لنبتعد عن "إيحاءات التعاسة" من أجل جيل "متفائل"!

جفرا نيوز - بقلم ابتهال الجمل* - في إحدى مقالاتي السابقة؛ كتبت عن أجيالنا وعن تحديات إنشاء جيل يتمتع بالطاقة الإيجابية لا بالسلبية دون أن يتذمر من حياته مهما حصل، لكننا للأسف الشديد ما نزال نجد أن جيلاً بأكمله أصبح يتذمر من حياته دون أن يفكر أن يعطي نفسه فرصة للإيجابية، جيل أصبح الهاتف النقال والسوشيال ميديا يأخذ كل تفكيره وعقله. 

الأسئلة هنا؛ لماذا لا نسعى لتطوير أنفسنا وأن نصنع حياة سعيدة؟، أن نبتسم لهذه الحياة على قاعدة أنه "مهما ضاقت هذه الحياة لكنها ستُفرج بعد ضيق"؟، لماذا لا نواجه حياتنا بالإيجابية، نطور من أنفسنا، ننظر للحياة من منظور الفرج والفرح، وأن بعد العسر يسراً؟، أو نؤمن بأن لدينا جيل مميز يتمتع بالأمل؟، أو لِمَ لا نرسم على وجوهنا ووجوه الآخرين الابتسامة، ابتساماتنا التي أصبحت تخرج من أفواهنا بصعوبة؟، لماذا نوصل أنفسنا إلى حافة الطريق ولا ندأب للتطوير وتحقيق الأهداف الإيجابية؟، أن نسعى لما هو خير، أن يساند بعضنا البعض لو بكلمة طيبة، أن ندع الحزن والسلبية على حافة الطريق ونأخذ شعارا لنا "معا لابتسامة أفضل وانطلاقة أجمل"، أن نضع أمامنا أهدافاً وخطوات للسعي نحو جيل يتمتع ويتميز بالإيجابية حتى وإن كانت تلك الإيجابية مجرد ابتسامة؟. 

دعونا نأمل بأن كل شيء من حولنا يتغير، لا يبقى شيء على حاله مهما طال الحال، نتبع خطوات معينة لتطوير الذات وتحسين العلاقات والسعي نحو الأفضل باتصالنا وتواصلنا مع الآخرين بصدقنا، أن نأخذ من ماضينا عبرة ونطورها في حاضرنا، فكرة أن نساعد بعضنا البعض ونساند أنفسنا ومن حولنا، أن نضع لأنفسنا إطار "الإدراك الإيجابي" الذي يساعدنا على تحقيق أهدافنا.

يُعرف "إطار الإدراك" بأنه عبارة عن مجموعة أسئلة يستخدمها الناس لا شعوريا وتكوين السبب في تكوين شعورهم وأحاسيسهم، بما يؤثر بالتالي على تصرفاتهم، وهناك "إطار سلبي" و"إطار إيجابي"، الإطار السلبي يقودهم الى الإحساس بالشعور السلبي والوقوف مكتوفي الأيدي أمام مشاكلهم وإلقاء اللوم على المحيط والآخرين وضياع فرص عديدة في الحياة، لماذا لا نعكس ذلك ونسأل أنفسنا ونحاسب أنفسنا على سلبياتنا وإيجابياتنا؟، وأن نحول السلبيات الى إيجابيات؟. 

"الإطار الإيجابي" يقودنا إلى التحرك في الاتجاه الذي نرغب في تحقيقه، التعرف على ما نريد الوصول إليه، أن يكون لدينا الخيارات العديدة، فإذا كان ذلك ممكناً لأي شخص في العالم فهو ممكن بالنسبة لي، أن أحقق ذاتي وأطورها، وأنه ليس هناك فشل ولكن هناك خبرات مكتسبة، أن ندرك إدراكا متكاملاً، نأخذ نفساً عميقاً بأننا سنطور ذاتنا ونفتخر بأنفسنا من خلال تحويل سلبياتنا الى إيجابيات، ونستخدم فكرنا بما هو خير لنا وعائد على مجتمعنا بالإيجابية. 

علينا أن ندرك بشكل إيجابي بأننا قادرون على تأهيل جيل جديد يستمد قوته بذاته ومن ذاته وبتطوير ذاته، فإذا أخدنا هذا الإدراك شعاراً لنا سنحول حياتنا لنقاط سعادة، وسيساعدنا على الابتعاد عن إيحاءات التعاسة التي نسمعها كل لحظة هنا وهناك، وأن كل ما يدور من حولنا يحبطنا، وأن أوضاعنا جميعا متدهورة. 

إذا فكرت بالمرض سيأتيك، وإذا فكرت بالصحة كانت معك، وإذا فكرت بالسعادة أتتك، وإذا فكرت بمن حولك بإيجابية كانوا معك، فلا تدع السلبيات تؤثر فيك ودع الخلق للخالق، وحسن وطور من نفسك لنقضي على "الإدراك السلبي" بشكل عام، ونسعى للإصلاح بشكل خاص، أن نرسم نحن حياتنا وأن لا نقف مكتوفي الأيدي، بالطبع مع إدراكنا لما نواجهه من تحديات الحياة، وأن لا نكرر الأسئلة التي نطرحها على أنفسنا ونحن نعرف ما نريده من الحياة، ونعرف ونلم إلماماً تاماً بما سنفعله لتطوير ذاتنا. 

لنتوقف عن التذمر، ولنؤمن بأننا نستطيع تحقيق أهدافنا وتطوير ذاتنا بأساليب تطوير ذاتية حديثة خالية من الشوائب ومن تخلف العقل والفكر وتشويه الإرادة، وأن نفكر بتروي وهدوء تام، ونتمتع بالحس الإيجابي لتطوير الذات أفضل من إحباطها.

الدكتورة والمحاضرة في علم البرمجة اللغوية العصبية NLP
ابتهال الجمل