والشيء بالشيء يذكر يا دولة الرئيس
جفرا نيوز - كتب - عبدالحافظ الهروط
بداية، أُعبّر لك بكل صدق عن تقديري، كمواطن اردني، على صبرك وسعة صدرك، بما يُنثر على صفحات الفيسبوك تندّراً وتهكماً وتحبباً وتنفيساً، حول كل إطلالة أو تصريح لك يكون زلة لسان أو زحلقة، حتى الدبكة التي لا تجيدها، وكنت فيها مجاملاً، ليس إلا، فعاقبناك عليها.
آمل أن تظل على هذا الصبر ، ولا تسمع للمداحين والرقاصين على "سيرْك التكسب"، بمن فيهم الذين أمطروك بالقبلات عند مجيئك رئيساً، وعند نيلك ثقة النواب، وعند زياراتك.. في أي زيارة.
رئيس الوزراء عليه أن يكون "جمل المحامل" مع أن الاردنيين عاشوا وهم يحملون أثقال دولتهم وأثقال أُمتهم دون منّة أو تأفف، وما يزالون، فمتى يلتقطون أنفاسهم، ومع ذلك، تظل قسوة الكلمة عليك، أخفّ وأهون من غصة لقمة العيش في حلوقهم وحلوق أبنائهم.
أنتقل اليك دولة الرئيس، هذه المرة رياضياً، وقد أتحت للمتربصين بك، وأنا منهم،عند كل كلمة تصدر عنك، فقد أخبرتَ الاردنيين أنك كنت حارس مرمى لناد اسمه الرعد، ولا ندري ما الذي دفعك لتفصح عن حالة لا هي رصيد لنجم رياضي، ولا لناد اسمه برشلونة أو ريال مدريد.
عموماً، وقد كان اسم ناديك " الرعد" فقد ذكّرني هذا الإسم بالحارس الفذ لمنتخب العراق أيام العز الرياضي، وهو رعد حمودي.
في لقاء التصفيات المؤهلة لأولمبياد موسكو ، التقى منتخبا العراق والكويت، وتقدم الأول بهدفين قبل أن يحتسب الحكم ضربة جزاء للمنتخب الكويتي.
استعد لتنفيذ الكرة نجم الكويت الكبيرجاسم يعقوب، فتقدم الحارس العراقي نحو الكرة لتغيير مكان ثبوتها بقصد التأثير على منافسه، فهمس جاسم بإذنه قبل أن ينجح في تسجيل الهدف لفريق بلاده.
التقطت وسائل الاعلام الكويتية اللحظة واحتفظت بها، وعند سؤالها جاسم يعقوب: ماذا قلت لرعد حمودي ، فأجاب " قلت له أينما وضعتها - الكرة- ستكون هدفاً".
وفعلاً نجح كابتن المنتخب الكويتي بالتسجيل، وقلب نتيجة فريقه في الشوط الثاني لتكون ثلاثة أهداف مقابل هدفين.
لا ادري يا دولة الرئيس اذا ما كان أخذك الحماس وانت تتابع بطولة كاس العالم المقامة على ارض الاشقاء القطريين، وتتحدث عبر برنامج "ستون دقيقة"، لتستعيد ذكرياتك الرياضية التي فاجأتنا بها، أم أن السائل في اللقاء أراد أن يُظهر بساطتك وميولك ومتابعتك الرياضية، حال عامة البسطاء من الناس، وقد صار كل المسؤولين الاردنيين الكبار من عشاق الرياضة ومشجعيها في ليلة وضحاها؟
أما السؤال الذي أختتم به مناشدتك يا دولة الرئيس في هذه العجالة فهو : طالما هذه مسيرتك الرياضية، وكل هذا العشق لكرة القدم عند "علية القوم"، فلماذا لم تقدّم الدولة الدعم الحقيقي للأندية، لعلها تنتج منتخباً من أبنائها، أو من أصلابهم، ما يجعلنا نفرح كما يفرح الناس؟.
أما الاتحاد، فقد مللنا من مناشدته، ولم يعطنا إلا "مواعيد عرقوب" عند كل تصفية من تصفيات التأهل لمثل هذا الحدث العظيم، وما يزال الاردن غائباً عنه.