بيان صادر عن تيار (الوصفيون الجدد)
وستبقى نار ديوانك يا وصفي مشبوبة, ودلالك منصوبة, وقهوتك مشروبة, ولتعذرنا هذه المرة, يا هام المجد. بيان صادر عن تيار (الوصفيون الجدد) :
بسم الله الرحمن الرحيم
كشف الوصفيون الجدد, قبل اربعة شهور طويلة, للأردنيين شعبا وحكومة ومؤسسات, ما قد يرقى الى (فضيحة إدارية) كبرى, من تجاوزات حادة, حدثت في دارة ومتحف الشهيد وصفي التل, أساءت للقامة والقيمة التي التصق اسمها وأداؤها لدى الأردنيين كافة, بالنزاهة ونظافة ذات اليد, وتجسيد الولاية العامة الحقيقية, لرئيس السلطة التنفيذية, وابن الوطن البار, الذي دافع عن كل ثوابت الأردن العظيم, وسيادته واستقراره وتنميته, حتى قضى دونها, مضحيا بدمه الزكي, غدرا وغيلة, من جهات مشبوهة, لم تستطع النظر في عيون الحر, وصفي التل في حياته, ولكنها تجرأت على غدره وعقره, من وراء حجاب.
وقد طالبنا الجهات المسؤولة عن إدارة الدارة والمتحف, ببيانات واضحة وصريحة, بالتحقيق بما جرى, وكشف من اساء ومحاسبته, وقد استبشرنا خيرا, عندما سارع دولة رئيس الوزراء, بتوجيه أمانة عمان, بتشكيل لجنة لهذا الغرض, تتسم بالشفافية, ينتهي عملها بمكاشفة الشعب الأردني العزيز, بالنتائج الموضوعية الكاملة.
ولسد الذرائع, فقد منحنا هذه اللجنة الوقت والصمت الكافيين, وأحجمنا عن النشر والتصريح, وأعرضنا عن تلبية طلبات جهات إعلامية كثيرة, للحديث والتوضيح, متجنبين استباق نتائج التحقيق, التي لم تأتِ حتى يومنا هذا, بعد ان سألنا واستفسرنا, وذكّرنا أمانة عمان بوعودها, ومؤخرا وبعد انتفاء كل مبرر منطقي موضوعي لهذا الصمت المطبق, والتعتيم المقصود على عمل اللجنة ونتائجها, فقد ارسلنا مؤخرا برسالة مفتوحة لدولة رئيس الحكومة وبقية سلطات الدولة الأردنية, طالبين التدخل, وتصحيح المسار, والكشف المستحق عما حدث في دارة الشهيد, ولماذا؟
ولما خالف هذا العنت والتعتيم, توجيهات رئيس الحكومة, رأس هرم السلطة التنفيذية, وصاحب الولاية العامة على مؤسسات الدولة كافة, ولما اختار دولة الرئيس وسلطته الحكومية, عدم الرد, بل والانحياز لموقف امانة عمان السلبي والمراوغ, تجاه هذا القضية الحساسة, والتي أرقت الأردنيين كافة, فقد بات من الواضح ان هناك إجماعا رسميا غير حميد, ينتظر مستقبل متاحفنا الوطنية كافة, وتاريخنا ومجد الاردن العظيم, الموثق لهويتنا التي نعتز بها ونفخر, إذ نعرف ان مما يدور في الغرف المغلقة من توجه وتخطيط لنفض كواهلهم من مسؤولية المتاحف الوطنية, كونها أضحت عبئا ماليا وسياسيا على مؤسساتهم, وما حدث لمكتبة المرحوم المؤرخ الفذ سليمان الموسى, من نفيها الى كواليس حدائق الحسين, بعد ان كانت تزين مركز الحسين الثقافي, الا مثالا واضحا لهذا التوجه.
وعليه, ولأسباب كثيرة أخرى, فقد قرر الوصفيون الجدد, في كل محافظات المملكة, الانتقال الى مرحلة جديدة وشكل جديد من الذود عن تاريخنا وموروثنا وهويتنا, موضع التشكيك والتصفية, طالما اختارت اركان وازنة في الدولة الأردنية, الصمت والتعتيم, والمراهنة على الزمن والذاكرة الشعبية, واعتماد الطبطبة ولملمة الزجاج المتناثر تحت سجادة التعمية وتراكم الزمن.
أولا, بالنسبة لفعالية استذكار الشهيد التي تصادف اليوم, والتي كنا من المؤسسين لإحيائها وحمل مشعلها التنويري للأجيال ومحبي هذا الرمز والقدوة, واحتجاجا على هذه السلبية الرسمية, فسوف يقتصر دورنا اليوم على قراءة الفاتحة على روح الشهيد, وقراءة هذا البيان لا غير.
ثانيا, ولما استنفذنا كل مخزون الصبر ومبرراته, وتسبيب افتراض حسن النوايا لدى مسؤولينا, فسوف نتوجه الى قضائنا العادل بملف هذه التجاوزات والإساءة, للوقوف على تفاصيل ما حدث, ومحاسبة كل من يتحدد له دورا بها, وسوف نعتبر كل مسؤول مهما كان موقعة, ساهم بالتعتيم والتموية, والقبض والاستفادة, أو منح التسويغ الاداري لهذه التجاوزات, او نسّب لها, شريكا على قائمة المشتكى عليهم والمعرضين للإدانة والمحاسبة.
ثالثا, وسوف نضيف الى هذا الملف, ملفات أخرى, بتهم إطالة اللسان والقدح والذم بحق شعبنا الأردني الأبي, حيث يجري العمل الآن على رصد وجمع وتصنيف هذه السوءات والكبائر, من مسؤولين سابقين ولاحقين وغيرهم, ممن أهان الهوية وعلم المملكة ورموز المؤسسات الوطنية, الجديرة بكل احترام وتقدير, وغيرهم ممن اقل ما يقال بهم: اتق شر من أحسنت اليه.
رابعا, لقد قرر الوصفيون الجدد, ان يقوموا بما لا بد منه, ووقف المتطاولين والحاقدين والجاحدين عند حدهم, والسعي الى تجريمهم قانونيا, على ما تقترفه ألسنتهم من غث, وما تبثه من سموم وفيروسات وفحش اجتماعي يسيء للوطن وأهله, أيما إساءة, وسوف ننبش في هذا السياق ملفات من ظن البعض انه في مأمن ومناعة من الحساب والتجريم.
خامسا, الوصفيون الجدد, كتيار سياسي وطني شامل, سوف يكون لهم موقفا حازما وفعالا, من كل اشكال العبث بمقدرات الوطن وبيوعاتها وتأجيرها وخصخصتها, دون حتى أدنى مردود اقتصادي مسوغا لذلك, مما فاقم المديونية والفقر والبطالة, وراكم أعباء إضافية ثقيلة على كاهل الوطن والشعب ومستقبل الأجيال, دون ان ننسى على قمة هرم الاخفاقات الموجعة, ما جرى للتعليم والصحة, جناحي كل تنمية ورقي وتطور حضاري مطلوب.
سادسا, نعاهد نحن الوصفيون الجدد, الأردن العظيم والأردنيين ودماء وصفي الزكية, وكل شهداء الوطن الأبرار, أن نبقَى الأوفياء لهذا الحمى العربي الأردني الأصيل, وموروثه وهويته, الذائدين عن رموزنا وقدوتنا, مهما حمّلنا هذا من كلف وأثمان, ولن نسمح بقتل الشهيد مرتين, او ضياع ملفه مكررا.
سابعا, متاحفنا ورموزنا, وعلى راسها دارة ومتحف الشهيد وصفي التل, ليست مراتع للعبث واللهو, ولا هي استديوهات تصوير ومسرح منكر ورذائل, ولا موجوداتها الطاهرة العفيفة كصاحبها, قابلة للمس والدنس, من أي كان ولأي أسباب ومبررات كانت, وسوف نقاضي من فعلها وسمح بها وأجّرها وقبض عليها, ولن نسامح بحق وصفي مهما طال به الزمن.
رحم الله شهيد الوطن والأمة, وحمى الاردن العظيم, والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
الوصفيون الجدد.
الكمالية, في 28/11/2022