بعد هزيمة روسيا في خيرسون .. نقاط ساخنة جديدة في حرب أوكرانيا
جفرا نيوز - قالت صحيفة "فايننشال تايمز”، أن الطرفان الروسي والأوكراني يحسبان الخطوات المقبلة بعد الانسحاب الروسي القسري من خيرسون بجنوب أوكرانيا الأسبوع الماضي، ويتوقع محللون عسكريون اشتداد القتال في الشرق وفي اتجاه مدن بحر آزوف في الجنوب.
نقاط ساخنة جديدة
ومن المرجح أن تكون النقاط الساخنة التالية بالقرب من دونيتسك في منطقة دونباس الشرقية، ولا سيما بالقرب من مدينتي باخموت وأفدييفكا، حيث غرق المقاتلون في معارك ضارية تميزت بقصف مدفعي مكثف ومعارك قريبة، وفي الجنوب في طريقهم إلى مدينتا ميليتوبول وماريوبول الاستراتيجيتان.
ويشير محللون إلى أنه من المرجح أن تجدد روسيا تركيزها على الشرق بعد انسحابها في الجنوب. وسيكون ذلك تحولا في استراتيجية الكرملين بعد أن أعلنت موسكو مرحلة جديدة من الحرب تهدف إلى "التحرير الكامل” لمنطقة دونباس، حسب ما ورد في صحيفة فايننشال تايمز.
نقطة قوة لروسيا
وقال كونراد موزيكا، من شركة "روشان كونسالتينغ”، وهي مجموعة مقرها في بولندا وتتابع الحرب، إنه إلى جانب حشدها الأخير لنحو 300 ألف جندي، فإن انسحاب روسيا من خيرسون يمكن أن يصب في مصلحة الكرملين، ما يسمح لها بنقل الموارد بعيدا من الجنوب وتعزيز قواتها على طول خط الجبهة الشرقي.
وأضاف أنه "مع وجود عدد أقل من الأراضي تحت السيطرة الروسية، ستزداد كثافة القوات الروسية وسيكون لموسكو عدد أكبر من الجنود لكل كيلومتر مربع”.
ووفق معلومات فايننشال تايمز، فإن ما يصل إلى 50 في المئة من القوات الروسية المنسحبة من خيرسون يمكن نقلها إلى جبهات أخرى، لا سيما في دونباس، حيث أقامت موسكو مواقع دفاعية جديدة مهمة.
قوات كييف تغير تموضعها؟
وقد تُجبر كييف أيضا على إعادة توجيه القوات من الجنوب. ومن جهته، اعتبر المقدم السابق في القوات الجوية الأوكرانية والمدير في مركز رازومكوف للأبحاث في كييف، أوليكسي ميلنيك، أنه "منطقيا، يتعين على أوكرانيا إعادة نشر قوات إضافية في دونيتسك كي لا تسمح للروس بالنجاح”.
ويتوقع مسؤولون ومحللون غربيون أنه من غير المرجح أن تحاول القوات الأوكرانية عبور نهر دنيبرو، بأعداد كبيرة قريبا، نظرا لقوة الدفاعات الروسية على الضفة الشرقية، حسب فايننشال تايمز.
وقال محللون إنه من المتوقع أن تحاول أوكرانيا نشر قواتها في هجوم بري جديد محتمل بين الجبهتين الشرقية والجنوبية.
وأشار محللون أوكرانيون إلى أن قدرة قواتهم على التصرف بعنصر المفاجأة كانت حاسمة، وإلى أن "هذا تكتيك ذكي للغاية”.
من جهته، حذر وزير الدفاع الأوكراني السابق أندريه زاغورودنيوك أن روسيا من المرجح أن تزيد هجماتها الصاروخية على البنية التحتية للطاقة في البلاد، وفق ما جاء في تقرير فايننشال تايمز.
نظام دفاع جوي أوكراني
من جهته، صرح وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، الأربعاء، أن كييف تعمل مع حلفاء دوليين لبناء نظام دفاع جوي "متكامل ومنسق”.
ولم يذكر ريزنيكوف تفاصيل أخرى في تغريدة غداة شن روسيا ضربات جوية في أنحاء أوكرانيا، لكنه قال إن "حماية السماء الأوكرانية” ستكون أولوية في اجتماع مقرر مع حلفاء في ألماني، حسب رويترز.
وتابع: "نعمل مع شركائنا على إقامة نظام دفاع جوي متكامل ومنسق. ونستعد لفصل الشتاء في ساحة المعركة”.
وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الإثنين، خلال قمة مجموعة العشرين إن بلاده ستقدم لأوكرانيا 500 مليون دولار أخرى مساعدات عسكرية إضافية، فيما ستفرض عقوبات على ما يقرب من عشرين روسيا آخرين.
وأضاف البيان أن التمويل الإضافي يضاف إلى 3,4 مليارات دولار من المساعدات الكندية المقدمة إلى كييف حتى الآن للدفاع في مواجهة الغزو الروسي، وسيساعد في تمويل المعدات العسكرية والمراقبة والاتصالات والوقود والإمدادات الطبية، حسب ما نقلت رويترز.
وقال مكتب ترودو إن عقوبات، الإثنين، تستهدف 23 فردا روسيا "متورطين في انتهاكات جسيمة ومنهجية لحقوق الإنسان بحق قادة المعارضة الروسية”، ومن بينهم ضباط شرطة ومدعون عامون وقضاة ومسؤولو سجون.
أمّا وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن فصرح، الأربعاء، أن اجتماع مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بأوكرانيا أظهر التزاما واسعا بدعم كييف، في وقت وصف فيه رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي الهجمات الروسية على البنى التحتية لأوكرانيا بأنها "جرائم حرب”.
وأكد أوستن أن الولايات المتحدة وحلفاءها تعمل "على تعزيز قدرة الأوكرانيين من أجل تحقيق أهدافهم وتعزيز سيادتهم على أرضهم”، مضيفا: "لن نملي على الأوكرانيين ما يجب القيام به وبالنسبة إلى وضع شبه جزيرة القرم فهو أمر يعود إليهم”.
وأشار أوستن إلى أن واشنطن "تعتقد أن إيران وكوريا الشمالية ستواصلان تقديم دعم لروسيا في شكل ذخائر ومعدات وهذا سيطيل أمد الحرب”.
وقال أيضا إن "روسيا لن تتمكن بسرعة من إعادة إنتاج الذخائر الدقيقة التي استخدمتها في أوكرانيا”.
بدوره قال رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي إن الهجمات الروسية على البنى التحتية لأوكرانيا تشكل "جرائم حرب”، و”حملة إرهابية” بعد "خسارتها (موسكو) على كل الجبهات”.
وأضاف ميلي أن "روسيا تختار استغلال وقتها في محاولة إعادة تنظيم صفوفها، وهي تفرض حملة إرهاب، وهي حملة من المعاناة القصوى للسكان المدنيين الأوكرانيين، بغية هزيمة الروح المعنوية الأوكرانية”.
تحرير خيرسون
احتفل سكان خيرسون في جنوب أوكرانيا بتحرير المدينة الاستراتيجية من قبضة الروس الذين تركوا خلفهم "بنية تحتية مدمرة” ومارسوا انتهاكات لحقوق الإنسان، بحسب عدة تقارير رصت واقع المدينة بعد خروج الروس منها.
وانكبت الشرطة الأوكرانية على إزالة الألغام من خيرسون غداة استعادتها وتوثيق "الجرائم” المنسوبة إلى روسيا في المدينة الكبيرة بجنوب البلاد التي تشكل خسارتها انتكاسة كبيرة للكرملين.
واعتبرت كييف أن الغرب يسير نحو تحقيق "انتصار مشترك” بعد استعادة خيرسون حيث تردد النشيد الوطني الأوكراني مجددا بعد انسحاب القوات الروسية منها.
كانت خيرسون أول مدينة كبرى تسقط بعد الغزو الروسي الذي بدأ في نهاية فبراير، وقد أعلن الرئيس فلاديمير بوتين ضمها إلى أراضي بلاده في نهاية سبتمبر.