استراتيجية بوتين الجديدة لكسب الحرب في أوكرانيا

جفرا نيوز - نشرت صحيفة "التايمز” البريطانية تقريراً حمل عنوان "استراتيجية بوتين الجديدة لكسب الحرب الدعائية الخاصة بغزو أوكرانيا”، ووضعه كاتب متخصص في الشأن الروسي، يدعى البروفيسور مارك غاليوتي.

وخلص التقرير إلى أن الضربات الطويلة المدى التي شنتها أوكرانيا بطائرات مسيرة على قواعد جوية داخل الأراضي الروسية يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، أظهرت أن كييف كانت مستعدة وقادرة على تصعيد الحرب بشروطها الخاصة.

وذكر التقرير أنه بالرغم من أن هذه الهجمات تمثل تحديًا عسكريًا خطيرًا للكرملين، إلا أنها تعد فرصة سياسية كبيرة للزعيم الروسي، حيث يمكنه استغلالها لتعزيز رسالته الجديدة؛ وهي أن "العملية العسكرية في أوكرانيا تعد كفاحاً وطنياً من أجل بقاء الوطن”.

وتحت عنوان "محاربة الغرب”، قال تقرير غاليوتي الذي ألف أكثر من 20 كتاباً عن روسيا إن بوتين أشار إلى استراتيجيته الجديدة، سواء في ساحة المعركة أو في الوطن، عندما أقر بأن الحرب في أوكرانيا ستكون عملية طويلة الأمد.

وأضاف التقرير الذي نقلته "التايمز” أن بوتين صاغ الحرب على أنها "صراع دفاعي” ضد الغرب الذي رد لسنوات على المخاوف الأمنية الروسية بـ”استخفاف وبالبصق في وجوهنا”، وقال إنه من الضروري "حماية أنفسنا باستخدام جميع الوسائل المتاحة”.

وأشار إلى أن بوتين كان أيضاً قد وصف في مايو الماضي الحرب بأنها جزء من صراع أوسع ضد الغرب المعادي الذي يخطط لإذلال روسيا. وأوضح التقرير أنه منذ ذلك الحين، يلجأ بوتين إلى هذه "المزاعم” لتبرير إخفاقاته العسكرية في ساحات المعركة.

وتطرق للحديث عن المخاوف النووية، وقال: "لقد ثبت أن المخاوف من أن بوتين سيصعد الحرب باللجوء إلى الأسلحة النووية مبالغ فيها”. ورأى أن تهديدات روسيا المتكررة بشأن اللجوء إلى التصعيد النووي كانت "تكتيك تخويف” لإجبار الغرب على الضغط على كييف للاتفاق على سلام قبيح وغير عادل مع روسيا.

على الجانب الاقتصادي، زعم التقرير أن بوتين استفاد من الحرب بجعل الاقتصاد خاضعا للقطاع العسكري، الأمر الذي له تداعيات هائلة على روسيا نفسها، مما دفع المعلقين الروس إلى الدعوة لإعادة هيكلة الأسس الاقتصادية.

وفي ما يتعلق بـ”إسكات المعارضة”، أوضح التقرير أيضاً أن بوتين تمكن من خلال الحرب من القضاء على المعارضين للغزو بشكل خاص، والمنتقدين للكرملين في جهد أوسع، منوها إلى أن معظم الروس ليسوا متحمسين للحرب، التي لا يزالون لا يستطيعون تسميتها "حربًا” وإلا تعرضوا للمساءلة القانونية والتهديد بالسجن لمدة 15 عامًا، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات تجعل روسيا دولة أمنية أكثر تشدداً.

وأورد التقرير نتائج استطلاعات رأي حكومية مسربة، خلصت إلى أن 55% يؤيدون محادثات السلام، بينما يؤيد 25% فقط استمرار الحرب. وقال إن هذا لا يعني أنهم يعارضون الحرب تمامًا، لكنهم يرون أن الحرب لا تستحق الثمن الذي يدفعونه.