كيف تولَد الأحكام المُسبقة؟

جفرا نيوز - "النساء حساسات للغاية" أو "الرجال ليس لديهم مشاعر". "الشبكات الاجتماعية خطرة". من ليس لديه أحكام مسبقة؟. الأفكار الجاهزة سلبية في كثير من الأحيان. إذًا من أين تأتي هذه الكليشيهات (الصور السلبية) وكيف يمكن تحويلها؟. هذا ما توضحه لنا في هذا التقرير دلفين أرجنسون، المتخصصة  في الذكاء الانفعالي.

الأحكام المسبقة معتقدات أو آراء قمنا بدمجها في نظام تفكيرنا. فهي تأتي إلينا من محيطنا ومن زماننا. إنها تحيزات سمعناها واحتفظنا بها، وغالبًا منذ طفولتنا.

ولكنها أيضًا مؤشر يسمح لنا بتكوين رأي مؤقت. وعلى عكس الأمثلة الشائعة، توضح لنا هذه التعريفات أنّ حكمًا مسبقًا ليس دائمًا سلبيًا بالضرورة. على سبيل المثال: "الرجال أقوياء"، "الفتيات لطيفات" و"النساء متعددات المهام".

الأفكار السلبية تمنعنا من احترام الآخرين أو احترام قيمهم. كالقول على سبيل المثال "المراهقون كسالى وعدوانيون. كم نتمنى لو كانوا بالغين بالفعل ولديهم تفكير بناء وإدارة مثالية لانفعالاتهم"

الأفكار المسبقة السلبية

لماذا نحن في غالب الأحيان سلبيون في تحيزاتنا؟ لأنّ لدينا في بنائنا العقلي ما يسمى بـ "التحيز السلبي"، وتفسيرُ ذلك أنّ الإنسان حيوان فريسة، وبالتالي حساس لمخاطر التهديدات القادمة من بيئته.

لحماية نفسه، أقام الإنسانُ آليات للدفاع والبقاء، بما في ذلك الأفكار المسبقة. ومع ذلك لا يستطيع دماغنا الاحتفاظ بكل ما يحدث يوميًا، فهو يخلق في ذهنه تعميمات سريعة من خلال المبالغة في تقدير المجموعة التي ينتمي إليها والتقليل من شأن المجموعات الأخرى.

آلية بقاء

تساهم الأفكار المسبقة، وفقًا للتقرير الذي نشره موقع rcf.fr الفرنسي، يوم الثلاثاء، في نزع الصفة الإنسانية عن الأشخاص ضحايا هذه الأفكار. فهي تمنعنا من احترام الآخرين أو احترام قيمهم. كالقول على سبيل المثال: "المراهقون كسالى وعدوانيون. كم نتمنى لو كانوا بالغين بالفعل ولديهم تفكير بناء وإدارة مثالية لانفعالاتهم".

في الواقع هذه الأفكارمجرد توقعاتنا أو مخاوفنا الشخصية. نحن لا نحاول حقًا معرفة أسباب الصعوبات التي يواجهونها. كم هو سهل إطلاق العناوين المجحفة في حقهم.  

كيف تولَد الأحكام المُسبقة؟

إذا شقّ البكاء على القلب بكَى الجسد

"إننا لا نرى إلا بالقلب وحده"

 نظرًا لأنّ أفكارنا هي مصدر وأصل مخاوفنا، يجب أن نجد وسيلة واعية ومنطقية أخرى لطمأنة أنفسنا. أحد الحلول هو الانفتاح على الآخرين. كما قال الأمير الصغير في قصة الكاتب الفرسي سانت إكسوبيري: "لا يمكنك أن ترى جيدًا إلا بالقلب".

لذلك، فمن خلال تجربة انفتاح العقل والقلب هذه سنكون قادرين على تغيير نظرتنا، على سبيل المثال إزاء المراهقين من حولنا، وعلى إدارة مخاوفنا من خلال الترحيب بنضجهم الذي هو في طور البناء.

"تفكيك ذرة أسهل بكثير من تدمير حكم مسبق"

ألبرت أينشتاين

كيف تولَد الأحكام المُسبقة؟

ماذا تفعل إذا انتقد "متنمرون" مظهرك؟

أن نفتح قلوبنا وعقولنا لا يحدث بين عشية وضحاها أيضًا، لذلك لا بد أيضًا من التريث والانتظار بعض الوقت، الوقت الكافي  للحصول على المعلومات عن طريق مضاعفة المصادر وتجاوز الخطب الجاهزة.

وهذا يعني محاولة أن تفهم، وأن تضع نفسك في مكان من تقع عليهم الأفكار المسبقة. إنه عمل مراجعة النفس، لكن يمكن أن يكون طويلاً؛ لأنّ بعض التحيزات الناتجة عن الأفكار المسبقة يمكن أن تؤدي إلى مواقف متفجّرة.

يقول ألبرت أينشتاين: إن "تفكيك ذرة أسهل بكثير من تدمير حكم مسبق".