التربية الاعلامية من منظور نيوليبرالي امريكي
جفرا نيوز - بقلم بسام الجرايدة - النيوليبرالية عرت الانسانية من قيمها الاخلاقية ،حينما تمكنت الراسمالية الليبرالية من تحويل الاخلاق والقيم الى سلعة ،لهذا سعت الماكنة الاعلامية النيوليبرالية الى تشويه صورة الانسان وخاصة الطفل والمراة ،فالتربية الاعلامية في حقيقتها النيوليبرالية استهدفت الطفل والطفولة وافقدته وجردته من قيمه الانسانية ،لهذا اصبح الحديث عن حقوق الانسان و الطفل في ظل الاعلام والثقافة النيوليبرالية الامبريالي مجرد خرافة وهرطقة ،فمنذ ان تسيدت الليبرالية والنيوليبرالية دول العالم الصناعي حولت الانسان الى سلعة تتلاقفه قوى السوق،فالطفل تم عجنه وصهره بقيم متوحشه ،لهذا يعيش حالة ماساوية سببها التفكك الاسري ،ففي مركز الراسمالية الاميركية حسب المؤشرات الديمغرافية مع تجذر حقبة الكنزية وبالذات عام 1970 يشكل المتزوجون الذين لهم اولاد 26% فقط من مجموع العائلات الامريكية ،اذ ان هناك نحو 8ملايبن عائلة تعيش باحد الوالدين فقط اي ضعفي ما كان عليه ام 1970 وتعترف المؤشرات الرسمية الامريكية خلال حقبة النيوليبرالية اي خلال الفترة من عام 1985الى عام 1991 بنسبة 40% ،وان 26% من البنات القاصرات دون سن السادسة عشرة اعترفن بانهن تعرضن للاغتصاب وكانت هذه النسبة في حقبة الكنزية لا تزيد عن 5% ،وهنا علينا تسليط الضؤ على دور التربية الاعلامية الامبريالية في ذلك ،فالدراسات تشير الى انه قبل ان ينهي الطفلة الامريكي ، دراسته الابتدائية يكون قد شاهد على الشاشات ثمانية الاف جريمة متلفزة ومائة الف عمل عنف ،وقد تكون هذه الصورة قبل عصر الانترنت والاعلام الجديد الذي اصبح بمتناول الجميع في الدول الصناعية الراسمالية ودول العالم الثالث ،ففي بريطانيا مثلا ارتفعت حالات الطلاق بنسبة 50% وتراجعت نسبة الزواج بنسبة 16% ،وتشكل العائلات في بريطانيا المكونة من احد الوالدين خمس العائلات ،بينما الاطفال الذين لم يولدوا من زواج رسمي فيشكلون 1/3 اطفال بريطانيا ،هذا الواقع الماساوي للاسرة في المجتمعات الراسمالية ساهم في تفككها وتدميرها واثر على شخصية الطفل وحياته وحقوقه ،ومن هنا جاء قانون الطفل واتفاقية حماية حقوقه ليعالج حقوق الطفل الذي افرزته النيوليبرالية ،فالازمة في اساسها توحش نيوليبرالي اعلامي وثقافي ،لهذا علينا قوانين حقوق الطفل بسبب تنامي ظاهرة الاطفال الغير شرعيين والتي اساسها الراسمالية نفسها وليس حقوق الطفل ،بالمقابل هناك وفيات الاطفال الرضع بسبب الجوع والفقر والحروب والامية والازمات المتصاعدة وعلى راسها ان هناك في العالم اكثر من 100 مليون طفل لايحصلون على التعليم الاساسي ،وفي كل سنة يموت نحو نصف مليون طفل سنويا لاسباب تتعلق بالولادة ،هذا لايعني ان الطفل في دول العالم الثالث يعيش بسلام وامان فحسب فهناك انتهاكات فاضحة وخاصة مع هيمنة الامبريالية الاعلامية والثقافية على دول العالم باسم التربية الاعلامية التي تستهدف الانسان والاسرة والمجتمع،امبريالية متوحشة تستهدفنا جميعا .