وزراء سابقون: ولي العهد وضع خارطة طريق لعمل عربي ناجح

جفرا نيوز - تضمنت كلمة مندوب جلالة الملك عبدالله الثاني، سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، في القمة العربية المنعقدة بالجزائر، مضامين هامة حول مختلف قضايا المرحلة، بدءا من الشأن الاقتصادي وواقع الحال، مروروا بتحديات المرحلة زراعيا وصناعيا وبالأمن الغذائي، والتحديات السياسية، وصولا لواقع الشباب العربي وضرورة منحه فرصا لبناء مستقبل واعد.

وفي وقفات جوهرية على قضايا المرحلة سياسيا واقتصاديا وشبابيا، وضع سموه صيغا آمنة للخروج من أزمات المرحلة، واضعا العمل العربي المشترك أساسا لتحقيق غد أفضل، في كافة القضايا تحديدا السياسية والاقتصادية منها، معتبرا بناء غد أفضل للشباب أمانة في الأعناق، كونهم بناة المستقبل الذي من شأنه أن يكون مختلفا ومزدهرا بحضور شبابي ينعم بالسلام والاستقرار وتوفير ما يلزمه للإبداع والتميز.

طوّع سمو ولي العهد المستحيل، عندما رأى ان في العمل المشترك بقوله «حان الوقت لنعمل معا، للوصول إلى شبكات تعاون اقتصادية عربية حقيقية وفعالة، لتضع دولنا في مكانها على خارطة الاقتصاد العالمي، فالأزمات التي يشهدها العالم، مثل تداعيات جائحة كورونا والأزمة الأوكرانية، تتطلب منا عملا عربيا تكامليا لمواجهتها، خاصة وأن آثارها من ارتفاع لأسعار الطاقة والغذاء، وكلف خدمة المديونيات العامة، وتباطؤ النمو الاقتصادي، تهدد استقرار الدول وأمنها المجتمعي»، ليجعل من الممكن حاضرا في قادم الأيام، وفي تجاوز أزمات المرحلة واقعا مُعاشا بصورة حقيقية، ففي العمل المشترك عربيا درب وطوق نجاة من تحديات المرحلة التي باتت تواجهنا جميعا عربيا.

حضرت فلسطين بقوة في كلمة سموه، وأزمات المرحلة بعد كورونا والحرب الأوكرانية، وظروف سوريا واليمن والعراق وليبيا، فيما وضع سموه أساسا للخروج من كل هذه الأزمات بالعمل العربي المشترك، ليؤكد من جديد على الحرص الأردني على العمق العربي، وفي ذلك رسائل هامة بأن القادم سيكون واعدا إذا ما تم توفير الفرص الحقيقية لذلك من خلال وحدة عربية تقود المنطقة لمستقبل واعد.

وفي قراءة تحليلية لكلمة سمو ولي العهد الامير الحسين بن عبد الله الثاني في قمة الجزائر خاصة لـ»الدستور» أكد سياسيون على أنها كلمة شبابية حملت مضامين هامة جدا، ورؤى تترجم ما يؤكد عليه جلالة الملك عبد الله الثاني من ثوابت أردنية سياسيا واقتصاديا، حيث التزام سموه بالأساسيات التي طالما يؤكد عليها جلالة الملك.

ورأى السياسيون من الوزراء السابقين، أن سموه تحدث عن كافة قضايا المرحلة بصيغة واقعية وحقيقية، مشخّصا بصورة عملية، وواضعا الحلول لكافة التحديات، على أساس الوحدة العربية والعمل المشترك، معتبرا سموه «وفق متحدثينا» أن العمل «معا» عربيا هو الأساس لخلق مستقبل واعد، مع التركيز على فئة الشباب حيث تعدّ الشعوب العربية «شابّة، وباستثمار ما يملك العالم العربي من مقوّمات تمنحه القدرة على مواجهة أي قوى عالمية، سواء كان لجهة المقدّرات أو لجهة الموقع المميز لعالمنا العربي.

 الدكتور جواد العناني

نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور جواد العناني قال التزم سموه بالأساسيات التي يتحدث عنها الاردن ودخل لبعض النقاط التفصيلية، حيث يواجه العالم العربي اليوم ذات المواقف والتحديات الاقتصادية، وركز سموه على أنه امامنا فرصة في العالم العربي ممثلة في استثمار موقعنا الجغرافي، وفئة الشباب التي تعدّ السائدة في مجتمعاتنا، وأن نركز بشكل مشترك على على حل مشاكلنا فمن باب أولى ان نوحد جهودنا حتى يحصل هذا الأمر.

ولفت العناني إلى ان سموه تحدث بضرورة أنه علينا ان نفكر في مواردنا العربية المشتركة، سيما وأنها موارد متنوعة، يضاف لها الموقع الاستراتيجي للدول العربية، وهذا كله من شأنه أن يجعل من القدرات العربية كبيرة، وقادرة على التفاوض حيال اي تكتلات عالمية، وأنهى سموه فكرته هذه بأخرى مكملة لها، عندما تحدث أن مجتمعاتنا العربية شابة ونحن كشعوب شابة علينا الاستفادة من هذه الفرصة باستثمار الشباب كشريك تنمية وليسوا عبئا إنما فرصة لصالح المجتمعات العربية.

وتناول سموه بشكل عملي وفق العناني الشأن السياسي حيث فصل القضايا العربية من ناحيتين، متحدثا عن العراق وانتقل الى سوريا واليمن، ثم ركّز على القضية الفلسطينية بشكل أساسي، وذكّر بأن الأردن يعتبرها قضية مركزية، وأن الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة، مستمرة وبموجب الوصاية نقوم بدور اساسي حيالها، ولفت العناني إلى ان سموه شدد على أن حل الدولتين هو ما نسعى له من استقرار، فنحن نريد الاستقرار الذي سيكون باحلال السلام، وبعودة العراق الذي يعدّ بلدا مهما في بناء الاقتصادات العربية أن يعود قادرا ان يشكل رصيدا عربيا، وفي الشأن السوري الذي يعدّ هاما للأردن فهي على حدودنا ومن الضروري عودة الأمن والأمان لسوريا.

واعتبر العناني خطاب سموه خطابا شبابيا يتمسك بالمبادئ الأردنية الأساسية خاصة في وحدة الصف العربي والعمل المشترك، والحفاظ على العمق العربي في كافة المجالات.

عبد الفتاح صلاح

من جانبه، اعتبر الوزير الأسبق عبد الفتاح صلاح كلمة سمو ولي العهد خارطة طريق لعمل عربي ناحج، يقود لمستقبل واعد، فقد وضع سموه كافة قضايا المرحلة والمنطقة بما فيها التحديات أمام قادة العالم العربي، بصورة تفصيلية وواقعية، اضافة لأشارات واضحة وعميقة من سموه لحل كافة التحديات والمشاكل التي تواجه المنطقة.

ورأى صلاح أن سمو الأمير تحدث عن فئة الشباب على أساس أن استثمارها وتوفير ما يلزمها لتكون اداة بناء لمستقبل مختلف بالكثير من الايجابيات، سيما وأن المجتمعات العربية شابّة، ومنح هذه الفئة اهتماما خاصا من شأنه أن يوجد مستقبلا منيرا للأمة العربية، مؤكدا «صلاح» على أن الشباب اليوم عندما نقدّم لهم ما يجعلهم أفضل سيجعلون من مستقبلنا أفضل. وقال صلاح كلمة سمو ولي العهد شملت كافة القضايا السياسية والاقتصادية الهامة، مركزا على القضية الفلسطينية والقدس، والوصاية الهاشمية التي تعدّ أساسا لمساندة المقدسيين في مواجهة تحديات الاحتلال وتهويد المدينة المقدسة، كما تحدث سموه عن العراق وسوريا واليمن والحرب الأوكرانية بصورة واضحة، مع التأكيد علىى أن العمل العربي هو أساس تجاوز أي تحديات.

المهندس رضا الخوالدة

ورأى الوزير الأسبق رضا الخوالدة أن كلمة سمو ولي العهد أوجدت ضالة الدول العربية في الكثير من مواجهة تحديات المرحلة، فلم يترك سموه أي قضية أو ملف أو تحدّ عربي إلاّ وتطرقت له كلمته بصورة تفصيلية وحقيقية، مع وضع حلول عملية لهذه التحديات والأزمات.

وأكد الخوالدة أن سمو ولي العهد وضع حالة عمل عربية تجعل من الأمة العربية قادرة على مواجهة أي تفاوض أو تحد، من خلال استثمار ما تملكه الدول العربية من موارد ومزايا ربما أهمها أنها أمّة شابّة، وفي استثمار الشباب وجعلهم شركاء وجعل في ذلك أمانة بأعناقنا، نحن حتما نصل لمستقبل واعد، ونصل لأمة قادرة لمواجهة أي تحديات.

وفي الشأن السياسي بين الخوالدة أن سمو ولي العهد تناول كافة قضايا المرحلة والمنطقة بصورة دقيقة، فتحدث عن فلسطين والعراق واليمن وسوريا، مجددا التأكيد على أهمية الوصول بشراكة عربية لحلّ للقضية الفلسطينية، فيما يقوم الأردن بمساندة الفلسطينين، ويحرص من خلال الوصاية الهاشمية على حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية، وفي ذلك تأكيد على الثوابت الأردنية.

الدستور - نيفين عبد الهادي