كسوف جزئي اليوم في الأردن تحتجب فيه أجزاء من الشمس لساعتين

جفرا نيوز - يشهد الأردن الثلاثاء كسوفاً جزئياً للشمس يشمل مناطق واسعة من المملكة، في ظاهرة تستمر ساعتين لن تؤدي إلى ظلمة كاملة لكن يتعين على الراغبين في متابعتها التزام الحذر.

وحددت الجمعية الفلكية الأردنية أماكن رصد الكسوف الجزئي الذي تشهده المملكة اليوم، بين الساعة الواحدة والثالثة بعد الظهر.

ويبدأ الكسوف في العاصمة عمّان، عند الساعة 12:59 ظهراً، وهي اللحظة التي يبدأ عندها أول تلامس ظاهري بين قرص القمر وقرص الشمس، أي أن القمر يبدأ عندها تدريجياً بحجب قرص الشمس، وصولاً إلى ذروة الكسوف الجزئي والمتوقع أن يكون عند الساعة الثانية و13 دقيقة من بعد ظهر الثلاثاء.

وتبلغ نسبة الاحتجاب القصوى للشمس 34.8%، بعد ذلك يبدأ الكسوف الجزئي بالتراجع تدريجياً حتى ينتهي عند الساعة الثالثة و23 دقيقة عصراً وهو آخر تلامس بين قرص القمر وقرص الشمس.

وقال رئيس الجمعية عمار السكجي، إن الكسوف حالة فلكية مهمة يترقبها المتابعون باهتمام كونها قليلة الحدوث، مشيراً إلى أن الكسوف الجزئي الذي يشهده العالم الثلاثاء، سيتكرر في صيف عام 2027.

- أماكن الرصد -

وأوضح، أن الجمعية حددت أماكن رصد في مختلف مناطق المملكة؛ لإتاحة الفرصة للجميع لمشاهدة الكسوف بطرق آمنة لأن النظر المباشر إلى الكسوف يسبب أضراراً بالعين، مشيراً إلى أن أماكن الرصد المحددة يتوفر فيها نظارات الكسوف المعيارية والتلسكوبات وكاميرات التصوير، كما سيتم فيها استخدام الطرق الابتكارية الآمنة في الرصد كالصندوق ذو الثقب والمرايا العاكسة والنواظير وفلاتر الشمس.

والأماكن المحددة للرصد هي: جبل القلعة في العاصمة عمّان والبترا ووادي رم وأعمدة جرش وقصر الحرانة، وأيضاً في المركز الجغرافي الملكي الأردني، والمركز الإقليمي لتدريس علوم وتكنولوجيا الفضاء لغرب آسيا، وجامعات: الأردنية والألمانية والهاشمية والزرقاء والأميرة سمية للتكنولوجيا واليرموك و"كينغز أكاديمي" والجمعية الشركسية (فرع ناعور)، ومدارس: وكالة الغوث والرضوان واليوبيل والراهبات الوردية والكلية العلمية الإسلامية، والعمرية والجزيرة والقمة الدولية والوطنية الأرثوذكسية والأهلية/ المطران والحصاد والبيان والخمائل والفاروق والعديد من المدارس الحكومية والخاصة في مختلف محافظات المملكة.

ويحدث كسوف الشمس عندما تتراصف الشمس والقمر والأرض على خط مستقيم، وعندما تكون المحاذاة مثالية تقريباً، يلامس مخروط ظل القمر سطح الأرض ويعيق القرص الشمسي بأكمله، وعندها يكون الكسوف كليّاً.

لكن هذه المرة، لن يلمس ظل القمر الأرض "ولن يكون من الممكن مشاهدة الاختفاء التام لقرص الشمس في أي مكان"، وفق ما أوضح مرصد باريس في بيان. الذي أشار إلى أنه في 12 آب/أغسطس 2026، سيحدث كسوف كلي سيؤدي إلى تعتيم على القرص الشمسي بنسبة 92%.

-الافتاء توضح أحكام صلاة ودعاء الكسوف-

أوضحت دائرة الإفتاء العام صفة صلاة الكسوف وما يتعلق بها من أحكام.

وقالت دائرة الإفتاء في ردها على سؤال: كيفية صلاة الكسوف، وحكمها، وهل يُسن لها دعاء خاص؟، إن صلاة الكسوف سنة مؤكدة.

واشارت: "عن أبي بكرة رضي الله عنه، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فانكسفت الشمس، فقام النبي صلى الله عليه وسلم يجر رداءه حتى دخل المسجد، فدخلنا، فصلى بنا ركعتين حتى انجلت الشمس، فقال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا، فَصَلُّوا، وَادْعُوا حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ) متفق عليه".

واوضحت، إلى أنه يبدأ وقت صلاة الكسوف -سواء كان كسوفاً جزئياً أم كاملاً- من ظهور الكسوف إلى حين زواله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا رَأيْتُمُوهُمَا فَادعُوا اللهَ وَصلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ) رواه البخاري.

وبينت أنه يُسن لها الاغتسال، وأن تُصلى جماعة في المسجد، دون أذان ولا إقامة، بل يُنادى لها: "الصلاة جامعة"، ويخطب الإمام بعد الصلاة خطبتين كخطبة العيد. وصلاتها في الجماعة أفضل، وإن كانت تُسن أيضاً للمنفرد والمرأة في بيتها، كما جاء في "مغني المحتاج" (1/599): "تُسن للمنفرد والعبد والمرأة والمسافر".

وزادت: "أما صفتها فهي ركعتان، في كل ركعة قيامان وركوعان، يقرأ المصلي الفاتحة في كل قيام".

والكمال فيها: أن يُحرم، ويستفتح، ويستعيذ، ويقرأ الفاتحة، وسورة البقرة، أو قدرها في الطول، ولا يجهر بالقراءة، ثم يركع ركوعاً طويلاً فيسبح قدر مائة آية، ثم يرفع من ركوعه، فيسبح، ويحمد في اعتداله. ثم يقرأ الفاتحة، وسورة دون القراءة الأولى: آل عمران، أو قدرها، ثم يركع فيطيل الركوع، وهو دون الركوع الأول، ثم يرفع من الركوع، فيسبح، ويحمد، ولا يطيل الاعتدال، ثم يسجد سجدتين طويلتين، ولا يطيل الجلوس بين السجدتين. ثم يقوم إلى الركعة الثانية، فيفعل مثل ذلك المذكور في الركعة الأولى من الركوعين وغيرهما، لكن يكون دون الأول في الطول في كل ما يفعل، ثم يتشهد ويسلم.

جاء في "عمدة السالك" (ص87): "وأكملها: أنْ يقرأَ بعدَ الافتتاحِ والتعوذِ والفاتحةِ: البقرة في القيام الأول، وآل عمران في الثاني، والنساء في الثالث، والمائدة في الرابع، أو نحو ذلك، ويسبح في الركوع الأول بقدر مئة آية من البقرة، وفي الثاني بقدر ثمانين، وفي الثالث بقدر سبعين، وفي الرابع بقدر خمسين، وباقيها كغيرها من الصلوات، ثم يخطب خطبتين كالجمعة" انتهى.

روى ابن عباس رضي الله عنهماـ قال: خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ مَعَهُ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا نَحْوًا مِنْ سُورَةِ البَقَرَةِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ القِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ القِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ القِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ، وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: (إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لاَ يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ) متفق عليه.

وأخيراً، لا يُسن دعاء خاص في الكسوف، ولكن يُسن عنده الإكثار من ذكر الله تعالى، والاستغفار، والتكبير، والصدقة، والتقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة. والله تعالى أعلم.

- إقامة صلاة الكسوف -

دعت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية إلى الاقتداء بالسنة النبوية في أداء الصلاة والدعاء والذكر عند كسوف الشمس المتوقع الثلاثاء.

وقال الناطق الإعلامي للوزارة علي الدقامسة، في بيان، إن "الوزارة قررت إقامة صلاة الكسوف بناء على فتوى صادرة من دائرة الإفتاء العام، والتي تبين حكم صلاة الكسوف والخسوف وكيفيتها وفضلها باعتبارها سنة مؤكدة، ويبدأ وقتها من ظهور الكسوف أو الخسوف إلى حين انجلائه".

ووفق الفتوى، يُسن لصلاة الكسوف الاغتسال، وأن تصلى جماعة في المسجد دون أذان أو إقامة، ويخطب الإمام بعد الصلاة خطبتين كخطبة العيد.

أما صفتها فهي ركعتان في كل ركعة قيامان وركوعان، ويقرأ المصلي الفاتحة في كل قيام وما تيسر من القرآن الكريم ويطيل القراءة، كما يصح صلاتها بشكل منفرد، ويُسن عند حدوث الكسوف أو الخسوف الإكثار من ذكر الله تعالى والاستغفار والتكبير، والصدقة والتقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة.

وأوضح الدقامسة أن الوزارة وجهت أئمة المساجد لأداء صلاة الكسوف بالهيئة التي وردت في السنة النبوية، وعدم المشقة على المصلين، وحثهم للإقبال على الله تعالى بالتوبة والإنابة، والعمل الصالح والصدقات والتوجه لله بخالص الدعاء.