لم يتعب الوطن أيها الرؤساء.. ولكن !!



جفرا نيوز - عبدالحافظ الهروط 

سمعت بوصفي وهزاع، وشاهدت عبدالحميد شرف، وجالست أحمد عبيدات وعبدالسلام المجالي وعبدالرؤوف الروابدة، وآخرين من "الرؤساء"، فأدركت أن البناء، والهدم الاداري، من صنع الحكومات!!

قالوا بهزاع ووصفي أكثر ما قاله مالك في الخمر، أما عبدالحميد شرف، فذاك القامة السمراء الممتشقة التي علاها فكر اردني عروبي، وابتسامة لم تفارقه عند لقائه الأهل والعزوة في الوطن، كما هي صرامته عند تمثيله الاردن في المحافل الدولية، وهو القائل للدولة الاردنية : "شِدّوا الأحزمة". 

أما "ابو ثامر"، عبيدات، الذي قاد الميثاق الوطني بامتياز عام ١٩٩١، كان أكثر  المتشددين على صون المال العام، فهو من دعا الى إصدار قانون " من أين لك هذا"؟!

 و" أبو سامر"، المجالي، الأكثر  تقشفاً في الحكومات، فقد روى عنه،مدير مكتبه، أنه أقام الرئاسة ولم يقعدها، عندما وصلته فاتورة تظهر صرف ستة دنانير  لإحضار "سدر كنافة" تناولته لجنة ادارية شُكِّلت من وزراء، واجتمعت بعد الدوام الرسمي،وقد سامها الجوع .

و"أبو عصام"، الروابدة، فهذا السياسي الاداري، الذي ما أن يطلق عبارة في لقاء أو ندوة أو تأبين فقيد، هاجمناه ورجمناه، ولم نخرجه من قضايا كثيرة.  

والآخرون من "الرؤساء" فمنهم النظيف،  والعفيف، و"الكفيف"، و"اليد الطولى".

القصة من وراء هذا التقديم الطويل، أن  حزب الشراكة والإنقاذ استضاف في ندوة، رئيس الوزراء الأسبق، الاستاذ أحمد عبيدات، وهو الرجل الوطني الذي إن تحدّث أصغت اليه الآذان وتعطل الهمس وأبصره الأعمى وسمعه الآثم وصفّق له من يخالفه الرأي.

عبيدات، لا يجامل على حساب الوطن والأمة، لا فرداً ولا جهة، وقد أشعر الحضور بعمق الجرح الذي يسكنه، مع أن صحته لا تسمح له بالسعال. 

رجل كما قال عنه الاستاذ سالم الفلاحات عند تقديمه للحضور  " أبو ثامر، يزن الحرف فكيف وهو يزن الكلمة".

عندما يتحدث عبيدات عن الاردن وفلسطين، إنما يتحدث بالحقائق الدامغة، ويجترح الحلول للتحديات التي هي "مسؤوليتنا جميعاً"، فهو لا يطلق شعارات فضفاضة زائفة ليتاجر بها، ولا يبحث عن شهرة أو مركز، وهو في العقد الثامن ونصف العقد، وصحة لا تقبل "سمّة البدن".

مع هذا كله، يضيق المكان عندما يتحدث عبيدات، والصحيح يضيّقونه عليه وعلى من يحضر .. لماذا ؟! 

عبيدات شخّص الواقع الذي تمر به الأمة، وما سيدفعه الاردن وفلسطين جرّاء ما يحدث محلياً وخارجياً، متسائلاً" ماذا أعددنا لمواجهة التحديات المحدقة بالأردن، محلياً وبالمنطقة والإقليم"؟

نعم، تعبنا، ولكن الوطن لا يتعب، رغم ما يُثقل الاردن في كل مرحلة من هجرات ونزوحات، والسؤال : الى متى "يا جمل المحامل"؟!.