الصفقة ممكنة ... ما اشبه الليلة بالبارحة

جفرا نيوز - محمد داودية  كنت شاهدا على حوار ومحاولة تفاهم جرت على هامش الاحتفال بعودة المغفور له الملك الحسين الى الاردن سالما معافى في تشرين الاول عام 1992. كنت واقفا مع معالي مصطفى باشا القيسي مدير المخابرات العامة انذاك ودولة طاهر المصري في ساحة مضارب بني هاشم في الديوان الملكي – كنت وقتها مدير الاعلام والعلاقات العامة للديوان الملكي - ، عندما انضم للمجموعة معالي الدكتور عبد اللطيف عربيات رئيس مجلس النواب الأسبق. دار حوار مهم وثمين يحمل دلالة واضحة على ان الخطوط بين الاخوان المسلمين والحكومة سالكة ولم تغلق. وجه الدكتور عربيات كلامه الى الجنرال القيسي قائلا: يا باشا ان الاصرار على الصوت الواحد سوف يلحق ضررا فادحا بالبلاد، لماذا كل هذا التوجس من اكتساح الاخوان المسلمين لمقاعد البرلمان؟ قال مصطفى باشا: تريدون منا ان نبقي على قانون الانتخابات النيابية الذي يمكنكم من السيطرة على البرلمان والبلد؟ قال الدكتور عربيات: هذه هواجس لا اساس لها. قال الجنرال: انا لا اتصرف وفق الهواجس بل وفق حسابات دقيقة. قال د. عربيات: اذا كان الدافع وراء اقرار قانون الانتخابات بالصوت الواحد هو عدم السيطرة على البرلمان والبلد كما قلت فيمكن حل هذه العقدة وتبديد الهواجس والمخاوف. قال الجنرال القيسي: اعربلي اياها. قال د. عربيات: يمكن ان نتفق. قال الجنرال القيسي: حسنا، نتفق. قال د. عربيات: نتفق على ان نطرح عددا من المرشحين للبرلمان يتفق مع حجمنا في البلد، شريطة عدم اقرار الصوت الواحد. قال الجنرال القيسي: وما هو حجمكم يا دكتور؟. قال د. عربيات: 20 بالمئة. قال الجنرال القيسي: حجمكم هو 16 بالمئة ليس اكثر. اقترحت وانا أرى اقتراب مجموعة من السياسيين من وقفتنا : أرى ان تواصلا هذا الحوار المثمر في جلسات متخصصة موسعة. لا اعرف ما تم لاحقا، لكن الصوت الواحد قد اقر وفاز الاخوان المسلمون ب 16 بالمئة من مقاعد مجلس النواب الاردني الثاني عشر.