مونديال قطر .. فرصة عالمية لدعم القضية الفلسطينية
جفرا نيوز - بقلم مهدي مبارك عبد الله
مع تسارع الخطى نحو قرب انطلاق فعاليات كأس العالم 2022 التي ستقام خلال الفترة من 20 نوفمبر وحتى 18 من ديسمبر المقبل تتجه انظار الشعب الفلسطيني الى دولة قطر المستضيفة وهم متعلقين بالآمال الكبيرة والتطلعات العظيمة في دعم ومؤازرة قضيتهم العادلة من قبل الشعوب العربية والإسلامية والدول الصديقة و أحرار العالم المناصرين لنضالهم وكفاحهم لاسترجاع كامل حقوقهم الشرعية المغتصبة
مونديال قطر حدث تاريخي كبير ومتميز ينبغي استغلاله واستثماره كتظاهرة رياضية عالمية بتوجيه رسالة دعم وتضامن مع فلسطين وشعبها تحديداً من قبل المنتخبات العربية المشاركة ( قطر والسعودية وتونس والمغرب ) والمطالبة بارتداء شارة كابتن بألوان علم فلسطين وتوجيه الجماهير العربية التي ستكون في المدرجات للهتاف لفلسطين والقضية في كل أرجاء الملاعب قبل وخلال وبعد المباريات ( عاشت فلسطين عربية وإسلامية حرة ) وكذلك الدعوة الشاملة لرفع الأعلام الفلسطينية والصور التي تفضح جرائم الاحتلال التي يدينها القانون الدولي وقواعد السوك الدولية
البداية الحماسية تنطلق برفع العلم الفلسطيني في الملاعب وحولها وفي الشوارع وفوق السيارات والبيوت طيلة أيام البطولة والالتزام بالتذكير اليومي بالقضية لتكون فلسطين حاضرة سياسياً في قلوب اللاعبين والمشجعين والمواطنين والمقيمين والزوار وبما يعكس الصورة الحقيقية لمعاناة شعبها المقهور تحت ويلات الاحتلال لفضح الممارسات الصهيونية الاجرامية التي طالما تجاهلها المجتمع الدولي وتغاضى عنها بسبب ازدواجية معاييره المتناقضة والتي يمكن أن توصلها الجماهير الحية بصوتها الصادق عبر هذه البطولة المفتوحة على العالم دون أي حدود او قيود
من اهم عوامل الاستفادة الجادة من مونديال قطر لدعم القضية الفلسطينية تكمن في التواصل المباشر مع معلقي المباريات ومقدمي البرامج والمؤثرين في القنوات التلفزيونية والاذاعية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية والتحدث عنها والتطرق إليها خلال تعليقهم على المباريات وبلاضافة الى ضرورة التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي عبر وسوم عدة أبرزها فلسطين في المونديال لإيصال القضية إلى أبعد الحدود واكبر التجمعات
الساحات الرياضية عالمياً باتت مجالاً مفتوحاً ومنصة للتعبير عن المواقف السياسية والأيديولوجية والقضايا الوطنية من خلال تنظيم حملات الدعم والمؤازرة الواسعة وهذه الاستضافة القطرية تعتبر أكبر فرصة عالمية مواتية للتأكيد على ثوابت الأمة العربية ومواقفها الراسخة في الدفاع عن الحق العربي الفلسطينيّ وتحويل هذا الحدث الفريد لأداة داعمة ومؤيدة ومناصرة للقضية الفلسطينية وتعريف العالم بعدالتها وتسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين وإظهار جرائم الاحتلال المتصاعدة بحقهم دون رقيب أو حسيب
مع كل ذلك لا بد من السعي بكل جدية وإخلاص الى سلوك سلمي وحضاري وممنهج يفضح ممارسات الاحتلال ويظهر وجهه القبيح أمام العالم باعتباره قاتلاً للأطفال والنساء والشيوخ ومنتهك لكل القوانين والاعراف الدولية بحيث يشكل هذا الحدث العالمي رافعة مهمة للدفاع عن فلسطين واهلها وتحقيق إنجازات سياسية تسوق لعدالة القضية الفلسطينية وعزل الاحتلال في كل المحافل الدولية وبيان ما تمر به القضية من تهديدات وتحديات وتصفيات
بطولة كأس العالم هذه المرة تحمل في طياتها أهمية كبير للشعوب العربية وخاصة الشعب الفلسطيني كون الدولة المستضيفة لها وللمرة الأولى هي دولة عربية منذ انطلاقها قبل 92 عام وهو ما سيجعل من قطر قبلة لملايين المشاهدين حول العالم وهي تفتح أجواءها وحدودها أمام مئات الآلاف من المشجعين الراغبين في حضور مباريات البطولة
من هنا على كافة الفلسطينيين والعرب والمتعاطفين مع القضية الفلسطينية التركيز على المطالبة بعدم السماح بدخول أي مشجعين وإعلاميين ورياضيين من كيان الاحتلال لحضور مباريات كأس العالم تحت أي ذريعة كانت وضرورة استغلال الرياضة كسلاح للتعبير عن حقنا في معاداة كيان فاشي وبغيض يحتل أرض فلسطين العربية منذ أكثر من 70 عاماً ويمارس بحق ابنائها شتى أنواع التطهير العرقي والفصل العنصري وفي ذات الوقت فأننا نثمن عاليا قرار قطر قبل عدة شهور بحذف اسم إسرائيل عن الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا واستبداله بالأراضي الفلسطينية المحتلة
الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا مدعو اليوم إلى إنهاء التعامل بالمعايير المزدوجة بشأن تأييد القضية الفلسطينية خلال مونديال كأس العالم 2022 في قطر وعلية السماح للجماهير الفلسطينية والعربية بعرض مواقفهم السياسية والاحتجاجية بشكل سلمي وحر ومن دون أي حجب وكذلك السماح لهم برفع لافتات في المونديال تدعو لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وكل مظاهر الفصل العنصري بالإضافة ايضا الى رفع الاعلام والصور التي تناصر القضية الفلسطينية أسوة ببعض المنتخبات الأوروبية التي ستعلن مواقف تدعم فيها أوكرانيا وحقوق المثليين والعمال وغيرها
من باب المعاملة بالمثل إذا كان من حق بعض المنتخبات الأوروبية حمل شارات معينة لقادة فرقها في مونديال قطر فلماذا لا تحمل المنتخبات العربية علم فلسطين كشارة لقائد كل منتخب عربي في كأس العالم علما بان الفيفا سمحت للعديد من المنتخبات في الفترة السابقة بممارسة حرية التعبير عن الرأي ورفع لافتات وإشارات لمناصرة قضاياهم المختلفة بينما قمعت بعض الأندية الأوروبية التي رفعت أعلام فلسطين وناصرت قضيتها
من البديهي ان العالم كله على دراية كاملة بما يحدث في فلسطين التي تحتلها إسرائيل منذ عقود وترتكب فيها جرائم حرب فظيعة ضد الفلسطينيين بما في ذلك القتل الجماعي والسجن وقتل الأطفال والنساء والشيوخ بذرائع واهية وتطبق العنصرية والفصل العنصري بكل أشكاله فهنالك مدن وبلدات ومدارس وجامعات وطرق يهودية خالصة لا يدخلها الفلسطينيون
المجتمع الدولي يجب ان بتحمل مسؤولياته العاجلة في وقف معاناة الشعب الفلسطيني والعمل الجاد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي من خلال تطبيق قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وتجسيد الاعتراف والدعم لحقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير والعودة وبناء دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية
النظام الاستعماري الاستيطاني الإحلالي الصهيوني الأكثر عنصرية وعدوانية وانتهاكا لحقوق الإنسان في التاريخ الحديث أحدث تغييرات ديمغرافية وجغرافية قسرية بالعنف والإرهاب وقوة السلاح الغاشمة التي تتواصل تداعياتها على المنطقة والعلاقات الدولية عامة حتى اليوم حين مكن العصابات الصهيونية القادمة من شتى بقاع الأرض من ممارسة أبشع جرائم التطهير العرقي والتهجير والقتل والتدمير بحق أبناء الشعب الفلسطيني
مأساة الشعب الفلسطيني تتجدد كل يوم وتتفاقم بصورة مستمرة جراء مواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي وممارسة عدوانها وحربها وانتهاكاتها اليومية ضد أبناء الشعب الفلسطيني والاستمرار بعمليات الاستيطان والتهجير والقتل وفرض مخططات التهويد التي تطال كل الأرض الفلسطينية بشكل عام ومدينة القدس بشكل خاص إضافة إلى تدنيس مقدساتها الإسلامية والمسيحية وإطلاق أيدي عصابات المستوطنين الإرهابية باستهداف المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي الشريف والكنائس المسيحية في كل أرجاء الأرض المقدسة
وفي هذه الآونة يرى العالم كيف تتعرض مدن الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس المحتلة لتصعيد خطير وانتهاكات جسيمة وحصار وقتل متعمد وقطع للطرقات في أشد صور القهر والإجحاف والاضطهاد وتكريس الفصل العنصري أضاف الى شن الحملات والعدوان والاقتحامات والاعتقالات وتنفيذ عمليات الإعدام الميداني بهدف خلق واقع إسرائيلي جديد على الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي تحد صارخ لقيم الإنسانية والعالم الحر وبتناقض كامل مع المواثيق والقوانين والأعراف الدولية وانتهاك جسيم لأبسط حقوق الإنسان
التضامن مع فلسطين في محفل رياضي دولي بهذا الحجم من الحضور والمتابعة الإعلامية اذا احسنا استغلاله سيوصل صوت القضية الفلسطينية إلى العالم من جديد ويعيد التأكيد على مركزيتها ويعزز المطالبة بضرورة تحمل مجلس الأمن لمسؤوليته بإلزام إسرائيل بإنهاء احتلال وتقديم الدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف بما فيها حقه في الحرية وتقرير المصير وتجسيد دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على خطوط 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية بالإضافة الى حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948 وتوسيع المطالبة برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وإدانة استخدام القوة من قبل كيان الاحتلال ضد الفلسطينيين
دولة قطر لن تتوانى عن دعم فلسطين وشعبها قبل المؤنديال وبعده وهي التي كان لها على الدوام مواقف تاريخية مشرفة تجاه القضية الفلسطينية ممثلة بقيادتها السياسية والدبلوماسية برعاية سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ولا زال لها دور فاعل ورئيس في دعم القضية الفلسطينية وهذا الجهد ليس غريبا على قطر وقيادتها التي كانت سباقة في دعم القضية الفلسطينية في جميع المجالات فعلى المستوى السياسي أسهمت قطر بشكل فاعل في المحافل الدولية في تثبيت الحق الفلسطيني في الأرض كما كانت لها مساهمة كبيرة وملموسة في السعي المتواصل لتحقيق المصالحة الفلسطينية
وفي مجال التنمية أسهمت قطر في بناء العديد من المجمعات السكنية وعملت على مساعدة الجهات المسؤولة في المناطق الفلسطينية سواء في غزة أو في الضفة الغربية كما كان لها فضل كبير في دعم العائلات المقدسية عبر( صندوق القدس ) بعدما تعرضت لضغوطات لترك منازلها ضمن سياسات تهويد المدينة وبالتالي ساهم الدور القطري في تثبيت العائلات الفلسطينية ضمن حدود مدينة القدس التاريخية
وعلى الجانب الانساني فقد كانت المشاريع التي نفذتها قطر خصوصا بعد العدوانين الكبيرين اللذين قامت بهما إسرائيل ضد غزة بمثابة الروح التي ساعدت الشعب الفلسطيني في الصمود على أرضه ناهيك عن المساعدات المتتالية لإعادة تأهيل البنية التحتية من طرق وشبكات مياه وكهرباء وتزويد قطاع غزة بالطاقة وتقديم المساعدات النقدية للصحة والتعليم والاتصالات وبناء المستشفيات وتعمير المدارس إلى جانب مطالبتها المستمرة إقليميا وفي المحافل الدولية باستعادة حقوق الشعب الفلسطيني ضمن تصور مبدئي والتزام وطني وديني وقومي وإنساني لا يتبدل
في الختام نؤكد ثقاتنا التامة بقدرة الشقيقة قطر على تنظيم نسخة متميزة لهذه التظاهرة العالمية تدعم من خلالها القضية الفلسطينية وشعبها بكل قوة واقتدار كما نكرر مساندتنا لقطر في حقها المشروع باحتضانها نهائيات كأس العالم 2022 وفي ذات السياق نجدد رفضنا المطلق للجميع حملات التشويه والتشكيك المغرضة التي تطال مساعي الدوحة لإنجاح المونديال الأول في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط وكل الدعم لقطر الخير في تنظيمها لأول مونديال عربي ولنهتف جميعا انا عربي وأدعم قطر
mahdimubarak@gmail.com
مع تسارع الخطى نحو قرب انطلاق فعاليات كأس العالم 2022 التي ستقام خلال الفترة من 20 نوفمبر وحتى 18 من ديسمبر المقبل تتجه انظار الشعب الفلسطيني الى دولة قطر المستضيفة وهم متعلقين بالآمال الكبيرة والتطلعات العظيمة في دعم ومؤازرة قضيتهم العادلة من قبل الشعوب العربية والإسلامية والدول الصديقة و أحرار العالم المناصرين لنضالهم وكفاحهم لاسترجاع كامل حقوقهم الشرعية المغتصبة
مونديال قطر حدث تاريخي كبير ومتميز ينبغي استغلاله واستثماره كتظاهرة رياضية عالمية بتوجيه رسالة دعم وتضامن مع فلسطين وشعبها تحديداً من قبل المنتخبات العربية المشاركة ( قطر والسعودية وتونس والمغرب ) والمطالبة بارتداء شارة كابتن بألوان علم فلسطين وتوجيه الجماهير العربية التي ستكون في المدرجات للهتاف لفلسطين والقضية في كل أرجاء الملاعب قبل وخلال وبعد المباريات ( عاشت فلسطين عربية وإسلامية حرة ) وكذلك الدعوة الشاملة لرفع الأعلام الفلسطينية والصور التي تفضح جرائم الاحتلال التي يدينها القانون الدولي وقواعد السوك الدولية
البداية الحماسية تنطلق برفع العلم الفلسطيني في الملاعب وحولها وفي الشوارع وفوق السيارات والبيوت طيلة أيام البطولة والالتزام بالتذكير اليومي بالقضية لتكون فلسطين حاضرة سياسياً في قلوب اللاعبين والمشجعين والمواطنين والمقيمين والزوار وبما يعكس الصورة الحقيقية لمعاناة شعبها المقهور تحت ويلات الاحتلال لفضح الممارسات الصهيونية الاجرامية التي طالما تجاهلها المجتمع الدولي وتغاضى عنها بسبب ازدواجية معاييره المتناقضة والتي يمكن أن توصلها الجماهير الحية بصوتها الصادق عبر هذه البطولة المفتوحة على العالم دون أي حدود او قيود
من اهم عوامل الاستفادة الجادة من مونديال قطر لدعم القضية الفلسطينية تكمن في التواصل المباشر مع معلقي المباريات ومقدمي البرامج والمؤثرين في القنوات التلفزيونية والاذاعية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية والتحدث عنها والتطرق إليها خلال تعليقهم على المباريات وبلاضافة الى ضرورة التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي عبر وسوم عدة أبرزها فلسطين في المونديال لإيصال القضية إلى أبعد الحدود واكبر التجمعات
الساحات الرياضية عالمياً باتت مجالاً مفتوحاً ومنصة للتعبير عن المواقف السياسية والأيديولوجية والقضايا الوطنية من خلال تنظيم حملات الدعم والمؤازرة الواسعة وهذه الاستضافة القطرية تعتبر أكبر فرصة عالمية مواتية للتأكيد على ثوابت الأمة العربية ومواقفها الراسخة في الدفاع عن الحق العربي الفلسطينيّ وتحويل هذا الحدث الفريد لأداة داعمة ومؤيدة ومناصرة للقضية الفلسطينية وتعريف العالم بعدالتها وتسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين وإظهار جرائم الاحتلال المتصاعدة بحقهم دون رقيب أو حسيب
مع كل ذلك لا بد من السعي بكل جدية وإخلاص الى سلوك سلمي وحضاري وممنهج يفضح ممارسات الاحتلال ويظهر وجهه القبيح أمام العالم باعتباره قاتلاً للأطفال والنساء والشيوخ ومنتهك لكل القوانين والاعراف الدولية بحيث يشكل هذا الحدث العالمي رافعة مهمة للدفاع عن فلسطين واهلها وتحقيق إنجازات سياسية تسوق لعدالة القضية الفلسطينية وعزل الاحتلال في كل المحافل الدولية وبيان ما تمر به القضية من تهديدات وتحديات وتصفيات
بطولة كأس العالم هذه المرة تحمل في طياتها أهمية كبير للشعوب العربية وخاصة الشعب الفلسطيني كون الدولة المستضيفة لها وللمرة الأولى هي دولة عربية منذ انطلاقها قبل 92 عام وهو ما سيجعل من قطر قبلة لملايين المشاهدين حول العالم وهي تفتح أجواءها وحدودها أمام مئات الآلاف من المشجعين الراغبين في حضور مباريات البطولة
من هنا على كافة الفلسطينيين والعرب والمتعاطفين مع القضية الفلسطينية التركيز على المطالبة بعدم السماح بدخول أي مشجعين وإعلاميين ورياضيين من كيان الاحتلال لحضور مباريات كأس العالم تحت أي ذريعة كانت وضرورة استغلال الرياضة كسلاح للتعبير عن حقنا في معاداة كيان فاشي وبغيض يحتل أرض فلسطين العربية منذ أكثر من 70 عاماً ويمارس بحق ابنائها شتى أنواع التطهير العرقي والفصل العنصري وفي ذات الوقت فأننا نثمن عاليا قرار قطر قبل عدة شهور بحذف اسم إسرائيل عن الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا واستبداله بالأراضي الفلسطينية المحتلة
الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا مدعو اليوم إلى إنهاء التعامل بالمعايير المزدوجة بشأن تأييد القضية الفلسطينية خلال مونديال كأس العالم 2022 في قطر وعلية السماح للجماهير الفلسطينية والعربية بعرض مواقفهم السياسية والاحتجاجية بشكل سلمي وحر ومن دون أي حجب وكذلك السماح لهم برفع لافتات في المونديال تدعو لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وكل مظاهر الفصل العنصري بالإضافة ايضا الى رفع الاعلام والصور التي تناصر القضية الفلسطينية أسوة ببعض المنتخبات الأوروبية التي ستعلن مواقف تدعم فيها أوكرانيا وحقوق المثليين والعمال وغيرها
من باب المعاملة بالمثل إذا كان من حق بعض المنتخبات الأوروبية حمل شارات معينة لقادة فرقها في مونديال قطر فلماذا لا تحمل المنتخبات العربية علم فلسطين كشارة لقائد كل منتخب عربي في كأس العالم علما بان الفيفا سمحت للعديد من المنتخبات في الفترة السابقة بممارسة حرية التعبير عن الرأي ورفع لافتات وإشارات لمناصرة قضاياهم المختلفة بينما قمعت بعض الأندية الأوروبية التي رفعت أعلام فلسطين وناصرت قضيتها
من البديهي ان العالم كله على دراية كاملة بما يحدث في فلسطين التي تحتلها إسرائيل منذ عقود وترتكب فيها جرائم حرب فظيعة ضد الفلسطينيين بما في ذلك القتل الجماعي والسجن وقتل الأطفال والنساء والشيوخ بذرائع واهية وتطبق العنصرية والفصل العنصري بكل أشكاله فهنالك مدن وبلدات ومدارس وجامعات وطرق يهودية خالصة لا يدخلها الفلسطينيون
المجتمع الدولي يجب ان بتحمل مسؤولياته العاجلة في وقف معاناة الشعب الفلسطيني والعمل الجاد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي من خلال تطبيق قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وتجسيد الاعتراف والدعم لحقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير والعودة وبناء دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية
النظام الاستعماري الاستيطاني الإحلالي الصهيوني الأكثر عنصرية وعدوانية وانتهاكا لحقوق الإنسان في التاريخ الحديث أحدث تغييرات ديمغرافية وجغرافية قسرية بالعنف والإرهاب وقوة السلاح الغاشمة التي تتواصل تداعياتها على المنطقة والعلاقات الدولية عامة حتى اليوم حين مكن العصابات الصهيونية القادمة من شتى بقاع الأرض من ممارسة أبشع جرائم التطهير العرقي والتهجير والقتل والتدمير بحق أبناء الشعب الفلسطيني
مأساة الشعب الفلسطيني تتجدد كل يوم وتتفاقم بصورة مستمرة جراء مواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي وممارسة عدوانها وحربها وانتهاكاتها اليومية ضد أبناء الشعب الفلسطيني والاستمرار بعمليات الاستيطان والتهجير والقتل وفرض مخططات التهويد التي تطال كل الأرض الفلسطينية بشكل عام ومدينة القدس بشكل خاص إضافة إلى تدنيس مقدساتها الإسلامية والمسيحية وإطلاق أيدي عصابات المستوطنين الإرهابية باستهداف المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي الشريف والكنائس المسيحية في كل أرجاء الأرض المقدسة
وفي هذه الآونة يرى العالم كيف تتعرض مدن الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس المحتلة لتصعيد خطير وانتهاكات جسيمة وحصار وقتل متعمد وقطع للطرقات في أشد صور القهر والإجحاف والاضطهاد وتكريس الفصل العنصري أضاف الى شن الحملات والعدوان والاقتحامات والاعتقالات وتنفيذ عمليات الإعدام الميداني بهدف خلق واقع إسرائيلي جديد على الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي تحد صارخ لقيم الإنسانية والعالم الحر وبتناقض كامل مع المواثيق والقوانين والأعراف الدولية وانتهاك جسيم لأبسط حقوق الإنسان
التضامن مع فلسطين في محفل رياضي دولي بهذا الحجم من الحضور والمتابعة الإعلامية اذا احسنا استغلاله سيوصل صوت القضية الفلسطينية إلى العالم من جديد ويعيد التأكيد على مركزيتها ويعزز المطالبة بضرورة تحمل مجلس الأمن لمسؤوليته بإلزام إسرائيل بإنهاء احتلال وتقديم الدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف بما فيها حقه في الحرية وتقرير المصير وتجسيد دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على خطوط 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية بالإضافة الى حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948 وتوسيع المطالبة برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وإدانة استخدام القوة من قبل كيان الاحتلال ضد الفلسطينيين
دولة قطر لن تتوانى عن دعم فلسطين وشعبها قبل المؤنديال وبعده وهي التي كان لها على الدوام مواقف تاريخية مشرفة تجاه القضية الفلسطينية ممثلة بقيادتها السياسية والدبلوماسية برعاية سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ولا زال لها دور فاعل ورئيس في دعم القضية الفلسطينية وهذا الجهد ليس غريبا على قطر وقيادتها التي كانت سباقة في دعم القضية الفلسطينية في جميع المجالات فعلى المستوى السياسي أسهمت قطر بشكل فاعل في المحافل الدولية في تثبيت الحق الفلسطيني في الأرض كما كانت لها مساهمة كبيرة وملموسة في السعي المتواصل لتحقيق المصالحة الفلسطينية
وفي مجال التنمية أسهمت قطر في بناء العديد من المجمعات السكنية وعملت على مساعدة الجهات المسؤولة في المناطق الفلسطينية سواء في غزة أو في الضفة الغربية كما كان لها فضل كبير في دعم العائلات المقدسية عبر( صندوق القدس ) بعدما تعرضت لضغوطات لترك منازلها ضمن سياسات تهويد المدينة وبالتالي ساهم الدور القطري في تثبيت العائلات الفلسطينية ضمن حدود مدينة القدس التاريخية
وعلى الجانب الانساني فقد كانت المشاريع التي نفذتها قطر خصوصا بعد العدوانين الكبيرين اللذين قامت بهما إسرائيل ضد غزة بمثابة الروح التي ساعدت الشعب الفلسطيني في الصمود على أرضه ناهيك عن المساعدات المتتالية لإعادة تأهيل البنية التحتية من طرق وشبكات مياه وكهرباء وتزويد قطاع غزة بالطاقة وتقديم المساعدات النقدية للصحة والتعليم والاتصالات وبناء المستشفيات وتعمير المدارس إلى جانب مطالبتها المستمرة إقليميا وفي المحافل الدولية باستعادة حقوق الشعب الفلسطيني ضمن تصور مبدئي والتزام وطني وديني وقومي وإنساني لا يتبدل
في الختام نؤكد ثقاتنا التامة بقدرة الشقيقة قطر على تنظيم نسخة متميزة لهذه التظاهرة العالمية تدعم من خلالها القضية الفلسطينية وشعبها بكل قوة واقتدار كما نكرر مساندتنا لقطر في حقها المشروع باحتضانها نهائيات كأس العالم 2022 وفي ذات السياق نجدد رفضنا المطلق للجميع حملات التشويه والتشكيك المغرضة التي تطال مساعي الدوحة لإنجاح المونديال الأول في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط وكل الدعم لقطر الخير في تنظيمها لأول مونديال عربي ولنهتف جميعا انا عربي وأدعم قطر
mahdimubarak@gmail.com