الحكمة وقبول الاخر
جفرا نيوز - كتب - نسيم عنيزات
ان الاعتراف في المشكلة أيا كانت، تسهل المهمة وتساعد العقل على التفكير وتقوي البصيرة وتحدد البوصلة نحو الاتجاه الصحيح.
فعن طريق النفس أتحكم في الجسد وعن طريق العقل أتحكم في النفس وعن طريق البصيرة أضع للعقل حدودا، وكما يقولون في الأمثال إذا عرف الداء عرف الدواء.
اما العناد والمكابرة بعدم الذهاب إلى الطبيب أو رفض العلاج فان المرض سينتشر وعندها قد يستعصي العلاج.
وإذا ما أردنا ان نصل غايتنا، علينا ان نصل الى المحطة مبكرا حتى لا نتأخر، ونخسر فرصتنا، ولتحقيق غايتنا علينا أن نسلك الطريق الصحيح وان نهيئ كل الظروف والامكانيات التي تكفل لنا ذلك.
وبنفس الوقت علينا ان نراعي الظروف وان ندرك بأن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فتسير الرياح بما لا تشتهي السفن.
وإذا رفض الأب السير وراء رغبات الأسرة ومطالبهم او شراء بعض حاجاته، فهذا ليس لأنه لا يرغب بذلك او حاقد عليهم فقد يكون لديه أسبابه، او ظروف تمنعه من ذلك، إما لعدم قدرته او امتلاكه للمال، او ان لديه وجهة نظر معينة.
وحتى يصلوا الى حلول عليه أن يجلس مع أسرته ويستمع لأفكارهم وآراءهم ومطالبهم وان يحاورهم ويوضح لهم وجهة نظره وأسبابه بكل شفافية وصدق، منطلقا من قاعدة احترام انسانيتهم وعقولهم ومستوى تفكيرهم، عندها قد يصل الطرفان الى حلول مقنعة ومرضية بعيدا عن العناد.
وبنفس الوقت على الأبناء ان يحترموا وجهة نظر رب الأسرة بعيدا عن الأنانية، باعتباره الاقدر على التفكير والابعد نظرا لأنه ينظر إلى الأسرة واوضاعها بشكل كامل ويهتم بمستقبلها دون أنانية اعتمادا على خبرته وتجاربه والأعلم ببواطن الامور والاقرب على تقديرها.
فجميع القضايا مهما كان حجمها ودرجة تعقيدها وتشابكها تحل بالحوار بعيدا عن المكاسرة والمغالبة او العناد الذي سيسقطنا في حفرة عميقة يصعب الخلاص او النجاة منها.
فعند قراءة التاريخ جيدا نعرف كم أسقط العناد أشخاصا في براثن الكفر والعصيان.
وإذا ما نظرنا حولنا او عدنا الى الوراء قليلا، ليرى كل صاحب بصيرة، اين اوصل العناد بعض البلاد، ومن هو الخاسر الأكبر، بسبب غياب الحكمة وتجاهل الحقيقة والاستعماء عن الواقع والاستهانة بعقول الآخرين وعدم تقديم الحلول او تأخير وصول القطار الى محطته في الوقت المناسب..