المملكة العربية السعودية حرة مأصلة


جفرا نيوز - بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي 

لا يد لنا أن نعترف ونحن مسرورين بأن العلاقة الأردنية السعودية متأصلة ومتجددة ولا يمكن لأي كاتب أو صحفي أو إعلامي الإحاطة بحقيقتها ، لأنها  دائما ما تكون بأعلى االمؤشرات وعلى جميع المستويات.

فنحن نتذكر ونحن صغار بأن هناك عائلات سعودية عاشت بيننا ومعانا  من خلال فزعة الجيش السعودي للجيش الأردني بأحداث الستينات والسبعينات،  فكانت العلاقة بيننا وبينهم  كعلاقة بدو الشمال مع بدو الوسط والجنوب وكعلاقة أبناء إربد والمفرق والسلط مع أهل معان والكرك والطفيله من نسب ودم وجغرافيا وديمغرافيا.

هذه العلاقات صفرها ممتاز ودائما  تتطور وتكبر من خلال توافق القيادة بين البلدين بالماضي والحاضر ، وتنموا وتتطور أيضا  بنشاط السفراء السعوديين السابقين الحاليين  بالمملكة،  فكلما تفاعلوا مع المناسبات الوطنية والمناسبات الشعبية كلما زادت المحبة واللحمة بين الشعبين التي هي أصلا متلاحمة ومتلازمة منذ القِدم .

 وهنا أود أن أشكر السفير السعودي الحالي  سعادة الشيخ نايف السديري الذي يعتبر من قبيلة عربية تعرف صيتها ومآثرها وتاريخها كل القبائل والعشائر الاردنية ، السديري الذي  يتفاعل بإيجابية رائعة  مع الوطن وكل مكوناته من حكومة وشعب وارض ،  ففي كل جلسة يذكر فيها اسم السفير السعودي أو السعودية تجد أن هناك رضى تام ومحبة واحترام من الحاضرين أو المتناقشين ،وهذا يعود إلى أن سعادته حاضرا بروحه حتى وإن كان جسده غائبا .

وها نحن نرى السعودية وملكها خادم الحرمين الشريفين  وولي عهده يتعرضون الأن إلى هجمة أمريكية صهيونية بسبب موقف السعودية الحيادي من الأزمة والحرب الروسية الأوكرانية ، يريدون منهم أن يقفوا  بنفطهم  وغازهم إلى جانبهم لدعم  اوكرانيا  ، ولكن السعودية ما عادت تابعة بوجود ملكها المثقف سلمان الخير  وولي عهدها الشجاع والجريء  محمد بن سلمان  يخنعون أو يتبعون  القرار الأمريكي اذا كان هذا القرار يتعارض مع مصالحهم وسياساتهم الخارجية. 

السعودية الحرة بقرارها وتوجهاتها تتعرض إلى ضغوط قوية من الدول الكبرى وتهديدات  تريد أن تجعل منها دولة فاقدة لإرادتها السياسية والسيادية  .

السعودية تحتاج الأن إلى إطلاق صافرة التضامن العربي وهي الدولة العربية الوحيدة القادرة على تحقيق ذلك الأمر. 
السعودية الأن بحاجة إلى تفعيل معاهدة الدفاع العربي العسكري المشترك   وهي الدولة  الوحيدة الأن من كل الدول العربية  القادرة على تحقيقه. 

السعودية الأن بحاجة إلى تفعيل منظومة التكامل الإقتصادي مع الدول العربية بحيث لا تحتاج إلى قمح اوكرانيا ولا إلى زيت إسبانيا ولا  إلى دجاج البرازيل ، فقمح الشام وزيتونها وزيت تونس وقطن مصر وخيراتها  وخضار الأردن ورجاله تغنيها عن غيرها .

السعودية تحتاج إلى تفعيل وتنشيط اتفاقيات التضامن العربي والإسلامي لتكون دولة عظمى وقوية ولها صوتها ورأيها ومقعدها الدائم  في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة . 

السعودية التي استطاعت بفضل رؤية محمد بن سلمان 20~30 أن تعتمد على الصناعة والزراعة والسياحة في دخلها القومي ،وما عاد النفط والغاز هما الموردان الرئيسان  لميزانيتها. 

والأهم من كل ذلك في رؤية محمد بن سلمان هي استغلال الثروة البشرية السعودية من خلال تعليمها وتدريبها وتشغيلها ودعم البحث العلمي والمبدعين والمتميزين من أبنائها. 

حفظ الله المملكة العربية السعودية وشعبها وملكها وولي عهدها وبيتها الحرام والسعودية لينا وحقك علينا .