مهرجان الزيتون الوطني 22

جفرا نيوز - بقلم سهم محمد العبادي 
 
يعتبر المهرجان الأكبر والأكثر مشاركة وتنوعا من حيث المنتجات وأعداد المشاركين وعنوانه الأبرز هو الزيت الأردني ومنتجات الزيتون، الذي سيعقد من الفترة 24 تشرين الثاني حتى الثالث من كانون الأول، بإشراف المركز الوطني للبحوث الزراعية بالتعاون مع وزارة الزراعة وشركاء محليين ودوليين.

يعتبر المهرجان لدى مئات الآلاف من مرتاديه سنويا كأحد أفضل المهرجانات على مستوى الأردن، يقدم لزواره منتجات الزيتون والزيت وعديد من المنتجات الأخرى لمزارعين وسيدات ريفيات وجمعيات ومعاصر ومدارس حقلية من كافة محافظات المملكة، تحظى بجودة عالية وإنتاج متنوع متميز، ويستفيد المشاركون بهذا المهرجان ترويجا وتسويق وبيع منتجاتهم على الزوار.

أتواجد سنويا بهذا المهرجان، استمع لقصص ونجاحات وحكايات جديرة بالاهتمام والمتابعة، حيث يعتبر زيت الزيتون الأردني من أفضل وأعلى درجات الزيت عالميا، وهنالك دول عديدة من أوروبا وآسيا وأمريكا تتعاقد لشراء الزيت الأردني، إضافة إلى تسويق المعاصرالاردنية وبعض المنتجين خارجيا، وحصدت مشاركاتهم جوائز عالمية.

حكايات الأسر المنتجة للزيت وبعض منتجات جمعيات السيدات من مختلف أنواع « المونة البيتية» مثل الجميد ، السمن، البهارات البلدية والأعمال اليدوية وغيرها، فإن هذا المهرجان متنفسهم الوحيد لبيع منتجاتهم، وفي إحدى السنوات، حدثني مدير المركز الوطني للبحوث الزراعية، الدكتور نزار حداد، عن حكاية أحد الأشخاص الراغبين بالمشاركة ولا يملك رسومها ولا يعرف كيف ينقل منتجاته إلى أرض المهرجان، فطلب منه الدكتور نزار أن يأتي من محافظته ويحضر كافة منتجاته وسيقوم بدفع الرسوم وأجور النقل عنه، وفي اليوم التالي له بالمشاركة في المهرجان، حضر الشخص وتوجه بالشكر للدكتور نزار وأخبره بنيته مغادرة المهرجان، فرغب الدكتور نزار بمعرفة السبب وان لا يكون قد تعرض لأي ظرف طارئ، فكانت الإجابة أنه قد باع كافة منتجاته خلال يوم واحد، وسيعود بالمال لبيته لينفق منها على نفسه ولاستكمال دراسة أبنائه الجامعية، وبطبيعة الحال هذا هو واقع حال عدد كبير من المشاركين، ينتظرون المهرجان لبيع منتجاتهم لتحسين دخلهم الاقتصادي وللإنفاق على أسرهم وعائلاتهم.

مهرجان الزيتون الوطني، تقدر مبيعاته السنوية بملايين الدنانير، وهذه الأموال هي حصيلة مبيعات المشاركين به، وبالتالي كمْ عائلة تعتبر هذا المهرجان مصدر رزق وفرج لها؟ وكم زائرا من خارج المملكة أو مغترب ارتاد هذا المهرجان للتسوق؟ خصوصا الإخوة العرب، وهنا لا بد من تقديم بعض الاقتراحات للنهوض بالمهرجان ليكون على المستوى العربي أو العالمي، فكثير من الدول العربية الشقيقة تقيم مهرجانات مشابهة ضمن احتفالات سنوية، ويكون روادها من مختلف دول العالم، حيث تعقد على هامشها الصفقات التجارية واتفاقيات للأعوام القادمة، وأيضا تحظى بطلب بعض القطاعات الإنتاجية من دول أخرى للمشاركة بهذه المهرجانات وهو ما حدث فعلا وحققت عوائد كبيرة.

من هنا لا بد من إعادة التفكير بالمهرجان الفريد من نوعه على مستوى المملكة، ولا ننكر دور القائمين عليه في تحقيق النجاحات المتتالية، وان المهرجان هو نتاج فكرهم الإبداعي والابتكاري، ونتمنى أن يتحول لمهرجان وطني عالمي لتوسيع قواعد المشاركة، وتدريب المشاركين ومن يرغب على فنون التعبئة والتغليف بالتنسيق مع قطاع التعبئة والتغليف في غرفة صناعة الأردن، لما لدينا من خبرات عالمية متطورة بهذا المجال، وهو ما سينعكس إيجاب على جودة المنتج وتسويقه وبالتالي مبيعاته.

هنالك مقترحات أخرى أن يكون المهرجان في مكان عام أكثر مساحة خلال فترة الصيف، على سبيل المثال، حدائق الملك حسين مع إقامة فعاليات ونشاطات أخرى كبقية المنتجات الزراعية الصناعية الوطنية، وهو ما يحتاج لشراكة حقيقية ما بين الجهات المنظمة وهيئة تنشيط السياحة وأمانة عمان وشراكة مع وسائل الإعلام، وبحسب المشاركين فإن أمنياتهم تتعدى ذلك إلى إقامة المهرجان في إقليمي الجنوب والشمال والمشاركة في المعارض الأردنية خارجيا والتي تستثنيهم في غالب المشاركات.

كل الشكر والتقدير للقائمين على المهرجان، من مؤسسات حكومية وخاصة وندعو كافة المواطنين الراغبين في شراء منتجاتهم بزيارة أرض المهرجان، خصوصا أن كافة المعروضات خضعت للفحوصات اللازمة من قبل المؤسسات الرقابية الرسمية، ونتمنى أن نرى المهرجان العام القادم بحلة جديدة وعلى المستوى العالمي وبأوسع نطاق المشاركة.