"تحت تهديد السلاح" .. فيلم مصري يعاين خطورة البحث في الماضي
جفرا نيوز - يقدم المخرج المصري محمد عبد الرحمن حماقي، أحداثا درامية مختلطة بالأكشن والجريمة والغموض، مجسدا قصة حقيقية لرجل يبحث في ماضيه ليستعيد عشقيته، فيكتشف مفاجآت صادمة، متعلقة فيمن حوله، وذلك خلال فيلم "تحت تهديد السلاح" الصادر عام 2022.
وتدور أحداث الفيلم حول شخصية خالد ويجسده النجم المصري حسن الرداد، الذي يتعرض لحدث يقلب مسار حياته، ويجعل منها رحلة مؤجلة، فيكون داخل جدرانه منعزلا عن العالم الذي يستمر في الحركة ويواصل التغير، وفي لحظة يستعيد خالد قدرته على المواصلة محاولا تعويض ما سبق، واستعادة حبيبته التي فقدها في غيبوبته عن العالم بعد أربعة أعوام من الاختفاء.
انقلاب
وتتمحور حبكة الفيلم حول البداية الجديدة لخالد الذي يخوض صراعات ومكاشفات تصل لحد الجريمة من أجل استعادة حياته السابقة.
وتوحي مشاهد البداية، بأن مسار الأحداث يميل للطابع الدرامي الرومانسي، لكن فجأة تتغير وتيرة الأحداث وتتسارع عند نقطة ما، ليصل تسلسل الأحداث إلى مسار الأكشن والغموض، والجريمة.
ويُحسب للمخرج قدرته منذ البداية على وضع العراقيل الذهنية أمام الجمهور، تمكنه من استثارة الفضول والأسئلة في الوعي، حول مستقبل الأحداث، وذلك بفضل تراكب الأحداث الذي يتسارع خطوة بخطوة، ويزيد من وضع المبهمات أمام العين، حول مصير الشخصيات.
قصة حقيقية
وما زاد من قدرة الفيلم على التأثير، إعلان الشركة المنتجة للفيلم، شركة السبكي، بأن الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية، فتكون دهشة المشاهد في تتبع غرابة الأحداث التي رسخت في ذهن الجمهور بأن هذا حدث يوما ما في الواقع، وزاد من فضول المشاهدين لاكتشاف النهاية المؤلمة للفيلم.
تعرجات
وبدت الأدوات الإخراجية للمخرج حماقي متحكمة بتتابع الأحداث، واعتمد سياسة المفاجأة للمشاهد، عبر التقلبات التي حاكها خلال السيناريو، وطريقة الإخفاء والتعتيم، والكشف في مناطق أخرى، ويؤخذ عليه بشكل عام، المبالغة في التعرجات والالتواءات التي تسببت في التشتيت والإجهاد للمتلقي، ولم تكن المؤثرات الصوتية مناسبة للحدث في عدة أماكن، بالإضافة إلى كونها مزعجة في مشاهد أخرى.
سيناريو صادم
ويمكن ملاحظة القدرة الفنية التي قدمها السيناريو من قبل الكاتب أيمن بهجت قمر، حيث اعتمد منذ البداية على الحدث المفاجئ الصادم، وتعمد وضع طريقة التويست خلال الأحداث، فكثرت الحبكات الملتوية والمفاجآت، بحيث استطاع الفيلم مراوغة المشاهد في أكثر من مرة، معتمدا التغيير الجذري، والابتعاد عن المتوقع، حيث تنقلب الطاولة في وجه الجميع، ويبدو الحدث أكثر قابلية ليكون عالقا في ذهن الجمهور، وقد ساعدته في إظهار ذلك الأدوات الإخراجية للمخرج حماقي الذي عمل على نهاية غير متوقعة.
كما ساد الغموض المكثف على مدار التسلسل الزمني للأحداث وهو ما جعل الفيلم بدا وكأنه وجبة درامية مختلطة بالأكشن والإثارة، وسط أحداث مترابطة مبنية على التراكم والتحليل، بحيث لو غاب الذهن عن حدث ما، سيحتاج لمجهود مضاعف لفهم وتفسير ما حدث بعده.