في ذكرى رحيل صاحب الرقم العسكري 505

جفرا نيوز - *سهم محمد العبادي

يصادف السادس من تشرين الثاني رحيل الفريق الركن مشهور حديثة الجازي، بطل معركة الكرامة وقائدها، وأول قائد عسكري عربي ينتصر على العدو الإسرائيلي حتى عام 1968 في معركة الكرامة الخالدة.

القائد مشهور حديثة تشهد له ميادين الجندية بالبطولة والشجاعة، وتشهد له أرض فلسطين ببسالته في قتال العدو على أرضها، مثلما يشهد له جسده الذي أصيب في إحدى المعارك هناك، ويشهد له جثمان خاله الشهيد على تراب القدس في أربعينيات القرن الماضي، كانت أمنية الرمز أبا رمزي أن يصبح ضابطا في القوات المسلحة، حيث التحق بقوات البادية عام 1943، والتحق مرشح عام 1947، وكانت ميادين القتال تشهد لصولاته وجولاته، ومن أشد المنادين بضرورة تعريب قيادة الجيش العربي.

سنوات طويلة مضت في حياته التي خلدها ونذرها لنصرة الأمة وقضاياها، فكان القائد العسكري، السياسي المحنك والرجل المؤمن بقوميته وعروبته، وظهر ذلك في تولية عدة مناصب قيادية على مستوى الدولة الأردنية، مثلما حظي باحترام وتقدير القيادة الأردني والأردنيين، حظي كذلك بإعجاب وتقدير قادة وزعماء الدول العربية وشعوبها، فكان بحق قائد أممي.

معركة الكرامة ومشهور حديثة متلازمتان، فلا يمكن أن تذكر معركة الكرامة دون أن يذكر اسم مشهور حديثة والعكس صحيحا، فمعركة الكرامة أعادت النصر المؤزر للأمة العربية وأعادت كرامتها، وبرهنت أن النصر قادم لا محالة.

نعلم كثيرا من تفاصيل المعركة بحكم أنني من أبناء القرى التي كانت بها المدفعية السادسة والتي قصفها طيران العدو، ونعلم جيدا ما رواه الآباء والأجداد، جند تلك المعركة، عن بطولات مشهور حديثة الجازي.

اليوم وان فارق مشهور حديثة الجازي الحياة جسدا، لكن روحه لم تفارق الكرامة وخنادقها وتلالها وفوهات مدافعها، ولم يغب عن حديث رفاق النصر والبندقية ، ولا عن تعاليل أبناء المنطقة وسرد بطولاته مع الجند في ساحات الوغى، وسيبقى لنا رمز عربي أردني شامخ حد عنان السماء، والبركة بخلفه الطيب المبارك من أبنائه، الذين حملوا راية الحق والعروبة، واثبتوا صدق مقولة "من خلف ما مات"، فهم جنود حق مثل والدهم، وعلى دربه حتى النصر، فمدرسة مشهور حديثة الجازي ما زالت تخرج الرجال الرجال.

رحم الله الرمز العربي الأردني الأشم، مشهور حديثة الجازي، الخالد فينا مدى الحياة، وعليك السلام يوم ولدت ويوم انتصرت ويوم لقيت وجه ربك راضيا مرضيا ، والفاتحة على روحك الطاهرة سيدي.

*كاتب وصحفي