مستشفى البشير يستغيث بالمدد .


جفرا نيوز- بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .
في احد المرات التي شاهدتها بام عيني داخل مستشفى البشير والتي تبعث على الحسرة والندامة على هكذا إجراءات تذكرنا بوظيفة الصبة والعسكرية. 
دخل مجموعة من المراجعين لطواريء المستشفى  على إثر مشاجرة نتج عنها إصابات لأشخاص ، ومن ثم انتقلت المشاجرة إلى داخل مبنى الطوارئ مما أدى إلى تحطيم بعض الأجهزة التي يستخدمها الأطباء في قياس الضغط والقلب والتنفس، وعند سؤالي عن الإجراءات التي سوف يتم اتخاذها بحق هؤلاء المعتدين ، قالوا لي ان هناك إجراءات قضائية بالمحاكم بحقهم أو أنهم يدفعون ثمن هذه الأجهزة، عندها قلت ممتاز في حال أن دفعوا فإنكم سوف تشترون أجهزة مكانها  ، فأخبروني بأن التعويض عن هذه الأجهزة يذهب إلى لجنة العطاءات بوزارة المالية ، التي تطرح عطاء لشراء هذه الأجهزة البديلة عن المحطمة،  وبعد أن يحال العطاء تشكل لجان استلام وتسليم ومعاينة تمتد إلى أشهر حتى يتم احضار  هذه الأجهزة .

ومن هنا  فإنني  أود اسلط الضوء على صرح طبي بالعاصمة عمان يستقبل ما يزيد عن نسبة %60 من مرضى وزارة الصحة ،ولهذا يجب على الدولة أن تهتم به ليس على وسائل الإعلام فقط من خلال زيارات المسؤولين له ، وإنما لإتخاذ قرارات  تعود بالنفع عليه اولا ومن ثم على الوطن والمواطن ثانيا .  
    إن الصورة النمطية في مخيلة من لم يعرف أو يزور  مستشفيات البشير أنه  مثل أسواق وسط البلد القديمة التي تعج بالفوضى وينعدم فيها النظام و النظافة وتكثر فيها الأخطاء والإهمالات الطبية . 
ولكن من يحضر إلى هذا المستشفى ويتجول في اروقته فإنه  يكتشف أن هناك نقلة نوعية وطبية قد حدثت بهذا المستشفى والذي اعتبره أنا إرثا اردنيا مثله كمثل مدينة الحسين الطبية أو مستشفى الجامعة الاردنية ، إن هذا المستشفى يقع على جبل في منطقة الأشرفية وله تسع بوابات ويحتوي على مباني  لمجموعة من المستشفيات  التي تم استحداثها وتحديثها مؤخرا ويجب المحافظة عليها ودعم إدارة المستشفى التي صارت تتلقى اعجابات من المراجعين ومتلقي الخدمة   ، فهناك مبان  حديثة للطواريء وأمراض السرطان  والباطنية والأطفال والجراحة التخصصية وأخرى من مختبرات ووحدات غسيل كلى وعيادات متخصصة لأطباء مستشارين متخصصين  . 
مستشفيات البشير هذه التي زارها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وولي العهد  حفظهما الله ورعاهما لأكثر  من مرة وأصدرا  توجيهاتهما بالإهتمام بها ودعمها بالكوادر الصحية والموارد المادية كونها مستشفيات تحويلية لكل مستشفيات وزارة الصحة في الوطن وتحتاج إلى رعاية دائمة ومستمرة حتى لا تتراجع عن المستويات التي وصلت إليها الآن  .
إن مستشفيات البشير في وضعها الحالي يمكن أن نقول عنها أن ممتازة بالكفاءات والقدرات والإدارة التي يرأسها الدكتور علي العبدللات ولكنها تحتاج إلى الدعم البشري والمادي المستمر  مع التوسعات التي تجري بداخلها ، وإلى مجموعة من الحاجات في التشريعات والقوانين ومن أهمها:
 1~ تخصيص موزانة مالية سنوية مستقلة عن وزارة الصحة تغطي حاجات هذه المؤسسة المتمثلة بالصيانة  العامة للمرافق والاستحداثات الجديدة المتنوعة في علم الطب لتغطية النقص في الكوادر الطبية وشراء الأجهزة الطبية الحديثة ، حيث أن موازنة البشير الأن تغطي فقط  50% من حاجاته .  
2~ الدعم المستمر والممنهج من خلال إيجاد دائرة متخصصة بالبحث العلمي الطبي في مجال علم الأمراض والأدوية والانفتاح على كليات الطب بالجامعات الأردنية . 

3~ فتح أبواب الدعاية والإعلان للشركات الخاصة للاعلانات داخل اروقة  البشير ليعود الريع المادي من ورائها إلى موازنة مستشفى البشير حتى لا تعتمد فقط على موازنة  الدولة  .
4~ التنظيم المروري داخل المستشفى المكتظ بالسيارات من خلال إيجاد نظام مروري من قبل مختصين  ومواقف مدفوعة الأجر  للمراجعين. 
5~ الاهتمام بالساحات العامة بالتعاون مع أمانة العاصمة التي جملت وزينت الشوارع فالمساحات داخل  المستشفى أولى من الشوارع و التي يكتظ بها المراجعين ليلا ونهارا   مما يؤثر على راحة المرضى وعلى نظافته واروقته . 
6~ تشكيل هيئة إدارية و مالية داخل المستشفى تتكون من أعضاء من العاملين فيه وتكون مهمتهم اتخاذ القرارات الطارئة واللازمة لمواكبة  المستجدات والإستحداثات الدائمة. 
7~ربط هذا المستشفى مع مستشفى متخصص في الدول المتقدمة بحيث ينعكس هذا التعاون ايجابيا على الكادر الطبي وعلى المراجعين فيه من المرضى .
8~ فتح الأبواب للمحاضرات التعليمية أمام الأطباء المتخصصين والمتدرين ليكون منارة علم تنعكس على المواطن و الوطن .
9~تزويد المستشفى بالآليات الحديثة من سيارات إسعاف أو وحدات طبية متنقلة تنتقل إلى المستشفيات الأخرى في حالة أن استدعت الحالات المرضية الخارجية لذلك .

إن مستشفى البشير انتقل نقلة نوعية تحتاج  من الدولة  الاستمرار  بالدعم المادي والمعنوي لكي يبقى  منارة علم  وقبلة للمرضى ومدرسة في علم الطب والأمراض فهل هناك من مجيب يا حكومة .