مقابر وهمية في القدس بغية صناعة ماضي للاحتلال
جفرا نيوز - رصد برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، قيام سلطات الاحتلال بزرع القبور الوهمية في بلدة سلوان وعدد من المناطق المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك.
وعرض البرنامج في تقريره الأسبوعي المصور في القدس مأساة الحاجة وفاء العباسي من بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، التي تحول محيط منزلها إلى مقبرة يهودية بين ليلة وضحاها، بعد أن قامت جمعية العاد الاستيطانية بزرع قبور يهودية وهمية في الأراضي المحيطة بمنزلها في وادي الربابة، مشيراً إلى أنها لم تشاهد في حياتها أي من هذه القبور "الوهمية" منذ طفولتها.
وأكدت الحاجة وفاء أنها عاشت طفولتها في هذا المكان ولم يكن يوجد فيه أي شيء، مشيرة إلى أنها أفاقت في يوم وليلة لتجد هذه القبور.
وأضافت بأنها تستغرب مما يحدث، حيث أنه من المعروف أن الميت يموت ومن ثم يقوم أهله بحفر قبر له ويدفنوه، ولكن ما يحدث هنا عكس ذلك تماماً فالقبور تزرع بدون أموات ويتم وضع شواهد لقبور وهمية من الحجارة فقط.
كما عرض التقرير مشاهد تم توثيقها قبل بضعة أسابيع من قبل نشطاء تظهر خلو الأرض من أية قبور مزروعة، كما عرض أيضاً مشاهد وثقتها كاميرا البرنامج أثناء إعداد التقرير لآليات تقوم بنقل الحجارة إلى المنطقة، مشيراً إلى أن شهود عيان أكدوا أن جمعية العاد الاستيطانية بدأت قبل عدة أسابيع بإحضار هذه الحجارة بعربات كبيرة، وأن سكان الحي قاموا بالاعتراض على هذا العمل، إلا أن الجمعية لم تستجب لهم، بدعوى أن المنطقة كانت مقابر لليهود، وأنها تقوم بإعادة تأهيل المنطقة بحد زعمها.
وأوضح التقرير أن سياسة الاحتلال الصامتة في زرع القبور الوهمية في الأحياء المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك ليست جديدة، حيث قامت قبل ذلك بزرع الآلاف من هذه القبور في مناطق متفرقة كالطنطور ووادي الربابة في محيط بلدة سلوان، رغم عدم وجود أي دليل ملموس لعظام بشرية.
لافتاً إلى أنه بعد احتلال القدس عام 1967 استولت سلطات الاحتلال على عشرات الدونمات من أراضي الفلسطينيين وحولتها إلى مقابر حديثة وأخرى وهمية ضمن سعيها لطمس الهوية العربية الإسلامية للقدس الشريف.
والتقى البرنامج الذي يقدمه الزميل جرير مرقة، عبر اتصال فيديو من القدس برئيس لجنة أراضي وادي الربابة، عبد الكريم أبو سنينة، الذي أوضح أن حي وادي الربابة الواقع في سلوان له موقع مميز، حيث يحده من الغرب بيت "ستنا مريم" ومن الجنوب بيت الإمام البيضاوي ومن الجهة الشرقية بئر سيدنا أيوب عليه السلام، حيث يبلغ عدد سكان الحي 1300 شخص.
وقال أبو سنينة إن الاعتداءات الصهيونية بدأت على الحي منذ 20 عاماً، مشيراً إلى أن أهالي الحي قاموا بتوثيق العديد من عمليات زرعة القبور قبل أكثر من 10 سنوات وإرسالها إلى الحكومة الأردنية، حيث قام ممثل الحكومة الأردنية لدى اليونيسكو حينها، الدكتور وصفي الكيلاني برفع الموضوع لليونيسكو وفضح تزوير الاحتلال.
وأشار أبو سنينة إلى أن مساحة هذه الأراضي تبلغ 35 دونماً، وأن والدته-رحمها الله- قالت له أنها لم تر في حياتها عملية دفن واحدة في هذه الأراضي رغم أنها كانت تسكن بالقرب منها، مضيفاً أن سلطات الاحتلال تدعي أن قلب الحي الذي يقطنه أكثر من 300 شخص هو أيضاً منطقة مقابر يهودية،وأن ما يحدث هو تهجير واستيلاء من خلال المحاولات الواضحة للسيطرة على الحي بهدف بناء مستوطنة، ما يبدو جلياً من خلال البنية التحتية التي أقامتها بلدية الاحتلال في المنطقة، لافتاً إلى أن الهدف الأساسي للاستيلاء على الحي هو إحاطة المسجد الأقصى المبارك بالحدائق التوراتية والمستوطنات.