"الجاهات" تعود للساحة.. والعروسين بين مطرقة المسؤولين وسنديان تكاليف المعيشة
جفرا نيوز - أحمد الغلاييني
قبل مدة طويلة كانت تقتصر الجاهات على حضور رجلين من وجهاء العائلتين، الأول يطلب والثاني يرد بالإيجاب ، إذ تهدف هذه العادة الاردنية والمتأصلة منذ مئات السنين إلى اظهار حجم الفخر والاعتزاز بالعائلة ومدى احترامها لذوي العريس وايضاً اظهار "العزوة" للعروس وان لديها عائلة كبيرة مقدرة ومحترمة.
من الحكومات إلى "الجاهات"
قبل سنوات قال رئيس الوزراء الأسبق "عبد الرؤوف الروابدة" في إحدى المناسبات، "كثر خير الجاهات التي اعادتنا للواجهة من جديد"، ولم يأت كلام الروابدة عبثاً ، فهو يشيرإلى ان المسؤوليين السابقين وخاصة الذين كانوا يجلسون في صالة كبار اللاعبين قد ظهروا للواجهة شعبياً خاصة مع ظاهرة نمت آخر 10 سنوات ، وهي الطلب من رئيس وزراء اسبق او مسؤول كبير احياناً تصل إلى الأمراء لطلب يد العروس او إبداء الموافقة.
ولم يقتصر الأمرعلى رؤوساء وزراء سابقين فقط ، بل دأب الكثير من المسؤولين على التقدم لطلب يد العروس رغم عدم معرفتهم أية تفاصيل تخص العروسين .
ويرى البعض ان هذه العادة كسرت الحواجز بين المواطن والمسؤول وانعشت الروابط الإجتماعية بينهم ، خاصة بعد جائحة "كورونا" .
وزيرالزراعة المهندس خالد حنيفات قال في تصريح له عن الجاهات ، "إنها تعمل على اغلاق الشوارع العامة وتهدر الطاقة، لقاء بعض الدقائق ، كما تهدرخلالها ألوف الدنانير".
مستقبل العروسين بين مطرقة المظاهر وسنديان المعيشة
يروي عريس يعمل مهندساً في احدى شركات المقاولات انه رغم التكاليف الباهظة التي قدمها لحفل العرس من باب انه يوم واحد في العمر ، إلا أنه لايزال يسدد ديونه التي اقترضها من احد البنوك للحفل، والذي تجاوز تكلفته مع "الجاهة" اكثر من 50 الف دينار مابين استئجار صالة افراح فاخرة وفندق فئة 5 نجوم ومهر وذهب العروس والذي توج بخاتم من الألماس والذي تم بيعه لاحقاً لتسديد الديون.
ثقافة "كورونا"
بالرغم من غزو "كورونا" حياة الأردنيين واختلاف بعض العادات والتقاليد وخاصة بعد إغلاق صالات الافراح ومنع بيوت العزاء، بدأ البعض يطالب بتخفيف المصاريف وعدم تقديم ولائم الطعام وفتح بيوت العزاء وايضاً اقتصار الأفراح على الأقارب، وذلك لمواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة للعروسين وذويهم.