أعداء الداخل والخارج يستغلون "وجع الناس" للنيل من أمن الأردن واستقراره
جفرا نيوز - كتب - عمر المحارمة
«وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَفِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّلِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ».
وقوفاً أيّها الأردنيونَ البواسل .. وقوفاً أيّها الجندُ الشجعان، فقد تربَّص بنا غادرٌ مارق، ينشد شق صفنا مستغلا وقفة الناس دفاعا عن لقمة عيشهم وحقهم في الحياة الكريمة.
وقوفا أيها الأردنيون، فدم أبنائنا أغلى من كل شيء، وأولى بالوقفة والفزعة من كل متاعٍ أو سلعة، وقوفا أيها الأحرار فالعدو وجد في الحراك هنا وهناك مدخلا للنيل منا ومن وطننا فاستغل الثغرة لتنفيذ مخططاته المشبوهة لزعزعة أمن البلد.
نعم، من حق الناس أن تعبر عن رأيها وأن تدافع عن لقمة عيشها بالوسائل السلمية المتاحة، لكن ما حدث حتى اليوم أثبت أن هناك متربصين استغلوا وقفة الأحرار لزرع بذور الفتنة والدفع نحو تفجير الأوضاع.
لا شيء يبرر بقاءنا صامتين في وجه ما يحدث، ولا يوجد أي منطق في بث رسائل الطمأنة والحديث عن الحق السلمي في التعبير عن الرأي ونحن نرى بأم أعيننا أن هناك من يقودون هذا الحراك لنفق مظلم، وسنعض على النواجد ندما –لا قدر الله- إن تركنا هؤلاء يتمادون في مبتغاهم مهما كانت مبررات ومسوغات هذا الصمت.
اليوم الكل مطالب -قوى سياسية، حراكات شعبية، فعاليات حزبية ونقابية واجتماعية- بمناصرة أجهزة الدولة وعلى رأسها الأجهزة الأمنية لإجهاض أيّ مؤامرات تحاك بالبلد لأن مخرجنا الوحيد من الأزمات المتراكمة لا يكون الا عبر تعزيز الاستقرار وصيانة الأمن .
والأردن اليوم بحاجة ماسة إلى تقارب الرؤى والانفتاح على الناس ومكاشفتهم بصورة عقلانية مقنعة تحدد بشكل واضح ودون تجميل التحديات التي تواجهنا فالبلاد بحالة تأزم في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وهناك مخاطر أمنية جمة تقع مسؤولية مجابهتها على كل فرد من أبناء الأردن.
دم جنودنا لم يتوقف عن النزف عند كل ثغر من ثغور الأردن ولن يتوقف على كل حد يذود فيه جنودنا عن الأردن من أعداء الداخل والخارج، لكن خط دفاعنا الأول عن الأردن يتمثل بوحدتنا وتماسكنا، وتفويت الفرصة على الأعداء وتبديد الظروف التي تسمح لهم بتنفيذ مخططاتهم .
الحزن اليوم كبير ويلف مدننا وقرانا وبوادينا، ودم شهدائنا على قدر ما نعتز به، إلا أنه دم غال وعزيز يتوجب أن نحرص على حفظه والتصدي لقوى الظلام والضلال التي تسعى لإراقته.
نعلم جميعا أننا لا نعيش اليوم في المدينة الفاضلة، ونعلم أن بلادنا تعيش ظروفا صعبة، وتُحيط بها تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية، ونعي أننا كمواطنين نمر بأحوال عصيبة، لكن هذا لا يمنح أحدا الحق في التطاول على سيادة الدولة ورجال الأمن أو محاولة التقليل من هيبة الدولة وزعزعة ثقة أبنائها بها وبقيادتهم وبمؤسساتها وبثباتها وبمنعتها وبمقدرتها على تجاوز التحديات.
أجهزة الدولة مطالبة اليوم بوضع الناس في صورة الظروف التي نعيش، ومصارحتهم بالمخاطر المحيقة بالاردن، كما إننا جميعا مطالبون بتفويت الفرصة على المتربصين من أعداء الداخل، والدفع نحو وقف التطاول على الوطن ونظامه وأمنه واستقراره، والالتفاف حول قيادتنا وقواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية.
التحولات التي يشهدها محيطنا الإقليمي، المتسم بالتوتر وبالتهديدات والمخاطر يفرض علينا التحلي بالوعي والعزيمة لتفويت الفرصة على المتربصين بأمننا واستقرارنا، والجميع مطالب اليوم بالعمل من أجل تحقيق الهدوء والاستقرار وإعمال لغة الحوار وتبادل الرأي والاستجابة لاحتياجات المواطن العاجلة وتلبية تطلعات الناس في تحقيق الحد الأدنى من العيش الكريم.
الشعب الأردني يعرف كيف يجمع كلمته ويحدد أهدافه ويلم شمله، وهو شعب يتناغم مع جيشه وأجهزته الأمنية في مواجهة المتآمرين الذين دأبوا على استهداف الوطن ومحاولة زرع الفتن، ويدرك أن هناك ما يُحاك من متربصين ومتآمرين لا يريدون لهذا البلد الخير، والأردنيون قادرون بتماسكهم ووحدتهم على دحر المتربصين بالوطن الذي ضحى من أجله واستشهد فى سبيل أمنه وسلامة أبنائه الكثيرون.