انتخابات الكنيست الخامسة والعشرون: قوائم وسيناريوهات
تقدير موقف | يرسم سيناريوهات الحكومة الإسرائيلية المقبلة، التي ستنتجها انتخابات الكنيست الخامسة والعشرون، المقرر إجراؤها في الأول من نوفمبر، في ظل حالة من الاستقطاب الكبيرة بين القوائم المترشحة، وتقارب عدد الأصوات المتوقعة لكل منها.
جفرا نيوز - ستراتيجيكس
مقدمة
تشهد الانتخابات الإسرائيلية المبكرة للكنيست الخامسة والعشرون المقررة في الأول من نوفمبر 2022 حالة استقطاب شديدة بين القوائم المرشحة، حيث أعلنت لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية أن أربعين قائمة انتخابية تم تسجيلها لخوض تلك الانتخابات، من بينها ثلاث قوائم عربية.
وتأتي انتخابات الكنيست الخامسة والعشرين بعد قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق نفتالي بينت، حل الكنيست الإسرائيلي والتوجه إلى انتخابات برلمانية مبكرة، بعدما فشل في تمرير قانون (تمديد الإجراءات القضائية في الضفة الغربية)، كما تأتي في ظل خروج حزب التجمع الوطني الديمقراطي من ائتلاف القائمة العربية المشتركة، وقراره خوض الانتخابات بقائمة منفردة مستقلة، هذا على المستوى الداخلي الإسرائيلي، في نفس الوقت الذي تشهد فيه المنطقة والعالم بأسره جملة من الظروف السياسية والاقتصادية والأمنية المعقدة.
لذلك كله تكتسب تلك الانتخابات، وهي الانتخابات المبكرة الخامسة التي تجري خلال ثلاثة أعوام (2019-2022)، أهمية في نظر المراقبين للشؤون الإسرائيلية، كما المتابعين لأوضاع الشرق الأوسط وقضايا الصراع العربي الإسرائيلي.
القوائم والتصنيف
إن التصنيف التقليدي لقوائم الأحزاب الإسرائيلية على أساس قربها من اليمين أو اليسار ليس كافياً لتوضيح مساحات الاتفاق أو الاختلاف بين تلك القوائم، خاصة وأن سمتها الغالبة هي "اليمينية" أو القرب من اليمين، في ظل انحسار الأحزاب اليسارية أو القريبة من اليسار، لذلك يبدو معيار القرب من "يمينية" بنيامين نتنياهو ومعسكره هو الأكثر قدرة على التوضيح عند محاولة استقراء خريطة التحالفات المستقبلية وشكل الحكومة الإسرائيلية القادمة.
ورغم ترشح أربعين قائمة انتخابية للكنيست الخامسة والعشرين، إلا أن التوقعات تشير إلى أن معظم هذه القوائم لن تجتاز نسبة الحسم البالغة 3.25%، حيث من المتوقع اجتياز من 10 إلى 12 قائمة منها تلك النسبة، وأهم هذه القوائم:
أولاً: قائمة حزب التكتل "الليكود"
وهي قائمة الحزب اليميني المعروف "الليكود" التي يتزعمها بنيامين نتنياهو، وتضم 43 مرشحاً، وكانت قد حصلت على 30 مقعداً من أصل 120 في انتخابات الكنيست الرابعة والعشرين.
ثانياً: قائمة "الصهيونية الدينية" و"قوة يهودية"
وهي قائمة ائتلافية بين حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف الذي يتزعمه بتسلئيل سموتريتش، وحزب قوة يهودية "عوتسما يهوديت" اليميني المتطرف الذي يتزعمه إيتمار بن غفير، وتم الاتفاق على تشكيل القائمة في اجتماع ثلاثي مع نتنياهو وبدعم منه، وكانت قد حصلت على ستة مقاعد في انتخابات الكنيست الرابعة والعشرين.
ثالثاً: قائمة التوراة اليهودية الموحدة "يهودت هتوراة"
وهي قائمة ائتلافية بين حزب علم التوراة "ديجل هتوراة" وحزب رابطة إسرائيل "أغودات إسرائيل" وهما من أحزاب اليهود الغربيين الأرثوذوكسية المتدينة "الحريديم"، وتحظى بدعم من نتنياهو نظراً لوعوده بزيادة موازنة التعليم الديني في حالة توليه رئاسة حكومة ائتلافية تكون القائمة من مكوناتها، وكانت قد حصلت على سبعة مقاعد في انتخابات الكنيست الرابعة والعشرين.
رابعاً: قائمة حزب الشرقيين المحافظين على التوراة "شاس"
وهي قائمة حزب شاش لليهود الشرقيين المتدينين "السفارديم" ومعروف بتطرفه اليميني، ويتزعمه آرييه درعي، وكانت قد حصلت على تسعة مقاعد في انتخابات الكنيست الرابعة والعشرين.
خامساً: قائمة البيت اليهودي
وهي قائمة يمينية تترأسها وزيرة الداخلية أيليت شاكيد التي كانت ضمن قائمة حزب (يمينا) اليميني المدعوم من المستوطنين بقيادة رئيس الحكومة السابق نفتالي بينت، وكانت قد حصلت على سبعة مقاعد في انتخابات الكنيست الرابعة والعشرين.
سادساً: قائمة إسرائيل بيتنا
وهي قائمة حزب (إسرائيل بيتنا) القومي اليميني الذي يرأسه وزير المالية أفيغدور ليبرلمان، وكانت قد حصلت على سبعة مقاعد في انتخابات الكنيست الرابعة والعشرين.
سابعاً: قائمة هناك مستقبل "يش عتيد"
وهي القائمة التي يتزعمها رئيس الحكومة الحالي يائير لبيد، وهي قائمة ليبرالية أقرب للوسط، وتضم 38 مرشحاً، وكانت قد حصلت على 17 مقعداً في انتخابات الكنيست الرابعة والعشرين.
ثامناً: قائمة معسكر الدولة
وهي قائمة جديدة من حيث التشكيل، وتضم حزب (أمل جديد) القريب من يمين الوسط الذي يرأسه غدعون ساعر المنشق عن الليكود والحاصل –حزب امل جديد- على ستة مقاعد في انتخابات الكنيست الرابعة والعشرين، وحزب (أزرق أبيض) المحسوب على يمين الوسط والذي يرأسه وزير الدفاع بيني غانتس والحاصل –حزب أزرق أبيض- على ثمانية مقاعد في الكنيست الرابعة والعشرين، بالإضافة إلى رئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت الذي رفض الانضمام لقائمة يائير لبيد.
تاسعاً: قائمة حزب العمل "المعراخ"
وهي قائمة حزب العمل المعروف والمحسوب على يسار الوسط، وترأسها ميراف ميخائيلي، وكانت قد حصلت على سبعة مقاعد في انتخابات الكنيست الرابعة والعشرين.
عاشراً: قائمة حزب ميرتس
وهي قائمة حزب (ميرتس) اليساري المعروف، وترأسها زهافا غالون، وكانت قد حصلت على ستة مقاعد في انتخابات الكنيست الرابعة والعشرين.
أحد عشر: القائمة العربية المشتركة (الجبهة والعربية للتغيير)
وهي قائمة ائتلافية بين الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (أيمن عودة) والحركة العربية للتغيير (أحمد الطيبي)، ويرأسها أيمن عودة، وكانت قد حصلت على ستة مقاعد في انتخابات الكنيست الرابعة والعشرين ضمن ائتلاف ثلاثي مع حزب التجمع الوطني الديمقراطي.
ثاني عشر: القائمة العربية الموحدة
وهي قائمة الحركة الإسلامية الجنوبية التي يرأسها منصور عباس، وكانت قد حصلت على أربعة مقاعد في انتخابات الكنيست الرابعة والعشرين.
ثالث عشر: قائمة التجمع الوطني الديمقراطي
وهي قائمة حزب التجمع الوطني الديمقراطي التي خرجت من ائتلاف القائمة العربية المشتركة وقررت خوض الانتخابات بشكل مستقل، ويرأسها سامي أبو شحادة.
رابع عشر: قوائم أخرى
تم تسجيل عشرات القوائم الصغيرة التي لا يتوقع اجتيازها نسبة الحسم، مثل: الاقتصاد الجديد، والحرية الاقتصادية، وإسرائيل حرة وديمقراطية، وهناك اتجاه، ومفترق طرق، والمستقلين الجدد، وفجر القوة الاجتماعية، والمسار، والقيادة الاجتماعية، وحزب الكتلة التوراتية، والقلب اليهودي، وأمر جديد "لكبار السن"، وغيرها.
استطلاعات وإشارات
يرتبط تناول سيناريوهات شكل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، بواقع الأزمة التي مرت بها الحكومة الحالية، بالإضافة إلى أزمة القوائم العربية، وهو ما تظهره بعض الوقائع والإشارات، مثل انفراط عقد حزب "يمينا" الذي يرأسه رئيس الحكومة السابق نفتالي بينت بعد قراره اعتزال الحياة السياسية، وانفراط عقد القائمة العربية المشتركة بعد خروج حزب التجمع وقراره خوض الانتخابات منفرداً، وتجربة القائمة العربية الموحدة في انضمامها للائتلاف الحكومي والنقد الكثير الموجه لها بسبب ذلك، وهو ما قد يساهم في انخفاض نسبة تصويت الناخبين العرب في الكنيست الخامسة والعشرين.
توقع انخفاض نسبة التصويت لدى الناخبين العرب أشارت إليه العديد من استطلاعات الرأي، وكان آخرها استطلاع قناة "كان" الإسرائيلية ومعهد الأبحاث "ستات نت" في الرابع من أكتوبر 2022 والذي أظهر أنّ نسبة التصويت ستكون 39% تقريباً، مقابل 43.5 % في انتخابات الكنيست الرابعة والعشرين، وذلك يعني أنّ أكثر من 60% من الناخبين العرب لن يشاركوا في التصويت، مع التوقع بأن 29% من الناخبين العرب سيصوتون للقائمة العربية الموحدة، و11% منهم لقائمة حزب التجمع الوطني الديمقراطي، و11% لقائمة الجبهة والعربية للتغيير "القائمة العربية المشتركة".
استطلاعات الرأي العامة على مدار شهرين تتقارب في توقعاتها المشيرة إلى تقارب عدد الأصوات المتوقعة للمعسكرين الكبيرين، معسكر نتنياهو ومعسكر لبيد، ففي استطلاع أجرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في الثلاثين من أغسطس 2022 أشارت التوقعات إلى حصول معسكر نتنياهو على 59 عضو كنيست: 31 لحزب الليكود، و13 لائتلاف الصهيونية الدينية، و8 لحزب شاس، و7 لائتلاف "يهودت هتوراة"، مقابل حصول معسكر لبيد على 57 مقعداً: 24 لحزب "ييش عتيد"، و 13 لائتلاف "المعسكر الوطني"، و 6 لحزب "إسرائيل بيتنا"، و 5 لحزب العمل، و 5 لحزب "ميرتس"، و 4 للقائمة العربية الموحدة، بالإضافة إلى 4 مقاعد متوقعة لقائمة قائمة الجبهة والعربية للتغيير، وتوقعات بعدم قدرة حزب التجمع الوطني الديمقراطي على اجتياز نسبة الحسم وحصوله على 1.6% من الأصوات، وهو نفس التوقع لقائمة "البيت اليهودي" برئاسة أييليت شاكيد، المتوقع حصولها على 1.9% من نسبة الأصوات.
استطلاع صحيفة "معاريف" يتقاطع إلى حد كبير مع استطلاع القناة الثانية عشر الإسرائيلية في نفس التاريخ، بواقع 59 مقعداً لمعسكر نتنياهو، و57 مقعداً لمعسكر لبيد، مع فروقات بسيطة في عدد المقاعد لأحزاب المعسكرين، وكلاهما يشيران إلى تراجع نسبي لمعسكر نتنياهو مقارنة باستطلاعات سابقة، كاستطلاع القناة الثالثة عشر الإسرائيلية في الرابع عشر من أغسطس التي توقعت حصول معسكر نتنياهو على 60 مقعداً، مقابل 54 مقعداً لمعسكر لبيد، واستطلاع سابق للقناة الثانية عشر الإسرائيلية توقع تقدم معسكر نتنياهو بحصوله على 59 مقعداً، و 55 مقعداً لمعسكر لبيد، كما يختلفان نسبياً عن استطلاع سابق لصحيفة "معاريف" في السادس عشر من أغسطس توقع حصول المعسكرين على 57 مقعداً لكل منهما، ويختلفان بصورة لافتة عن استطلاع سابق للقناة الرابعة عشر الإسرائيلية توقع حصول معسكر نتنياهو على 62 مقعداً.
آخر استطلاعات الرأي لا تحمل الكثير من التغيرات في توقعاتها، حيث أشار استطلاع القناة الثانية عشر في الثامن عشر من أكتوبر 2022 إلى أن "الليكود" سيحصل على 30 مقعداً، في حين يحصل "هناك مستقبل" على 25 مقعداً، و"الصهيونية الدينية" على 14 مقعداً، و"المعسكر الوطني" على 12 مقعداً، فيما يحصل "شاس" على 8 مقاعد، و"يهدوت هتوراة" على 7 مقاعد، و"إسرائيل بيتنا" على 6 مقاعد، و"العمل" على 5 مقاعد، و"ميرتس" على 5 مقاعد، في حين يحصل تحالف "الجبهة/ العربية للتغيير" على 4 مقاعد، ومثلها لـ "القائمة الموحدة"، في حين توقعت صحيفة "معاريف" في استطلاعها في الحادي والعشرين من أكتوبر 2022 حصول معسكر بنيامين نتنياهو على 60 مقعداً، مقابل 56 مقعداً للمعسكر المناوئ بقيادة يائير لبيد، بحيث يحصل حزب "الليكود" على 31 مقعداً، و"الصهيونية الدينية" 14 مقعداً، و"شاس" 8 مقاعد، و"يهودت هتوراة" 7 مقاعد. في حين، يحصل "هناك مستقبل" على 23 مقعداً، و"المعسكر الوطني" 12 مقعداً، و"إسرائيل بيتنا" 7 مقاعد، و"العمل" 5 مقاعد، و"ميرتس" 5 مقاعد، و"القائمة الموحدة" 4 مقاعد، وتحالف "الجبهة/ العربية للتغيير" على 4 مقاعد، بينما لم يتجاوز حزبا التجمع الوطني الديمقراطي، و"البيت اليهودي" نسبة الحسم.
أما أحدث استطلاعات الرأي، قُبيل الانتخابات، ، فهو استطلاع الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان" في الرابع والعشرين من أكتوبر 2022، والذي توقع محافظة حزب "الليكود" على قوته وحصوله على 31 مقعداً، وتراجع "الصهيونية الدينية" بمقعد واحد لصالح "شاس" لتحصل على 13 مقعداً، وحصول حزب "شاس" على 9 مقاعد، و "يهدوت هتوراة" على 7 مقاعد، وتراجع حزب "هناك مستقبل" بمقعد واحد لصالح "المعسكر الوطني" وحصوله على 24 مقعداً، وحصول "المعسكر الوطني" على 12 مقعداً، وحزب "إسرائيل بيتنا" على 6 مقاعد، والعمل على 5 مقاعد، وكذلك "ميرتس"، والقائمة الموحدة على 4 مقاعدـ، وبحسب هذه النتائج، فإنّ نتنياهو حصل على 60 مقعداً، مقابل 56 مقعداً لمعسكر لبيد، وحصلت قائمة "الجبهة/ العربية للتغيير" على 4 مقاعد، في حين ارتفعت قوة حزب التجمع الوطني الديمقراطي إلى 1.8% من الأصوات، واستمر تراجع حزب "البيت اليهودي" بحصوله على 1.6% من الأصوات.
الإشارات المهمة التي تبينها معظم استطلاعات الرأي، على اختلافها، تحمل توقعات بعدم قدرة أي من المعسكرين على الحصول على الأغلبية المطلقة (61 مقعداً من أصل 120)، وعدم اجتياز قائمة حزب التجمع الوطني الديمقراطي برئاسة سامي أبو شحادة وقائمة البيت اليهودي برئاسة أييليت شاكيد لنسبة الحسم المطلوبة.
سيناريوهات الحكومة المقبلة
في ضوء كل ما سبق، يمكن رسم السيناريوهات التالية لمستقبل الحكومة الإسرائيلية القادمة:
أولاً: حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو
وهذا السيناريو يتحقق بحصول معسكر نتنياهو (الليكود، الصهيونية الدينية وقوة يهودية، التوراة اليهودية الموحدة، شاس) على 61 مقعداً، وهو سيناريو سيتعزز في حالة تمكن قائمة البيت اليهودي من اجتياز نسبة الحسم وانضمامها لمعسكر نتنياهو، كما تزيد فرصه بعدم اجتياز قائمة حزب التجمع لنسبة الحسم، وتراجع نسبة الناخبين العرب.
ثانياً: حكومة برئاسة يائير لبيد
ويتحقق بحصول معسكر لبيد (هناك مستقبل، إسرائيل بيتنا، حزب العمل، ميرتس، القائمة العربية الموحدة، معسكر الدولة) على 61 مقعداً، وهو سيناريو سيتراجع في حالة تمكّن قائمة البيت اليهودي من اجتياز نسبة الحسم وانضمامها لمعسكر نتنياهو، أو في حالة عدم اجتياز القائمة العربية الموحدة لنسبة الحسم، كما قد تتحسن فرصه في حالة اجتياز قائمة الجبهة والعربية للتغيير لنسبة الحسم وقرارها بدعم ترشيح لبيد لرئاسة الحكومة.
ثالثاً: حكومة وحدة بين الليكود ومعسكر الدولة
وهو سيناريو مرهون بنجاح مبادرة بعض أعضاء حزب الليكود لتشكيل حكومة وحدة ما بين معسكر نتنياهو من ناحية، وقائمة معسكر الدولة التي يرأسها وزير الدفاع بيني غانتس، بحيث يتناوب على رئاستها بيني غانتس وأحد مرشحي الليكود "باستثناء نتنياهو" يتم الاتفاق على تسميته ما بين نتنياهو وغانتس، مع بقاء نتنياهو زعيماً لحزب الليكود، وهذا السيناريو مرتبط بالسيناريو الرابع من ناحية، وبتوازنات مراكز القوى وحساباتها الداخلية في حزب الليكود من جهة ثانية، خاصة من ناحية التنافس على زعامة الحزب.
رابعاً: حكومة تصريف أعمال برئاسة لبيد
وهو سيناريو مرتبط بعدم قدرة أي من المعسكرين الحصول على 61 مقعداً، وفشلهما في إحداث اختراق لصالح التوصية بأي من مرشحيهما لرئاسة الحكومة، وهو ما يعني عودة الكنيست إلى مربع الأزمة المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وبقاء يائير لبيد رئيساً لحكومة تصريف الأعمال لحين عقد انتخابات مبكرة جديدة.
وحسب المعطيات الراهنة حتى اللحظة يبدو السيناريوهان الأول ثم الرابع هما الأقرب للتحقق، خاصة من ناحية تماسك معسكر نتنياهو مقابل تفكك معسكر لبيد، وانقسام القائمة العربية المشتركة واحتمالات ضياع الآف الأصوات العربية في حالة عدم اجتياز حزب التجمع لنسبة الحسم، بالإضافة إلى التوقعات بتراجع نسبة المصوتين العرب، وهو الأمر الذي يزيد من نسبة أصوات الأحزاب اليمينية القريبة والمتحالفة مع نتنياهو.
خاتمة
تحمل انتخابات الكنيست الـ 25 الكثير من الإشارات، لعل أهمها تلاشي الفوارق الجوهرية بين المعسكرين المتنافسين، خاصة من ناحية الموقف من العلاقات العربية الإسرائيلية والتسوية السياسية للقضية الفلسطينية، وبقاء الدور المركزي لزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو في العملية الانتخابية، كما في الحياة السياسية الإسرائيلية.
فتجربة الحكومة الحالية (بينت/ لبيد) أثبتت من خلال ممارستها على الأرض، أن التنافس بين المعسكرين لا علاقة له بالهوية الأيديولوجية أو البرامج السياسية ما بين يمين ويسار، بل إن الحكومة الحالية ربما ماثلت كل الحكومات التي رأسها نتنياهو سابقاً، سواء فيما يتعلق بالعمليات العسكرية في قطاع غزة والضفة الغربية، أو الإجراءات الاستيطانية والانتهاكات للمسجد الأقصى، أو استمرار السياسات العنصرية بحق المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، خاصة في النقب، وغير ذلك من القضايا.
المعطيات السابقة ستنعكس آثارها على مزاج الناخبين العرب في إسرائيل، ما يقود إلى ارتفاع نسبة مقاطعة الانتخابات بينهم، وهي مقاطعة تعززها إخفاقات الأحزاب العربية وانقساماتها الداخلية، بالإضافة إلى الانعكاسات غير المباشرة على المحيطين الفلسطيني والعربي من خلال تراجع الاهتمام بنتائج تلك الانتخابات وشكل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، حيث أنها، في كل احتمالاتها، لن تأت بجديد حقيقي.