استمر القطاع المصرفي الاردني بصموده وثباته باستقرار الاقتصاد الوطني، فقد زادت الموجودات، والودائع، والتسهيلات، عن العام الماضي، كما لعبت البنوك دورا هاما بالتسهيل على المودعين والمتعاملين بتأجيل دفع القروض لأكثر من مرة تسهيلا على المواطنين والمودعين عموما وبتوجيهات من البنك المركزي والتعاون مع جمعية البنوك في الاردن.

6- في عام 2022 تم اقرار مشروع قانون البيئة الاستثمارية بعد نقاشات وحوارات مطولة بين الحكومة ممثلة بالفريق الاقتصادي والقطاع الخاص بكافة مظلاته وقطاعاته، ويعول على هذا القانون بعد التعديلات والحوافز التي ضمها أن يكون له دور في جذب الاستثمارات خلال العام المقبل 2023 موعد البدء بسريان القانون..كما شهد العام 2022 أيضا انشاء وزارة للاستثمار.

7- معظم القطاعات الاقتصادية شهدت تحسنا خلال العام 2022 ومنها قطاع الطاقة حيث طرحت العديد من المشاريع خصوصا المعنية بالتنقيب عن المعادن من نحاس وذهب وغيرهما، اضافة لمشاريع الربط الكهربائي..كما شهد القطاع الزراعي انجازات محلية واقليمية بالتعاون مع دول الجوار «العراق وسوريا ولبنان»، وزادت الصادرات الزراعية خصوصا خلال مونديال كأس العالم الى الشقيقة قطر..وعلى صعيد الاقتصاد الرقمي والريادة شهد العام اتفاقيات مع شركات الاتصالات لاطلاق « الجيل الخامس»..الخ.

8- على صعيد المشاريع الاقليمية فقد قطع الاردن والعراق شوطا كبيرا على الارض في «مشروع المنطقة الاقتصادية «بينهما، اضافة لتوقيع اتفاقية الربط الكهربائي، اضافة لمشاريع « التكامل الصناعي «مع الامارات.. كما نجح الاردن بتجميع نحو ( 2.2 مليار دولار ) حتى الآن لمشروع «الناقل الوطني».

9- تم توقيع مذكرة التعاون مع الولايات المتحدة الامريكية للسنوات السبع المقبلة ( 2023-2029) وباجمالي يصل الى ( 10.2) مليار دولار.

10- شهد العام أيضا انتخابات غرف الصناعة وغرف التجارة وجمعية رجال الأعمال.. وغيرها من القطاعات الاقتصادية..وحققت الصادرات الصناعية أرقاما غير مسبوقة.

* الحديث يطول..والانجازات متعددة..وأرقام 2022 أفضل كثيرا من 2021، لكن طموحنا في 2023 بمواصلة المسيرة وتحقيق الأفضل بإذن الله.