الجماهير العربية "تعرف وتحرف"!

جفرا نيوز - بقلم - عبدالحافظ الهروط

انتظر عالمنا العربي نحو نصف قرن من الزمان لتنظيم كاس العالم لكرة القدم، أسوة بالدول التي نظمت هذا المحفل الرياضي الذي استوى واستولى على عقول البشرية، أكثر من أي حدث سياسي وأي حدث آخر.

جاء الملف القطري على طبق من ذهب عام 2010 لينافس ملفات دول لها باع طويل في بطولات كاس العالم من حيث المنافسة والتنظيم، فانتزعت قطر شرف الاستضافة للنسخة الثانية والعشرين في عامها 2022 معوضة ملفات عربية سابقة تقدمت لهذه الغاية، ولم تفلح.

أما وقد بدأت البطولة أوزارها باللقاءات التنافسية، وكان العالم قال عن التنظيم القطري بما ملأ الفضاء الكروي، فالمطلوب من الجماهير العربية أن تنزع من ذهنيتها "عقدة الفوز" التي تطالب بها حتى لو كان المنتخب، أي منتخب عربي، لا يستحقه!.

لا أبحث في هذا المقال عن تبرير لخسارة المنتخب القطري أمام نظيره الاكوادوري في مباراة الافتتاح، فهذا يحدث في كرة القدم وفي المباريات الافتتاحية للبطولات، وسيحدث.

ولعل الخسارة الكبيرة والصاعقة للمنتخب البرازيلي والبرازيليين وأنصاره، على أرضه أمام منتخب ألمانيا( ١٧ )في بطولة ٢٠١٤، أبرز مثال نستشهد به، على أنه لا يوجد فريق لم ولن يخسر حتى لو كان على ارضه وأمام جمهوره.

لذلك، فإن الحديث عن الكرة العربية يجب أن يكون بمنطق العقل وليس بالعاطفة التي استوطنت قلوبنا وعقولنا عقوداً من السنين، بعد أن أهدرت الادارات الرياضية والسياسية العربية، تلك العقود، بنهج أعاق التقدم الرياضي ومنه تقدم هذه اللعبة، إما لأمور مادية ، أو لعدم قناعة بعض أنظمة السياسة بأهمية الرياضة ودورها العالمي في ترويح الشعوب، ونشر السمعة الوطنية من خلال التنافس الشريف، ودون أن نغفل، عن أن الرياضة باتت عِلماً بحد ذاته وصناعة عالمية وتنمية وطنية، أكثر من أي وقت مضى.

نعم، سخّرت قطر كل امكاناتها لاستضافة كاس العالم ونجحت وهي تضع اسمها والعالم العربي على خريطة العالم، كما وفرت لمنتخبها ما لم يتوفر لمنتخب عربي والمنتخبات الأُخرى المشاركة في هذه البطولة، من حيث الاستعداد، ولكن لقلة الخبرة في مثل هذا الحدث، وما يحدث في كرة القدم، يدفعنا للإيمان بأن الخسارة نتيجة متوقعة، لا يجوز أن تتعامى عنها الجماهير العربية، أو ترفضها، في ظل الفجوة الفنية الشاسعة، مقارنة بالمنتخبات العالمية.

تمنياتنا لمنتخباتنا بالتوفيق لتقديم أفضل العروض الفنية لامتاعنا وإمتاع محبي كرة القدم، أما الفوز باللقب، أو الوصول الى دور يسبقه، فهذا ليس بالتمني، ذلك أننا ما زلنا في الخطوة الأولى على طريق الألف ميل، رغم كل مشاركاتنا السابقة.