السفير القيسي حول معركة المنسف لدروس سياسية ودبلوماسية مع الاحتلال

 جفرا نيوز - نتناول، مثل بقية النشامى المنسف مع الماء والدواء والهواء، منذ كنا أطفالا رضعا.

لكن بصراحة شديدة أدهشنا السفير الأردني في باريس مكرم القيسي، وهو يشرح لبرنامج «يسعد صباحك» على شاشة التلفزيون الأردني بعض القيم التي يبدو أننا كنا نمارسها، لكن دون تسميتها ولا نعرف عنها شيئا.

مدهش جدا أن تتحول ممارسات لها علاقة بطعام ما له قيمة كبيرة في وجدان الناس الى دروس في السياسة والدبلوماسية، فيما يحاول الإسرائيليون بعد «سرقة نهر الأردن» نفسه، سرقة طبق المنسف أيضا باعتباره من تراث اليهود مع الاعتراض على اليونسكو، لأنها اعتمدته أردنيا في سجلها عن التراث العالمي غير المادي.

المنسف الأردني، ليس فقط مجرد طعام شعبي مشهور، ويطالبنا بمصافحته وأحيانا معانقته كل «ضيف أو زميل أو صديق» أجنبي أو عربي يزورنا في عمان.

المنسف مع أنه سبب رئيسي لـ«الجلطة» هو تعبير عن هوية وطنية لمطبخ شرق الأردن، شاء المدعو إيدي كوهين أم أبى، ورواية «خلط اللبن باللحم» هربا من تعسف «العثمانيين» أقرب إلى فيلم هندي لا يصدقه الفلسطيني قبل الأردني.

ذهنية كيان الاحتلال تعبير دقيق عن «عقلية لص» سرقوا فلسطين، ثم نهر الأردن ويحاولون سرقة الفلافل والشاورما والثوب الفلسطيني المطرز وعواصم العرب والعجم. سرقوا الأحلام والعمر ويحيكون سيناريو لسرقة «المنسف»!

المنسف بالشكل والمضمون والمذاق والنتائج والتداعيات ومساحة الكرم، يقول لك بكل اللغات «أنا أردني لا بل شرق أردني وبدوي وأفتخر».

وعلى شاشة «60- دقيقة» حكيت لنا تلك الحكاية الأردنية، وبإمكاننا من الآن الاستعداد لمعركة جديدة مع العدو عنوانها اختطاف «قلاية البندورة» أو سرقة «فتة العدس» أو «الدقة الغزاوية»، فطبول الحرب يقرعها العدو، لكنه يسرق في الأثناء!