إيرانيون يختبرون خدمة "ستارلينك" ومعداتها تباع بـ"التهريب"
جفرا نيوز - أفادت تقارير إخبارية، اليوم السبت، بنجاح اختبار خدمة استقبال الإنترنت عبر الأقمار الصناعية الذي تقدمه شركة "ستارلينك" في إيران، رغم أن معداتها تباع بأسعار فلكية.
جاء ذلك في وقت تستمر فيه الاحتجاجات التي تشهدها مدن إيرانية بعد وفاة الشابة "مهسا أميني" داخل مركز لشرطة الأخلاق، وسط تقييد الوصول إلى شبكة الإنترنت الدولية من قبل السلطات.
وانتشرت عدة مقاطع فيديو من مدن مختلفة، من بينها طهران، عن اختبار ناجح لخدمة استقبال الإنترنت الدولي عبر شبكة "ستارلينك" المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك.
ونشر كريم سجاد بور، عضو معهد كارنيغي للسلام، مقاطع فيديو عبر صفحته الشخصية على "تويتر" وأعلن عن إرسال العشرات من محطات استقبال الإنترنت عبر الأقمار الصناعية "ستارلينك" إلى إيران.
وكتب "بور": "طلبت مني مجموعة من النشطاء الذين يرغبون بعدم الكشف عن هويتهم لحماية شبكاتهم مشاركة هذا الفيديو، ولقد أرسلوا بالفعل عشرات المحطات إلى إيران ويخططون لزيادة عددها، وعلى الرغم من أن هذه الجهود لا تزال وليدة للغاية، إلا أن الأدلة تشير إلى أن محطات استقبال الإنترنت الخاصة بشركة ستارلينك في إيران قد نجحت".
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام إيرانية بوصول وبيع معدات "ستارلينك" في البلاد.
وقال أحد الأشخاص الذين يعملون في هذا المجال لموقع "التجارة نيوز" المحلي، إنه "من أجل استيراد معدات ستارلينك إلى إيران، تتلقى أولًا 350 دولارًا أو ما يعادل11 مليون تومان دفعة مقدمة من العملاء وتسلم المعدات بعد 15 يومًا".
وأضاف أنه "إذا أراد العميل ذلك يمكنه زيارة مدينة بانه غرب إيران على الحدود مع إقليم كردستان والمدن الحدودية الأخرى شخصيًا لاستلام المعدات، أو من الممكن إرسال المعدات في عبوات مزيفة عن طريق حافلات خارج المدينة".
وتابع: "يجب على عميل ستارلينك دفع 1500 دولار أو ما يعادل 49 مليون تومان، بالإضافة إلى 350 دولارًا، سابقًا لاستلام المعدات بالكامل، وأن رسوم الاشتراك بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية في إيران مجانية لمدة تصل إلى شهرين، والإنترنت عبر الأقمار الصناعية متاح الآن لعدد من الأشخاص داخل البلاد، وسرعة تنزيله حوالي 300 ميغا بايت في الثانية".
وبحسب موقع "تجارت نيوز طبعا"، فإن "هذا الشخص لم يرسل أي فيديو أو صورة لإثبات ادعائه".
وفي الوقت الذي انتشرت فيه التجمعات الاحتجاجية في إيران ردًا على وفاة "مهسا أميني"، كتب إيلون ماسك مالك شركة "سبيس إكس" على "تويتر" أنه "يسعى إلى إعفاء من العقوبات الأمريكية ضد الجمهورية الإسلامية من أجل التمكن من استخدام خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ستارلينك، أمام الشعب الإيراني".
كما أعلن ماسك، الخميس الماضي، أنه تم تنشيط العديد من محطات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية "ستارلينك" في إيران.
البيع المهرّب لمعدات ستارلينك
وبعد الاحتجاجات وانقطاع التيار وتصفية الإنترنت، كشفت تقارير إعلامية، أن معدات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية أصبحت تباع بقيمة 60 مليون تومان في المدن الحدودية بين إيران والعراق أو ما يساوي 1900 دولار تقريبًا.
وقال دياكو أفخم، العضو السابق في غرفة التجارية الإيرانية العراقية المشتركة، لموقع "التجارة نيوز"، "تُباع معدات ستارلينك بأسعار فلكية في المدن الحدودية، ويدّعي البائعون أنهم سيقدمون المعدات إلى العملاء في جميع أنحاء البلاد في غضون 15 يومًا".
وأضاف: "كما يقولون إنه يمكن لكل جهاز مودم توفير الإنترنت لـ 200 جهاز محمول في الوقت نفسه أيضًا، ويمكن استخدام أجهزة المودم هذه حتى دائرة نصف قطرها 400 متر".
وأعطت وزارة الخزانة الأمريكية الضوء الأخضر لشركة "ستارلينك" للإعفاء من العقوبات.
وتشير التقارير الأخيرة إلى أن شبكة "ستارلينك" للإنترنت عبر الأقمار الصناعية قامت بتركيب أبراج اتصالات بمدى 800 كيلومتر في تركيا لتفعيل هذا المشروع في إيران.
في سياق متصل، أفاد موقع "انتخاب" الإيراني المقرب من الإصلاحيين، بأن "ما بين 400 ألف إلى مليون شركة معرضة لخطر الإغلاق بسبب حجب منصتي إنستغرام وواتساب، بالإضافة إلى ذلك، منذ بدء الاحتجاجات في إيران وتقييد الوصول إلى الإنترنت، انخفضت الزيارات إلى متاجر إنستغرام بحوالي 97٪".
وبعد أكثر من شهر من الاحتجاجات في إيران، أصبح الوصول إلى الإنترنت والعديد من الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، مثل: "Instagram" و"WhatsApp" و"Telegram" و"Facebook" محدودًا للغاية.
ونقلت قناة "سي إن إن" الإخبارية، الجمعة، نقلًا عن عدد من المسؤولين الأمريكيين، قولهم إن إدارة الرئيس جو بايدن ناقشت مع إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة "سبيس إكس"، حول إمكانية إطلاق خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ستارلينك لشعب إيران.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن: "نحن بسرعة ندعم رغبات الشعب الإيراني بكل قوتنا، وهذه هي سياستنا".
وأضاف أنه "في الوقت الحالي، المظاهرات الحالية هي في الحقيقة حركة إيرانية تقودها فتيات صغيرات، وتنتشر في أجزاء أخرى من المجتمع الإيراني، لا نريد أن نلقي ظلالًا على حركتهم بأي شكل من الأشكال".
وشدد على أن "البيت الأبيض يميل إلى إيجاد طرق لضمان وصول الإيرانيين إلى الإنترنت عبر هواتفهم المحمولة، وستارلينك هي أحد هذه الخيارات، لكنها ليست الخيار الوحيد".